عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” و”معهد الدوحة للدراسات العليا”، صدر حديثاً العدد التاسع والخمسون من الدورية العلمية المحكّمة “سياسات عربية”، والتي تعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية، وتصدر كل شهرين.
تضمن العدد الجديد في باب “دراسات” خمس دراسات؛ الأولى للورد حبش وروكسانا سلامة بعنوان “البرنامج البحثي الواقعي الجديد بين التقدمية والانتكاسة: قراءة في مفهومي الفوضى والتوازن”. تتناول هذه الدراسة النقاشات حول مفهومي “الفوضى” و”التوازن” في النظرية الواقعية، في محاولة للحكم على تقدمية النظرية وانتكاستها، وتطرح سؤالا رئيسيا يتعلق بمدى تقدمية البرنامج البحثي الواقعي الجديد أو انتكاسته.
وتحت عنوان “حوكمة الأمن الإقليمي وتوقعات الجمهور وأدوار السياسة الخارجية: شمال أفريقيا ومطلبها أن تحافظ تونس على نأيها الاستراتيجي’”، يدرس عماد منصور وجون دانيلز هيكس السياسة الخارجية التونسية في العقد الذي تلا الانتفاضات الشعبية عام 2010، في محاولة لتفسير كيفية تأثير توقعات الجمهور الإقليمي في أدوار السياسة الخارجية.
أمّا الدراسة الثالثة فتحمل عنوان “سياسة إسرائيل تجاه المشروع النووي الإيراني في بداية حكم الرئيس إبراهيم رئيسي”، وفيها يتناول محمود محارب سعي “إسرائيل” الدائم للحفاظ على احتكارها السلاح النووي في منطقة “الشرق الأوسط” أطول فترة ممكنة، وقيامها بمختلف النشاطات السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية لمنع إيران، وأي دولة أخرى في المنطقة، من كسر احتكارها السلاح النووي في المنطقة.وفي دراسته “الجزائر: تجربة ربع قرن في مكافحة الإرهاب: رصد تاريخي ومحاولة في نقد التجربة”، يدرس الطاهر السعود التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب بوصفها إحدى التجارب العربية والدولية البارزة في التصدي لهذه الظاهرة، مركزا على ثلاثة أبعاد: بعد تاريخي استهدف رصد المراحل المفصلية للتجربة وتتبّعها مع محاولة تقديم تصور تحقيبي يعكس سيرورة تطورها، وبعد ثانٍ اهتم بمتابعة الاستراتيجيات الرئيسة التي جرى توظيفها في مواجهة الإرهاب، وهي استراتيجيات متنوعة، بيد أنها تهتم أساسًا باستراتيجيات المواجهة الأمنية - العسكرية، ثم الاحتواء السياسي، والتدبير الاقتصادي. وتنتهي في محور أخير إلى الخلاصات و”العبرة” التي يمكن استخلاصها من المنوال الجزائري في التصدّي لآفة الإرهاب، دون أن يمنع ذلك من الوقوف على بعض ثغرات هذه التجربة وأخطائها.