محمد الكحط - ستوكهولم –
وسط حضورٍ مهيب ومتميز أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في السويد/ الذكرى الـ71 ليوم الشهيد الشيوعي، ذكرى استشهاد قادة الحزب الشيوعي العراقي الأمجاد، يوم السبت 15 فبراير/ شباط 2020، وعلى قاعة شيستا تريف،
وزينت القاعة بصور قادة الحزب الأماجد وشعار ((المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي فهد وحازم وصارم وسلام عادل والحيدري وسائر الشهداء)).
بدأت الفعالية مباشرة بعرض مسرحي بعنوان ((مرثية صفاء السراي))، حيث فوجأ الحضور بصوت نسائي حزين يناجي روح الشهيد، العمل من اخراج واعداد وتوليف الفنان بهجت ناجي هندي، وقدمته فرقة مسرح الصداقة، أداء دور أم الشهيد السيدة أمل عبداللاهي، ودور الشهيد الفنان نضال فارس، ودور الراوي الأستاذ فوزي صبار، بمشاركة الشباب شلير الفؤادي، ريم الجادري، طلال السعدون، مونتاج واعداد الموسيقى للمهندس عدي حزام، ونال العمل إعجاب الحضور الذين أثنوا على الاداء والفكرة، وصفقوا للفرقة كثيراً، كونها تناولت أحد رموز الانتفاضة الشعبية وهو الشهيد صفاء السراي الذي غدا أيقونة للأنتفاضة.
بعدها عزف النشيد الأممي ومن ثم تم دعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الحزب والشعب العراقي، ثم تعاقب عريفا الحفل أحمد العزاوي ومهاباد هورامي، باللغتين العربية والكردية، وبعد كلمات الترحيب بالدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب وبالحضور جميعا وبممثلي منظمات المجتمع المدني العراقية، قدمت كلمة بأسم عوائل الشهداء القاها الرفيق نديم فزع أبو إيفان، ومما جاء فيها ((واحد وسبعون عاماً مرت منذ ردد شهدائنا بيقين أنشودة الأمل، ورسموا للوطن طريق الحرية، وللشعب درب السعادة، فهؤلاء الرجال صاروا نجوم هداة في السماء، تغمرنا بالحب وتنير لنا المسار في ظل صفائها الجميل، ولهذا صار من البداهة ان نحتفي بذكراهم كل عام، رموزاً لقوافل من الشهيدات والشهداء أولئك الغيارى من أبناء شعبنا البررة من العرب والكرد والتركمان والآثوريين والكلدان السريان الآشوريين والصابئة المندائيين والشبك الذين أقتدوا بهم وسقوا أرض العراق الحبيب بدمائهم، لتبقى رايته شامخة وليبقى ناسه أعزاء. في يوم الوفاء هذا ونحن نحتفي بشهدائنا، يواصل شعبنا تقديم الشهداء يومياً، وسجل شابات وشباب شعبنا الملاحم الاسطورية في انتفاضة تشرين الباسلة.... )).
بعدها كانت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق حازم القوشي، ومما جاء فيها، ((....وظلت مسيرة الكفاح والعطاء متواصلة، رغما عن الحكومات الدكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق وبقي عود الشيوعيين صلبا في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن. وبالاخص الكادحين منهم والإنتصار لقضاياهم، بالرغم من استشهاد الالاف منهم ، وزج مئات الالاف في السجون وتعذيبهم وتعريض عائلاتهم للقهر والحرمان.
اندلعت إنتفاضة الشباب في الأول من أكتوبر في بغداد والعديد من المحافظات، نتيجة الواقع المعاشي والحياتي المزري للمواطنين، وتعبيرا حقيقيا عن الهوة السحيقة في توزيع الدخل والثروة، ومحصلة لسياسات اقتصادية واجتماعية اتبعتها الحكومات السابقة أدت الى تفاوت طبقي حاد وكشفت الإنتفاضة الهوة التي تفصل بين جماهير الشعب ومطامحه المشروعة، واحتياجاته، وبين سلطة نظام المحاصصة والفساد المستشري في الدولة والمجتمع، المتظاهرون يطالبون بالتغيير (نازل آخذ حقي)، يريدون وطنا والعيش بكرامة، ويطالبون بتحقيق العدالة الاجتماعية وصيانة كرامة الانسان لكن رد الحكومة كان كيل الاتهامات للمتظاهرين واستخدام مختلف اشكال العنف الاجرامي من استخدام الرصاص الحي والغازات السامة والتغييب والاعتقال التعسفي وهجمات الملثمين, وحرق الخيم, وانتهاك مواد الدستور الضامنة لحق التعبير والتظاهر السلمي. لقد تميزت هذه الإنتفاضة بطبيعتها الشبابية والنسوية ونواتها كانت جماهير المناطق الفقيرة من الساكنين في العشوائيات التي هدمتها الحكومة، وأصحاب البسطات الذين تم طردهم، ومن العاطلين عن العمل. وتميزت أيضا بالوعي العالي لشاباتها وشبابها وتوسعها السريع لتشمل محافظات عديدة في الجنوب والوسط، كما توسعت مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية فيها، وحظيت بتعاطف ودعم شعبي واسع معها حتى في المحافظات التي لم تشارك فيها بأشكال مختلفة، فتوسعت افقيا واجتماعياً، وأنضم الطلبة اليها وهم العمود الفقري لأي حراك، كما انضمت النقابات والإتحادات المهنية لها. وتميزت بالمشاركة الواسعة والرائدة للمرأة فيها، كما جسدت الإنتفاضة الروح الوطنية، من خلال رفعها العلم العراقي راية أساسية جامعة، ورفض الطائفية، وتمسكها بالسلمية. لقد حققت الإنتفاضة اول نجاح لها، بإقالة حكومة القناصين، وهي خطوة أولى على طريق الخلاص من نظام المحاصصة والفساد. منذ انطلاق الإنتفاضة وقف حزبنا، الى جانب الجماهير المنتفضة، داعما ومشاركا فعلا في سوح الاحتجاج، وتعرض العديد من رفاق وأصدقاء الحزب الى الملاحقة والاختطاف ومنهم من ارتقى شهيدا....)).
