هي الشاعرة الشعبية العراقية (فدعة بنت عِلي آل اصويّح) التي تنتسب الى قبيلة الصدعان الشمريّة، شاعرة فطرية، ساعدتها موهبتها اللامعة وبيئتها لأن تكون شاعرة تتجاوز توصيف الفطرة نتيجة ذكائها ومعرفتها، وان تحظى بحضور شعري حتى يومنا هذا. وخنساء خزاعة، لقب أُلحق بها تشبيهاً بالشاعرة الخنساء، حيث مشترك الفجيعة والرثاء بين الاثنين. اشتهرت بقول شعر النعي، وهو نوع من انواع الشعر الشعبي العراقي الشائع في جنوب العراق، وتكاد تكون أول من قال هذا الشعر كما تشير بعض الدراسات الشعبية : الشاعرة فدعة لعبد المولى الطريحي وموسوعة فنون الادب الشعبي لعلي الخاقاني وكتاب (من تراثنا الفولكلوري العراقي الاصيل) لمجيد القيسي. لم يُعرف تاريخ ولادتها ووفاتها، غير ان المعروف كما تشير المصادر، انها كانت من شاعرات القرن الثاني عشر الهجري. وقد عاشت وعائلتها مع قبيلة خزاعة في الديوانية برعاية الشيخ (حمد آل حمود) كبير مشايخ خزاعة الذي توفي عام 1214 هج، وقد كان صاحب فضل على :ابيها واخيها (حسين) الذي قُتل في واحدة من معارك خزاعة، وعلى زوجها  عبو). توصف الشاعرة فدعة بالشجاعة ايضاً، حيث كانت تُشارك الرجال في المعارك التي تنشب بين خزاعة والقبائل المجاورة لها. وهكذا ذاع صيتها واصبحت من خيرة الشاعرات الفراتيّات. من شعرها في النعي، حيث تمدح اخاها (حسين (، اشماتِون ياخوي اناعي، اشمفضاة خلكَي وشْوِساعي يميمر عرب يبن الصداعي، يعربيد والجابوك افاعي. وفي رثائها لأخيها حسين بعد مقتله : يحسين انتَ عتبة الباب، يطرّادتي والماي خنياب إو يعكازتي والكَاع جبجاب، إو ياسترتي من يطركَ اشهاب إو يا حلّتي بسنين الاصعاب، إو يا هيلتي يحسين ياياب. وقولها ايضاً : اشما تِون يحسين انا شيط، والنوم عفته والغطيط يل تعدل العوجه عدل ميط،يمعزّب الخطّارتشريط ردتك على كَومك كَليط، يافحل النخل يملجلج العيط إو على اخشوم العده منكَار كَطكَيط. ومن شعرها في رثاء الشيخ حمد آل حمود، من بحر الهزج (التجليبة) : حمد مرضي العرب والروم والباشات....يجالسها إو يكلمها ابسبع لسنات بلسان العرب والسان للبيكَات... والسان ٍ لعند الروم والشاهات والسان ٍ يَعرْف الرمز والشمرات. في تراثنا الشعبي الكثير من هذه العيّنات التي لم تقف المعرفة الابجدية حائلاً امام موهبتها لأن تتقدم وتكسب السمعة والانتشار، وما فدعة (خنساء خزاعة) الّا مثال، لكنه المثال الحي المستمر...

عرض مقالات: