في يوم 3اذار من عام ٢٠١٦توقف قلب زهير الدجيلي عن الخفقان.. لكنه قلب شاعر لم ينبض إلا بكل ماهو جميل..

توقف قلبك يا أبا علي لكن اغنياتك بقيت نابضة بالحياة على العكس تماما من موجات الابتذال التي تولد ميتة.

أتدري يازهير انك ثاني شاعر عراقي يموت غريبا على الخليج إذ سبقك السياب!!؟

ما اقسى الموت وما اصعب وحشته حين يكون مداهما لشاعر مثلك وانت الذي كتبت اجمل الأغاني لشعبك!!

وطننا طارد يازهير.. يتذكر أولاده بعد موتهم غرباء وكأنه يعيد ذلك البيت القديم من الشعر القائل:

ونبكي حين نذكركم عليكم

ونقتلكم كأنا لانبالي

يحدثني الصديق فرات انك في ايامك الأخيرة كنت تستذكر معه سنوات الناصرية والشطرة وكل محطات العمر الأولى إذ (صار العمر محطات).. واغمضت عينيك الجميلتين دون أن تراها.

في قصائدك المغناة خصوصا اكتشف البيئة ولو تخيلا.. من حقي هذا جدا.. فكلما سمعت (البارحة) يتراء لي أن قطار الناصرية وقصب الاهوار يمشيان معا.

لربما ..وبرغم فاجعة غيابك احسدك ابا علي.. فلم تعد صاغيا لموجة خراب عارم أساءت لكل ماهو جميل وسط قبح الحاضر ..فلم تسمع هزالة اسمها (الك ونه) ولن ترى تراكم نفايات ثقافات الطوائف والتشرذم وهزالة عصر الإسلام السياسي التي لا تمت للاسلام كجوهر باية صلة.

احسدك لربما لأنك الصحفي الباهر الذي قاد مجلة الإذاعة والتلفزيون ايام كان أحد محرريها الشاعر الحبيب ابو سرحان ..نعم احسدك لأنك لم تطلع على تفاهة الصحافة الفنية في حاضرنا الوسخ المسخ.

لا أجيد يازهير كتابة المراثي ولن اقف مع ثقافة الموت لما فيها من نفاق وهزالة وتسويق على حساب أرواح من يرحلوا ..كنت ولم ازل مع ثقافة الحياة وبكل ما فيها من مقاومة .

ولذا فما أن صعقني خبر رحيلك حتى رحت اقلب قصائدي واستعيد قراءة قصيدتي (همزة وصل) المهداة لك والتي نشرتها لي في موقعك الإلكتروني (الجيران) وتضمنتها مجموعتي الثانية (لون الليالي صعب) وتوقفت عند جملتها الأخيرة:

(لو نصل ونشوفكم...

لو مانصل)

حمدا للشعر إذ كان حدسي مصيبا وموجعا فلم نصلك ولم تصلنا... وهكذا اسدل الستار على مسرح اسمه حياة زهير خزعل محسن.

عرض مقالات: