من جديد تملأ جماهير شعبنا الشوارع والساحات العامة في محافظات البصرة وبغداد وبابل وميسان والنجف والناصرية والكوت، وغيرها من مناطق الوطن، محتجة غاضبة مطالبة بتوفير ابسط مقومات الحياة.

تجيء هذه الاعتصامات والتظاهرات الجديدة بسبب أزمة الكهرباء المستمرة والمتفاقمة رغم الوعود والأموال الطائلة التي أهدرت بذريعة حلها. ويترافق ذلك مع شح المياه وتصاعد وتيرة البطالة، في صيف قائظ إلى ابعد الحدود.

وفي مثل هذه الأوضاع المزرية والتي لا يطيقها البشر، فماذا يتوقع المتنفذون الاتحاديون والمحليون؟

لاعذر اطلاقاً على تردي الخدمات، ولا على استمرار أزمة الكهرباء التي لم تحلها "خصخصة الجباية"، ولا مليارات الدولارات  كانت لها اثر ملموس. فالأزمة ذاتها وتجدد نفسها، فيما المتنفذون يسوقون الذرائع تلو الأخرى منذ 15 عاماً، وهم منشغلون ألان في البحث عما يديم سلطتهم ونفوذهم والتمسك بذات المنهج الفاشل في إدارة الدولة الأمر الذي يجب مغادرته لما سببه لنا من مآس وكوارث وفي مقدمتها مافعله داعش الإرهابي.

المتنفذون يتسابقون على ما يديم احتكارهم السلطة والشعب يتضور جوعاً ويعاني من  الفقر والمرض. ولهذا فنحن منحازون وداعمون للمطالب العادلة والمشروعة التي ترفعها الموجة الجديدة من الحركة الاحتجاجية وجماهير شعبنا، ويتوجب ان تحظى بالدعم والإسناد من كل القوى المدنية والديمقراطية والوطنية التي تريد خيراً للوطن وشعبه.

وإذ نتضامن مع ابناء محافظاتنا والحركة الاحتجاجية فيها ونؤكد على ضرورة الحفاظ على سلميتها والاختيار السليم لمطالبها، ندين بشدة ونستنكر الأساليب القمعية التي استخدمت ضد المحتجين في بعض مدن وطننا، وخاصة استخدام الرصاص الحي، ما أدى إلى استشهاد المواطن سعد يعقوب المنصوري وإصابة عدد آخر من المتظاهرين، ونطالب الحكومة بالكشف عن مستخدمي الرصاص الحي وتقديمهم الى القضاء، والحفاظ  على حياة وسلامة المتظاهرين وحقهم الدستوري في التظاهر ، والاستجابة لمطالبهم .

قلوبنا مع أبناء شعبنا وهم يعيشون فصول المأساة في بلد مابرحت عوائد النفط فيه تتزايد، دون أن ينعكس ذلك على مستوى معيشته والخدمات المقدمة له.

ان الأوضاع العامة في بلدنا وما يحصل الآن من تطورات تدعونا من جديد إلى التأكيد على أهمية بدء مسيرة التغيير والإصلاح، ورفض نهج المحاصصة الطائفية والاثنية والإتيان ببديل وطني كفوء وحكومة قادرة على تحقيق انجازات ملموسة للشعب والتي انتظرها طويلاً.

 الخلود لشهيد الحركة الاحتجاجية سعد المنصوري والشفاء العاجل للمصابين

 لتنتصر إرادة شعبنا العراقي المكافح

    9 تموز 2018