قبل سنوات دعوت في كتابة لي ايام عملي في صحيفة (الصباح) لاستعادة (ابو كاطع) هذا الفقيد الموسوعة في مواهبه، المناضل الشيوعي وكاتب العمود الفذ والروائي ..وقبل الكتابة هذه وضمن احتفالية أقامها بيت المدى في شارع المتنبي دعوت وضمن مشاركتي في الفعالية إلى درج عمود الفقيد ( بصراحة ابو كاطع) الذي اعتادت طريق الشعب على نشره أسبوعيا أثناء صدورها العلني في حقبة التحالف ضمن منهج كلية الإعلام وقد وافقني وعزز دعوتي الصديق الكاتب توفيق التميمي الذي كانت له مشاركة في ذات الفعالية.

اليوم وبمبادرة طيبة تم افتتاح شارع من شوارع الحبيبة بغداد باسمه وكم كان اختيارا موفقا وجميلا أن يكون على مقربة من مقر الحزب الذي أنجبه والذي ناضل في صفوفه وشغل صحافته وها أنا أشعر بالزهو في استعادة هذا الرمز الوطني الإبداعي والمناضل الشيوعي الذي رسخ في وجدان شعبه الذي نذر سنوات عمره من أجل همومه واوجاعه. شارع ابو كاطع تضيء قناديله في ليل بغداد وكأنها تقوم بمهمة بث أعمدته وتوزيعها على الشرائح الشعبية المقهورة اليوم وتهمس لها: منذ زمان نحن معكم.

عند فجر بغداد وبينما تخترق الشغيلة شارع ابو كاطع وصولا الى معاملها ودكاكينها وارصفتها ومقاهيها لتبدأ نهارا من الكدح المتواصل ستكون أعمدة ابو كاطع الصريحة هي إيقاع خطاها النبيلة الواثقة. شارع ابو كاطع في بغداد لن يشبه بقية شوارعها مع كل محبتنا لها ولمافي أسمائها من دلالات .. لكنه الشارع _ المفارقة التاريخية الكبيرة فبعد عقود من بطش الفاشية وقمعها لشعب ابو كاطع وحزبه العتيد ها هو اليوم أصبح شارعا متميزا يحمل اسمه .. يحمل تاريخه العاصف بالنضال والتضحيات العظيمة. ومن شارع ابو كاطع نرحب بكم جميعا ونهتف سوية: وطن حر وشعب سعيد.

اما (خلف الدواح) فسيكون المتشرف باستقبالكم يا ابناء شهداء الحزب والشعب عامة فقد كان لسان قهركم وصراعكم ورفيق رمزكم ابو كاطع بكل ما تعنيه الرفقة من أمانة.

عرض مقالات: