فيلسوف فرنسي مولود في الجزائر، رائد المدرسة التفكيكية في النقد التي ظهرت على يديه في ثلاثة كتب أصدرها عام 1967 وهي: “ عن الكتابية أو الغراماتولوجي De la Grammatologie “ ، و”الكتابة والاختلاف”، و”الكلام والظواهر”. وتعني التفكيكية نقد وتفكيك الصيغ التقليدية للفكر والفلسفة والأدب والعلوم الإنسانية . وتحدث سلسلة من التناقضات في قلب المفاهيم المركزية التي تأصلت في الفلسفة الغربية ابتداء من أفلاطون ومرورا بماركس وانتهاء بهوسرل. ومهمتها تفكيك بناء المذاهب الفلسفية انطلاقا من مسالة الكتابة. والتفكيك، باختصار شديد ، هو تفجير عنيف لمزاعم المدرسة البنيوية في ادعاء الاجابة على جميع الأسئلة الفكرية والفلسفية التي كانت تشغل العصر. وبدلاً من تشييد البني في البنيوية، شرع دريدا في تقويض تلك البني، وكل بني سواها في النص واللغة. كان البنيويون سعداء بالتوصل الي سلسلة هياكل داخلية هي التي تحدد طبيعة الأشياء والظواهر، حتي جاء دريدا ليقلب الأمور رأساً علي عقب، ولكي يبرهن أن البني محض تكوينات ميتافيزيقية. وهو من دمر، دونما مبالغة، الفكرة البنيوية المدللة القائلة بأن العلامة ثابتة علي يد الذات المتكلمة، مشيراً الي سلسلة لا نهاية لها من الاختلافات والارجاءات في معاني اللغة. وتعد مقولة الاختلاف من أهم القواعد الأساسية في منهج التفكيك. حققت مقوله الاختلاف إنجازها الأهم في محاولتها تفويض المرتكزات الفكرية للثنائيات المعروفة مثل ( الروح والجسد / الخير والشر / الشكل والمضمون ) لقلب التصور الذهني الذي أقامته الميتافيزيقيا واستبداله بمقولات تحتمل التعدد الدلالي.

عرض مقالات: