واحد من الفلاسفة الكلاسيكيين الالمان، مثالي موضوعي. كان هيغل الشاب راديكاليا، رحب بثورة القرن الثامن عشر الفرنسية، وتمرد على النظام الاقطاعي للملكية البروسية، ولكن الرجعية التي حلت في كل انحاء أوربا بعد سقوط امبراطورية نابليون أثرت على طريقة هيغل في التفكير.

في عام 1818 تولى كرسي الاستاذية في جامعة برلين واصبح مدافعا، بل حتى مؤسساً للفلسفة الرسمية لبروسيا الملكية. وقد عكست فلسفة هيغل التطور المتناقض لالمانيا عشية الثورة البرجوازية الالمانية الصاعدة، التي كان هيغل مفكرها. ومن هنا كان الاتجاه التقدمي – بل الثوري – في فلسفته، الذي يعكس المناخ الثوري لأوربا المعاصرة (في ذلك الوقت) – من ناحية – وأفكاره المحافظة التي تعكس عدم تماسك وجبن البرجوازية الالمانية وانجذابها نحو التصالح مع الاقطاعية الارستقراطية البروسية من ناحية اخرى. وتتضح ثنائية هيغل من كل كتاباته، بما فيها “ظواهر الروح” (1807) الذي وصفه ماركس بأنه المصدر والسر الحقيقي للفلسفة الهيغلية، وفيه يدرس هيغل تطور الوعي الانساني من علاماته الاولى حتى التطور الواعي للعلم ومنهج البحث العلمي. ووصف انجلز كتاب “ظواهر الروح” بانه ميلاد وتشكل الروح الانسانية واصل التأصيل التاريخي الكامن في كل تفكير هيغل. ويتضمن ذلك المجلد تحليلاً لمقولة الاستلاب (الاغتراب)، كما يتضمن المجلد المبادئ الاساسية لجدل هيغل، وعرضا استدلاليا لوحدة الفكر والوجود، وهي نقطة الانطلاق في مذهب هيغل، والفكرة المطلقة التي تتطور بذاتها باعتبارها اساس وجوهر العالم كله.

وكان جدل هيغل، الذي عرضه في صورة شاملة في كتابه “علم المنطق” (1812 – 1816)، اسهاما قيما للغاية في الفلسفة. ففي كتاب “علم المنطق” صاغ هيغل قانون التغيرات الكمية التي تؤدي الى تغيرات كيفية. وكشف حتى الاعماق التناقض باعتبار كونه المبدأ الدافع لكل تطور، وعرف قانون “نفي النفي”، وجدل الشكل والمضمون، والكل والجزء.

وشرح مقولات الواقع والضرورة والصدفة، ومقولات كثيرة أخرى. ومع ذلك فإن جدل هيغل يتعارض بشكل واضح مع فلسفته المثالية. وقد كان هيغل عاجزاً وعازفاً عن استخراج أية نتائج اجتماعية متماسكة من الجدل، وقصر نفسه على الامر الواقع، ذاهبا الى حد اعلان ان الملكية البروسية هي قمة التطور الاجتماعي! وقد كان لفلسفة هيغل أثرها على تطور الماركسية، التي أنقذت اهم عناصر الفلسفة الهيغلية – وهي الجدل – وحولته الى نظرية – تقوم على الاستدلال العلمي – في تطور الطبيعة والمجتمع والفكر. وتتبنى الماركسية معارضة هيغل للاأدرية، وتأصيله التاريخي، وايمانه بقوى العقل الانساني وعلم المنطق عنده، وهو العلم الذي فيه اكتشف روابط العالم الواقعي وأهم القوانين الموضوعية التي تحكم الادراك. وتشمل مؤلفاته:

- المبادئ العامة لفلسفة الحق (1821)؛

- محاضرات في تاريخ الفلسفة (1833 – 1836)؛

- محاضرات في علم الجمال (1835 – 1838)؛

- محاضرات في فلسفة التاريخ (1837).  

عرض مقالات: