تلقينا بألم عميق نبأ رحيل الشخصية الوطنية والنسوية العراقية البارزة مبجل بابان ليلة امس في لندن، عن 89 عاما بعد معاناة مع المرض.
برحيل العزيزة "أم مقدام"، خسرت الحركة النسوية العراقية إحدى رائداتها. فقد شاركت منذ بواكير حياتها في النضال الوطني الديمقراطي، بدءا من وثبة كانون المجيدة في 1948، لتساهم لاحقا في تأسيس رابطة المرأة العراقية في آذار 1952 مع الرفيقة الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي. وكانت أول امرأة تم تعيينها في البنك المركزي عام 1951.
ومع انتصار ثورة الرابع عشر من تموز 1958، لعبت دورا فاعلا مع زميلاتها الرابطيات في النهوض العارم للحركة النسوية دفاعا عن حقوق المرأة، وهو ما تجسّد في تشريع قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959. وطالما اعتبرت تلك المرحلة وما حققته الثورة الفتية من مكتسبات للشعب "عصرا ذهبيا". وكانت تعتز بقلادة تحمل شعار الجمهورية العراقية الأولى وتفخر بارتدائها في مناسبة الذكرى السنوية للثورة.
وفي اعقاب انقلاب 8 شباط 1963 الأسود، تعرضت الراحلة إلى الملاحقة وتم فصلها من الوظيفة. وبعد اضطرارها الى مغادرة العراق في السبعينات، دعمت حركة التضامن العالمية مع الشعب العراقي ضد القمع والدكتاتورية، التي انطلقت في لندن في مطلع الثمانينات، وساهمت بنشاط في العمل النسوي الديمقراطي في بريطانيا وخارج الوطن. وحظيت على مدى اربعة عقود باحترام وتقدير كبيرين وسط الجالية العراقية.
كانت الفقيدة الغالية "أم مقدام" تكن ودًا عميقاً لحزبنا الشيوعي، ولم تتوان عن تقديم الدعم له في أصعب الظروف. وتعبيرا عن التقدير لمسيرتها الوطنية وُجّهت الدعوة اليها لحضور افتتاح مؤتمره الوطني التاسع في بغداد عام 2012.
ورغم مصاعبها الصحية في السنوات الاخيرة لم تتوقف الراحلة "ام مقدام" عن متابعة الأوضاع في الوطن، يشدّها اليه حنين جارف مفعم بروح التفاؤل والثقة بانتصار نضال القوى الوطنية والمدنية الديمقراطية. وهو ما عبّرت عنه بجلاء في تضامنها مع انتفاضة تشرين 2019 وتضحيات شبابها البواسل.
في هذه المناسبة الحزينة، نتوجه بخالص التعازي والمواساة إلى اولاد الفقيدة الغالية، الأعزاء مقدام وعمار وبشار، والى سائر العائلة الكريمة، متمنين لهم جميعا الصبر الجميل.
عاطر الذكر دومًا للراحلة العزيزة مبجل بابان.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
3 شباط 2023