ينعى الحزب الشيوعي العراقي الشخصية الوطنية والديمقراطية المرموقة الاستاذ نجيب محيي الدين، الذي اختطفه الموت عصر امس الخميس في عمان.

ولد الفقيد سنة 1925 في دلتاوة (الخالص) بمحافظة ديالى ونشأ في كنف أب متعلم وطني المشاعر. وبفضله عرف في صباه جريدة "الاهالي" و"جماعة الاهالي" الوطنية، التي انضم الى ركبها حين انبثق منها "الحزب الوطني الديمقراطي" سنة 1946 ومُنح اجازة العمل.

حينها بدأت مسيرة الفقيد السياسية الوطنية، التي تميزت منذ البداية بالعمل المخلص المشترك مع بقية الناشطين في ميادين الكفاح الوطني، خاصة منهم الشيوعيون، الذين نشأت له معهم وتقوّت بمرور السنين والعقود التالية، من موقعه في صفوف وقيادة الحزب الوطني الديمقراطي، علاقة خاصة راسخة ظل يديمها ويحرص عليها حتى آخر ايامه.

عُرف الفقيد الراحل بنشاطه الوطني المتفاني ابان الكفاح ضد النظام الملكي الرجعي، ثم خصوصا في سنوات ما بعد ثورة 14 تموز، حين عيّن مديرا عاما للتعليم الابتدائي من جانب، وانغمر من جانب آخر في النشاط المهني لجماهير المعلمين، حتى انتخب نقيبا للمعلمين دورتين متتاليتين. وخلال ذلك استطاعت النقابة تأمين العديد من المكتسبات المعيشية والحياتية الهامة للاسرة التعليمية العراقية الكبيرة.

وفي المراحل اللاحقة لم يبخل الفقيد بجهد في دعم نشاط القوى الوطنية والديمقراطية وعملها المنسق والموحد، وحتى الاسهام المباشر في ذلك كما فعل في الماضي القريب حين نهض بمهمة اول منسق للتيار الديمقراطي العراقي.

برحيل الاستاذ نجيب محيي الدين خسرنا عراقيا اصيلا وفيا ومتفانيا، انسانا اتسم على الدوام بالنزاهة والعفة والصدق والاستقامة، وتحمل ما تحمل من سجن واضطهاد بسبب مواقفه الوطنية بعد انقلاب شباط الاسود.

نتوجه في هذه المناسبة الحزينة بخالص المواساة الى اسرة الفقيد، والى رفاق دربه في الحزب الوطني الديمقراطي والوسط الديمقراطي الواسع، والى محبيه وذاكري افضاله الكثيرين داخل الوطن وخارجه.

وتبقى ذكرى الاستاذ نجيب محيي الدين حية عطرة في كل حين.

  المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

26 شباط 2021