وتم قراءة بعض البرقيات ال تي وصلت الحفل، مع مقاطع شعرية باللغة السريانية للاستاذ صبري أيشو.
وجاء دور كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني، التي قدمتها الرفيقة ريواز أحمد باني خيلاني جاء فيها، ((...كل سنة في ١٤شباط يحيي الشيوعيون في أنحاء العراق ذكرى أستشهاد قادة الحزب الأماجد، فهد، حازم وصارم. الذين أصبحوا رمزاً للتضحية والصمود. نقول بكل فخر لا يوجد حزب سياسي في العراق ينافس حزبنا الشيوعي بالتضحيات. فالآلاف أحتضنتهم جبال وسهول ووديان كردستان، والتي أصبحت شاهد علي تضحيات الشهداء الذين كان يحلمون بمجتمع مدني ونظام يحقق العدالة الاجتماعية. لكن للأسف أذا نتكلم عن إقليم كوردستان فالشعب الآن يواجه وضع اقتصادي صعب وسبب هذه الأوضاع هو عدم وجود إدارة جيدة للحكومة وهدر ثروات البلاد من قبل الحزبين الحاكمين ويتم شراء الأصوات في الانتخابات، وغيرها من الممارسات السيئة....المجد و الخلود لشهداء الحزب وشهداء الحركة التحررية الوطنية.)).
ثم قدمت الرفيقة نرمين أحمد نجم الدين ممو مقاطع من الشعر بعنوان ((نجوم السماء الحمراء)) باللغة الكردية. وتم قراءة عدة برقيات بالكردية والعربية.
وكان للأنصار الشيوعيين كلمتهم والتي قرأها الرفيق النصير أبو روزا بأسم رابطة الأنصار الديمقراطيين في ستوكهولم وشمال السويد وجاء فيها،((... فمنذ استشهاد قاده الحزب الشيوعي العراقي الاماجد (فهد وحازم وصارم) عام 949 والى اليوم مرورا بشباط الاسود 1963 والشهداء الذين استشهدوا على أيدي عصابات البعث الفاشي وشهداء الحركه الأنصاريه البواسل الذين رووا بدمائهم جبال وسهول كردستان وشهداء الانتفاضة الباسلة الحالية التي هزت أركان حكومة الفساد والمحاصصة الطائفية كل هؤلاء الشهداء كانوا يحلمون بوطن حر وشعب سعيد هذا الشعار الذي جسده ابطال انتفاضة تشرين بشعار (نريد وطن) نعم لقد تم سرقة الوطن حين صادر الإسلام السياسي متمثلا بمليشاته القذره والقوى المتنفذه الاخرى، أحلام وآمال شبابنا بالحياة الحرة الكريمة.
أكثر من 700 شهيد والاف الجرحى والحصيلة بارتفاع مستمر يوميا كل هذا لم يثني شابات وشباب الانتفاضة من الاستمرار وتعزيز الساحات بدماء جديده. لقد انكسر حاجز الخوف ولم تعد الخطب الرنانه وبيانات الاستنكار والوعود المعسولة من قبل المهيمنين على السلطة تنطلي عل الشعب المنتفض، ....اننا في رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين نساند وبقوة انتقاضة شعبا التي لابد ان تحقق أهدافها باسترجاع الوطن من أيادي الفاسدين.)).
هذا وقد وصل الحفل العديد من البرقيات من عدة جهات وجميعها أشادت بتضحيات الحزب الشيوعي العراقي ومجدت شهدائه.
أنتهى الحفل على أمل مواصلة طريق الشهداء حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا من أجلها.