في هذه الحلقة من مكالمة هاتفية من بول، بول هولدنكرابر، يتكلم عن المترجم الارجنتيني/ الكندي وكاتب المقالات البرتو مانغويل، وحوارين مكتوبين عن امكنة متخيلة لبورخس، ضمن أحدث كتب مانغويل، رزم مكتبتي.

  • بول هولدنكرابر:

 من الأمور التي اود أن أتكلم معك بالطبع حولها، خصوصا حين تكلمت عن مكتبة بابل بوصفها ردة فعل غير محسوبة، ولكنها جيدة، توجد ردات فعل جيدة وسيئة، للتفكير ببورخيس، وبورخس تحديدا يتواصل معك بشكل غير عادي، لأنك بذلت ما يناهز العام في القراءة عنه. وهنالك وسيلة تعرف انت جيدا بأنني عشقتها... في كتابك مع بورخس حيث كتبت " عشق بورخيس الحوار وخلال وجبات الطعام، حين يختار ما اسماه "الثمن المجهول" مثل الرز الأبيض او المعكرونة، لهذا فان تجربة الاكل لا تمنعه عن الحديث.

  • البرتو مانغويل:

لم يكن مهتما بالطعام، مثلما لم يكن مهتما بالموسيقى أو الفنون البصرية، كان فقط مهتما بالكلمة، وأين بإمكان الكلمة أن تقودك، انها خرائط ذهنية... تقودك الى فكرة الخرائط، حيث الأدب غير مدرج بالنسبة لنا، وخلال وجبات الطعام، لا يفضل أن يعير اهتماما للطعام، ان كان جيدا او سيئا، ما يهم ان يكون لطيفا، أتذكر الفضيحة التي سببها في هارفارد حينما كان يلقي تلك المحاضرات الرائعة حول الشعر.

ب.م: انها قصة رائعة.

أنا متيقن بانك سألت هذا السؤال لعدة مرات، ولكن ماذا حققت من متعة في قراءتك له؟ أو بشكل مغاير، ما الذي احبه منك للقراءة أكثر؟

أ.م: الوضع الذي وجدت نفسي فيه كان غريبا لأنني كنت في الخامسة عشر أو السادسة عشر في الوقت الذي كنت اعمل في مكتبة في بوينس آيرس عندما جاء بورخيس لشراء كتبه. سألني يوما فيما إذا كنت راغبا في المجيء في المساءات لأقرأ له. تصورت بأنها كانت مجرد خدمة أقدمها لهذا الرجل الكبير الأعمى، لم أكن اعرف بأنها كانت هبة ثمينة تنتظر طريقي.

لكنها لم تكن قراءة إذا ما سألتني المجيء والقراءة لك فاختار انا شيئا ما وأقرأها لك بترنيمتي. كانت لديه خطة.

حينما فقد بصره في منتصف الخمسين من عمره، قرر أنه لم يعد يكتب النثر، سيكتب الشعر، لأنه قال إن الشعر يأتيه كما الموسيقى، حيث كان يضيف كلمات ومن ثم يعيد املاء هذه الكلمات، ولكنه يقول: لكتابة النثر عليه ان يرى يده تكتب. لذلك توقف عن كتابة النثر، ولكن خلال السنوات راودته الحوارات، الخطط والأفكار لكتابة القصص، كان ذلك في منتصف عقده الستيني. وخلال عشر سنوات من فقدانه البصر، عاد الى كتابة القصص التي يعدها عظيمة. لبورخيس ذوق خاص. فكر في كتاب محددين: " الكتاب الكبار". وأفضل كاتب فرنسي بالنسبة له هو فولتير. وأفضل كاتب برتغالي هو ايكا دو كويروز. أما الكتاب الانكليز ففي مقدمتهم: ستيفنسن، كيبلنك، شيسترتون، وسير توماس براون، ولكن افضلهم كيبلنك. وللبحث عن القصص يطلب مني أن أقرأ له قصص كيبلنك، هنري جيمس، ستيفنسن، شيسترتون، ولكن في مقدمتهم كيبلنك. قلائل من يقرأ لكيبلنك هذه الأيام، لديهم فكرة إما أنه امبريالي ولا ينبغي قراءته، أو أنه كاتب قصص للأطفال، اعتمادا على كتاب الغابة، ولكن كيبلنك أبعد من ذلك بكثير، قصصه الأولى والأخرى الأكثر تعقيدا، كانت من الروائع تماما. وأنا اكتشفتها فشكرا لبورخيس. إذا كان لي أن اشكر بورخيس لشيء ما فلكوني اكتشفت كيبلنك.

ب.م: من هو كيبلنك؟

أ.م: ان "حكايات واضحة من التلال" يعدها بورخس روائع موجزة، ذلك انها والقصص التي تلتها "منزل الامنيات" او "ماري بوستكيت" أو "غير محترف". تلك القصص التي لم نقرأها ، ولكن ان أراد شخص ما تعلم الكتابة في الإنجليزية، أقول له ينبغي أولا أن يقرأ كيبلنك.

عرض مقالات: