طريق الشعب
أكد تحالف "سائرون"، امس الاثنين، انه لن يفرط بجماهيره في مباحثات تشكيل الحكومة، مشيرا الى أنه يسعى لبلورة رؤية وطنية خلال المرحلة المقبلة.
وفيما رأى قيادي في تحالف الفتح، كريم النوري، ان شروط الصدر والمرجعية ابعدت هادي العامري من رئاسة الوزراء، طالب القيادي في تيار الحكمة الوطني، بليغ ابو كلل، تحالف "سائرون" بتقديم مرشحه لرئاسة الوزراء كونها الكتلة الاولى.

قبول واسع

وقال المتحدث باسم تحالف "سائرون" قحطان الجبوري، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الشروط والمواصفات التي حددها الصدر لاقت قبول الأوساط الرسمية و الشعبية لأنها باتت تعبر عن الحاجة إلى أن يكون رئيس الوزراء المقبل ملماً بكل الملفات حاوياً لكل الشروط والمواصفات".

احترام الجماهير

وأضاف الجبوري أن تحالفه الذي احتل المرتبة الأولى في الانتخابات "حافظ ولا يزال يحافظ على وزنه الجماهيري والسياسي ولا يمكنه التفريط بهذه المكانة تحت أي ظرف، وبالتالي فإن ما ينطلق منه سواء في رؤيته للأمور أو طبيعة علاقاته مع الكتل والقوى الأخرى إنما هو البرنامج والمواصفات قبل الشخص وهو ما منحه القوة والمقبولية لدى الآخرين".

رؤية وطنية

ولفت الى أن "ما سنعمل عليه خلال المرحلة المقبلة هو بلورة رؤية وطنية تستند إلى هذه المواصفات وهي التي من شأنها أن ترجح كفة هذا المرشح أو ذاك".
وكان زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، اصدر نهاية الشهر الماضي، بيانا اعلن فيه مشروعه السياسي ورؤيته لتشكيل الحكومة المقبلة، فيما تضمن البيان فقرات مختلفة تتلخص بـ "ان يتمتع رئيس الوزراء القادم بالاستقلالية في اتخاذ القرارات وعدم الخضوع للضغوطات السياسية، وان لا تكون المناصب الحكومية وفقاً للمحاصصة الطائفية، وتعيين وزراء تكنوقراط ومستقلين، وضرورة اقرار البرلمان للقوانين التي تصب في صالح الشعب والابتعاد عن النزاعات، ومحاسبة الفاسدين والمقصرين وابعادهم، وعدم تدخل الكتل السياسية بعمل الدولة".

البرنامج الحكومي

بدوره، قال المتحدث باسم زعيم التيار الصدري، الشيخ صلاح العبيدي، لشبكة "رووداو"، إن "تسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة العراقية مرهون بالاتفاق على البرنامج الحكومي وتحديد السقف الزمني له".
وتابع أيضاً أن "كتلة سائرون ليس لديها اي مرشح لغاية الآن بالرغم من فوزها بالعدد الاكبر من مقاعد البرلمان"، مشيرا الى ان "ائتلاف النصر قدم حيدر العبادي مرشحاً لولاية ثانية، بينما قدم الفتح هادي العامري مرشحاً لرئيس الوزراء".

"الوقت كالسيف"

من جهته، قال القيادي في تيار الحكمة الوطني، بليغ ابو كلل، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "ائتلاف النصر يرشح العبادي بشكل رسمي، ولكن فالح الفياض ينتظر على مقعد الاحتياط الأوحد، إن لم يحصل العبادي على فرصة وفي ترشيح الفياض مآرب أخرى".
ودعا ابو كلل، تحالف سائرون الى "تقديم مرشحها فهو الكتلة الأولى"، منوها الى ان "الوقت كالسيف وقد قارب وقت الحسم، وان طرح إسم رئيس وزراء مستقل يحتاج إلى جرأة تتجاوز جرأة التظاهرات".
وبين ابو كلل ان "تيار الحكمة قد حسم امره حيث لن يرشح أحداً لرئاسة الوزراء، ولن يشترك في معادلة غير ناجحة، وان الأغلبية الوطنية مازالت هي الخيار الأفضل"، موضحا ان "التيار يقبل بالمستقل وبغير المستقل إن توفرت فيه المواصفات التي وضعتها المرجعية العليا، فيما ان خيار المعارضة عندنا بدأت حظوظه تتصاعد".

تطورات ايجابية

من جانبه، قال مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، القيادي في ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء حيدر العبادي، في تصريح نقلته صحيفة "الشرق الاوسط"، ان «الكتل السياسية تجري مجموعة من الحوارات لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، ثم تسمية رئيس الوزراء المقبل، لكن هذه الحوارات لم تتبلور إلى اتفاقات لغاية الآن"، مضيفا "هناك تطورات إيجابية خلال الفترة القليلة الماضية بغية الوصول إلى الكتلة الأكبر، مع أن جميع الكتل لديها مرشحون لمنصب رئيس الوزراء".

حظوظ العامري

في الاثناء، قال كريم النوري، القيادي البارز في منظمة بدر، التي هي جزء من تحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري، في تصريح للصحيفة نفسها، ان "الشروط التي وضعتها المرجعية الدينية العليا، ممثلة بآية الله علي السيستاني، إذا جمعناها مع الشروط الأربعين التي حددها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لمن يتولى منصب رئيس الوزراء، أستطيع القول إنها أبعدت قليلاً حظوظ العامري، بينما زادت قليلاً من حظوظ حيدر العبادي لتولي الحكومة لولاية ثانية، بعكس ما يشاع في الإعلام، خصوصاً ما يصدر عن الكتل المتنافسة من أن تلك الشروط والمواصفات أبعدته، انطلاقاً من سجل محاربة الفساد أو طبيعة التصدي للمظاهرات، خصوصاً ما صدر عن المرجعية بشأن القوي والحازم والشجاع".
واردف النوري أن "مفهوم الحزم والقوة والشجاعة، إذا ما لم يكن مقروناً بالحكمة، يمكن أن يتحول إلى ديكتاتورية وتسلط، بينما الحكمة مع القوة والحزم يمكن أن تنتج رئيس وزراء قادر على مواجهة المشكلات التي يعاني منها البلد"، مبيناً أن "العبادي أكثر من يتحلى بمثل هذه المواصفات تقريباً، بالإضافة إلى الرضا الإقليمي والدولي عليه، وهو ما يجعله يبقى رقماً صعباً، حتى مع وجود منافسين أقوياء داخل البيت الشيعي، مثل العامري وطارق نجم".