غالي العطواني
ضيفت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في بغداد، صباح أمس الأول السبت، الباحث الموسيقي ستار الناصر، الذي تحدث في ندوة ثقافية فنية سياسية حول الفرق الموسيقية التي أنشدت للحزب الشيوعي العراقي والناس خلال مراحل نضاله الطويلة.
حضر جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين العرب صباح المندلاوي، وجمع من الأنصار والناشطين المدنيين والمثقفين والمهتمين في الشأنين الفني والسياسي.
الفنان قاسم البصري، أدار الجلسة واستهلها بتقديم نبذة عن الضيف ومسيرته الإبداعية في فضاء الموسيقى، مشيرا إلى انه أصدر عددا من الكتب والبحوث المعنية بالموسيقى والغناء، وانه عقد ندوات حول الموسيقى في العديد من محافظات البلد.
وأضاف قائلا أن الناصر كتب الكثير من البحوث والدراسات والمقالات المتخصصة في الموسيقى والغناء، ونشرها في صحف ومجلات عراقية وعربية، لافتا إلى انه عمل في جريدة "طريق الشعب" بين عامي 2003 و2008.
الضيف، وفي مفتتح حديثه، تطرق إلى الاغنية السياسية بعامة، مشيرا الى انها تمتاز بشأنها الجمالي الخاص، وأن الكثير من الأغنيات التي قدمت في هذا الميدان، تعد جزءا من الثورة ضد الطغيان.
وأضاف قائلا أن الاغنية السياسية وجدت مع وجود الطغاة والدكتاتوريين، وانها عرفت حتى في "ثورة سبارتاكوس" قبل الميلاد، وفي "ثورة الزنج" أبان القرن التاسع الميلاد، فضلا عن الثورات الحديثة كـ "ثورة العشرين" في العراق، مبينا أن الأغنية السياسية انتشرت أيضا في معتقلات الأنظمة الدكتاتورية وأقبيتها وسجونها، كسجن "نكرة السلمان" و"سجن الحلة".
وعرّج الناصر على الفرق الغنائية التي أنشدت للحزب الشيوعي العراقي، ومنها فرقتا "الطريق" و"الرواد" اللتان قام بتأسيسهما كل من الفنانين جعفر حسن وطالب غالي مطلع سبعينيات القرن الماضي، لافتا إلى أن بدايات الاغنية السياسية في العراق تعود الى ثورة العشرين واهازيج الثوار في ذلك الحين.
وألقى الضيف الضوء على "موكب عزاء طرف العباسية" في كربلاء، وخطابه الموجه ضد الطغاة والظالمين، والذي يشابه خطاب الأغنية السياسية من حيث المحتوى، مشيرا إلى أن السجون والمعتقلات خلال الحقب الدكتاتورية، كانت تضم خيرة المثقفين اليساريين، من أدباء وفنانين، الأمر الذي جعلها تشهد احتفالات يقيمها المعتقلون أنفسهم، في مناسبات ثورة اكتوبر وعيد المرأة العالمي وعيد العمال وغيرها من المناسبات الوطنية والأممية.
وتحدث الناصر عن الأغنية السياسية بعد ثورة 14 تموز 1958، إذ قدم العديد من المطربات والمطربين أغنيات وأناشيد تمجد الثورة ومنجزاتها، أمثال ناظم الغزالي وحضيري أبو عزيز ومائدة نزهت وأحمد الخليل، متناولا "فرقة الطريق" التي أسسها الفنان طالب غالي عام 1971، بوصفها أول فرقة موسيقية – غنائية تتخصص في تقديم الأغنيات الموجهة للحزب الشيوعي العراقي والناس.
وأوضح أن هذه الفرقة كانت في بدايتها تضم عائلة الفنان طالب غالي فقط، بعدها التحق بها الكثيرون من المنشدات والمنشدين، لتصبح فرقة متكاملة، مؤكدا أن عدد الأغنيات السياسية اليسارية في العراق، بلغ نحو 170 أغنية، أبرزها "هيله يابو جريدة"، "لا تسألني عن عنواني"، "مكبعة"، "عمي يابو جاكوج" و"هله بسوادي".
كذلك ذكر العديد من المطربين والملحنين اليساريين، مثل كمال السيد وسامي كمال وجعفر حسن وكوكب حمزة وطارق الشبلي وفؤاد سالم وحميد البصري وشوقية.
واستذكر الناصر الاحتفال الذي أقامه الحزب الشيوعي العراقي عام 1974، في مناسبة الذكرى الـ 40 لتأسيسه، والذي قدم فيه الفنان جعفر حسن أغنيته اليسارية الشهيرة "عمي يابو جاكوج". كما تطرق إلى أغنية "يا عشكنه" التي أداها الثنائي فؤاد سالم وشوقية، والتي كانت من ألحان الفنان حميد البصري، وإلى أنشودة تضامنية مع شعب تشيلي الثائر ضد حكم الطغاة، كان قد كتبها الشاعر الكبير الراحل عريان السيد خلف، وقال في مطلعها "يا أطفال كل العالم يا حلوين.. يا أطفال تشيلي الثايرة وفلسطين".
وقبيل الختام أدى الفنانان مدير الجلسة قاسم البصري وعلي حافظ، باقة من الأغنيات السياسية الموجهة الى الحزب الشيوعي العراقي والناس.

عرض مقالات: