شويعة اسم غريب لكنه بالنسبة لي تعويذة فهو اسم جدتي لامي، هي مخلوقة فريدة تغنيت بمحاسنها في روايتي "كاهنات معبد اور" فهي امرأة من الجنة تضحك في كل الاوقات مع انها في منتهى التعاسة وحين تواجهها مشكلة عويصة تموت من الضحك تهكما على الزمن الذي غدر بها فقد هجرها جدي الشيخ ياسين واخذ يجوب البلدان حتى وصل الى عبادان وكان يردد: "ما وره عبادان قرية" بقيت جدتي عندنا مع امي ولم تذهب الى بيت خالي علي ابنها الوحيد وقصص الامهات مع الكنات معروفة ذاقت منها جدتي لدرجة الشبع وكانت حكاياتها اجمل من حكايات شهرزاد لكنها لم تروها لشهريار وانما لي ولاخواتي.
من اطرف ما سمعت منها انها كانت ذات يوم في "الگاع" اي الحقل البعيد ورأت شابا تحيطه مجموعة من الرجال وتكتله كتله اخت الموت كما تقول جدتي التي راحت تصرخ ها الاولاد ها لكن لا احد يسمع بقي الشاب يئن من اثر البسطة فاقتربت منه ونادته:
"
ها يمة يبعد روحي يفداك من راعك
شيردون منك ذوله المفلوكين؟"
اجاب الولد "خالة يگولون انت شيوعي نريدك تتوب"
لم تسمع جدتي بهذه الكلمة من قبل ولكنها نادتهم وهم يهربون
"
ولكم اوگفوا لي آنه شوعية آنه شوعية". تكول همه فص ملح وذاب ورديت للولد لكيته واكف كال خالة لا تخافين علي آنه متعود على الضيم ووعدها يزورها من تصير الظروف زينة وودعها وانصرف ولم تره ثانية ابدا.
كلتلها جدة خاف انت صدك شوعية هي سكرت من الضحك لمن وكعت وكالت يا البين طكهن وين اعرفهم.
لم تكن هذه اجمل ما سمعته من جدتي شويعة آل فضاله فقصصها اجمل كثيرا من قصص شهرزاد.
رغم ان شهريار هام بأرض الله الواسعة ولم يرجع اليها الا بعد ان وضع رأسه على الوسادة ونام نومة ابدية.
لترتدي الاسود وتعيش كما تريد كائنة حرة لا تعرف غير الحقل وهي مولدة غير مأذونة خرجت على يديها اجيال كثيرة ولم تتقاضى عن ذلك فلسا واحدا.
ما زالت تترآى لي بشعرها الاحمر المصبوغ بالحناء والسعد تجلس بالباب تنتظر عودتنا وتضع يدها على عينيها لترى القادم.
اعتقد ان لها مكانة في عالمها العلوي تعوضها عن الحياة القاسية التي عاشتها.