تابعنا باهتمام كبير التطورات ذات العلاقة بتطبيع الأوضاع في سنجار وتوقيع اتفاقية في هذا الشأن بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان. 

وبودنا ان نشير الى اننا كنّا دوما مع إعادة الأوضاع الطبيعية في سنجار وانصاف الضحايا من اهل المنطقة وتعويضهم واطلاق حركة البناء والاعمار فيها،  وابعاد ذلك عن التجاذبات السياسية والتدخلات الخارجية، وان تحل الأمور لصالح المواطنين في سنجار والايزيديين خصوصا، بما يخفف من جراحهم وآلامهم  ومعاناتهم. 

وكان يفترض ان يبدأ كل هذا غداة تحرير المنطقة من رجس داعش الإرهابي وان تنعم بالأمن والاستقرار، وتامين عودة سريعة للنازحين والمهجرين ومتابعة الجهود لتخليص المعتقلات والمعتقلين من قبضة الإرهاب الداعشي. 

واذ نرحب باية خطوة جادة لتحقيق ما ذكر أعلاه، وهو آني وملح، نرى: 

  • يتوجب تقديم التقدير والشكر والتثمين العالي لكل الجهات والفصائل والمواطنين الذين ساهموا  في التحرير وقدموا  شهداء وتضحيات جسيمة. ويفترض بعد انجاز ذلك، و أسوة بغيرها من المناطق، ان تنسحب جميع التشكيلات المسلحة منها وتعود الإدارة كاملة الى الدولة والحكومة الأتحادية بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان وأهالي سنجار، وان يتم تهيئة الأجواء المناسبة لحل الإشكالات وفقا للدستور الاتحادي ومواده ذات العلاقة.
  • ان تطبيع الأوضاع واعادتها الى وضعها الطبيعي يستلزم حوارات بناءة تشمل الأطراف كافة والتوصل الى حلول غير مؤقتة وبما يسهم في معالجة ناجعة للإشكاليات التي تعاني منها المنطقة، ولقطع الطريق على التدخلات الخارجية كافة، وان يحصل تطبيع شامل له صفة الديمومة. 
  • يتوجب  ان تكون الأولوية للعودة الطوعية لنازحي سنجار والذين قضوا اكثر من ست سنوات في المخيمات، في الإقليم وخارجه. 
  • تتطلب هذه العودة توفير المستلزمات الضرورية بما يضمن أمن وسلامة عودة النازحين وحمايتهم، وتقديم المساعدات المالية اللازمة لذلك والتفكير الجدي بإمكانية توفير السكن اللائق بهم.
  • من الضروري توفير الشفافية والفرص المتكافئة  لكل الايزيديين عند اختيار العدد المطلوب في التشكيلة العسكرية المزمع اقامتها  وفقا للاتفاقية  لتولي مهمة حفظ الامن داخل المدينة وتوابعها.
  • التعاون والتنسيق واخذ رأي السكان المحليين ومختلف الأطراف عند التنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم في شأن اختيار المهام الإدارية ومنها القائمقامية التي تمس الحاجة لإسنادها الى شخصية مستقلة كفوءة تحظى بقبول عام، وكذلك اسناد الوظائف الأخرى بعيدا عن الحزبية الضيقة.
  • ابعاد الصراعات والتجاذبات الحزبية في مسألة تطبيع الوضع وعدم استخدام الورقة الايزيدية كأداة لتحقيق أجندات سياسية، سواء ما يخص الايزيديين وتشكيلاتهم الحزبية والسياسية او مع الاطياف الأخرى.
  • انشاء صندوق خاص لإعادة إعمار سنجار بمشاركة الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم  والجهات الدولية الداعمة وبمشاركة المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
  • الاقدام على المزيد من الخطوات لتحقيق العدالة  وتطبيق القصاص العادل  بكل المجرمين الذين اقترفوا وشاركوا مع داعش في جرائم الإبادة الجماعية (الجينوسايد) ضد الايزيديين.

وفِي هذه المناسبة نجدد تضامننا الكامل مع مطالب أهل المنطقة، وان تعمل الأطراف كافة لتحقيق العيش الرغيد والاطمئنان والأمان لهم، والسعي للكشف عن مصير المختطفات والمختطفين من قبل داعش المجرم. 

17-10-2020