تواجه الحركة الشيوعية العالمية مع قوى التقدم والسلام وشعوب العالم تحديات جسيمة، من أبرزها قضايا الفقر والحروب وتغير المناخ والاوبئة والتغذية وإمدادات المياه وأمن الطاقة والعولمة الرأسمالية المتوحشة. ويقترن ذلك مع تزايد مساعي الولايات المتحدة وحلفائها لتكريس هيمنتها الامبريالية وإعادة العالم الى أجواء الحرب الباردة وسباق التسلح، وممارسة سياسة القوة والتدخلات العسكرية المباشرة. ويهيىء هذا الوضع أرضية خصبة لنمو الحركات اليمينية المتطرفة والفاشية والارهابية والشعبوية التي تهدد السلم والأمن العالميين. كما يغذي النزاعات والحروب في مناطق كثيرة في العالم.

ولا ينفصل النضال ضد الفاشية والعسكرة والحرب، ومن اجل نزع السلاح والسلام، عن النضال الأوسع ضد الاستغلال الرأسمالي ومن اجل التقدم الاجتماعي.

وكشفت الآثار الكارثية، الاقتصادية والاجتماعية، لأسوأ أزمة صحة عالمية منذ عقود جراء جائحة كورونا، الوجه البشع للرأسمالية التي سعت احتكاراتها والحكومات والقوى السياسية التي تمثل مصالحها الى تحميل الشغيلة والشعوب أعباء الأزمة وحلها على حسابها.

وفي مواجهة هذه التحديات الخطيرة وتداعياتها يتعين على الحركة الشيوعية العالمية واحزابها الارتقاء بمستوى التعاون بينها وتطوير اشكال اكثر فاعلية للتضامن والتنسيق وتحقيق وحدة الاعمال واطلاق مبادرات مشتركة، لحماية حقوق الشغيلة والفئات الشعبية المسحوقة، وتعزيز نظم الصحة العامة، والتصدي لمحاولات التضييق على الحريات والحقوق الديمقراطية للشعوب تحت ستار مكافحة الوباء، ومنع كل ما يهدد صحتها وحياتها.

ويؤكد المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبنا تضامن الشيوعيين العراقيين مع نضال الشعوب وقواها الوطنية والديمقراطية واليسارية والشيوعية في العالم، من اجل حقها في تقرير مصير بلدانها بإرادتها الحرة، وفي سبيل انتصار قيم العدالة وبناء علاقات متكافئة وتوطيد السلم والأمن الدوليين، ومن اجل السلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.

 

المؤتمر الوطني الحادي عشر

للحزب الشيوعي العراقي

٢٨-١١-٢٠٢١