تشهد الساحة السياسية العراقية حراكا متسارعا بين الاحزاب والكتل المتنفذة، لتشكيل تحالفات بمسميات مختلفة تسعى لخوض الانتخابات والبقاء في السلطة، من خلال الاستحواذ على اصوات الناخبين بشكل او بآخر، واللعب على حبال العاطفة الدينية والمذهبية والقومية، وهناك الكثير من التحالفات تشكلت بفعل ضغوطات اقليمية وخارجية لغرض ضمان مصالحها وتواجدها كلاعب اساسي في الشأن العراقي.
ولا يخفى على احد ان تشكيل تلك التحالفات من قبل الاحزاب الطائفية، ما هو الا اعادة تدوير الوجوه واعادتها الى المشهد السياسي، بعد ان ادركت تلك الاحزاب عزوف الجماهير عن التصويت لها، نتيجة فسادهم وطائفيتهم وعدم قدرتهم على تبني سياسة وطنية بعيدة عن المحاصصة والطائفية.
ومن هذا الصخب السياسي ولدت تحالفات سياسية مشوهة، تسعى جاهدة الى تثبيت حوافرها في بيئة معلولة، عانت الكثير من تردي الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية والفساد السياسي والمالي، طوال فترة ما بعد التغيير عام 2003 ومما لحق بها من ارهاب الفكر المتطرف لداعش.
ومن هذه التحالفات من تهاوى وتفكك نتيجة الرقم واحد ومن يكون على رأس التحالف، حيث كتب لها الفشل منذ البداية، سواء كانت في البيت الشيعي او البيت السني او الكردي.
وبين تلك التحالفات السقيمة لابد من ولادة تحالف معافى بعيد عن مرض المحاصصة والطائفية، ليكون بالضد منها، لذا ولد تحالف سائرون، بمنهجية وطنية رافعا شعار الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية، يضم كلا من الحزب الشيوعي العراقي وحزب استقامة الوطني المدعوم من قبل مقتدى الصدر والحزب الجمهوري العراقي والترقي والاصلاح والدولة العادلة والشباب والتغيير.
في الوقت الذي اطاح الرقم واحد بتحالفات كبيرة، نرى ان الرقم واحد لا يشكل مشكلة في تحالف سائرون، بل نوقشت المسألة بروح وطنية بعيدة عن الغالب والمغلوب والمصالح الضيقة، ومستمدة تلك الروحية من النشاط الاحتجاجي والتظاهرات الجماهيرية باطارها السلمي ومطالبها المدنية المشروعة، التي جمعت تلك الاحزاب منذ فترة طويلة، لتمثل نخبة سياسية وشعبية مصرة على الاصلاح والتحول الديمقراطي الحقيقي وذلك من خلال الانتخابات واختيار الممثلين الحقيقيين للشعب العراقي.