اولا مدخل:
هذا الفايروس معروف لدى العلماء منذ ستين عاما لكن المفاجئ هو ذلك المرض الناتج عن أحد انواعه مستهدفا الجهاز التنفسي، والذي أطلقوا عليه كوفيد 19 فهو:
• سريع الانتشار عن طريق التلامس.
• حجمه كبير نسبيا بالمقارنة مع باقي الفايروسات ولا يمكنه ان يبقى بالهواء بسبب وزنه فهو يسقط ويوجد على سطوح مختلف الاجسام الحية وغير الحية وعلى الأجزاء المكشوفة، بعد عطاس أو سعال مريض مصاب به.
• بسبب عدم وجود دراسات وبحوث عن هذا الفايروس ومساراته المرضية فقد أصبح العلماء والاطباء في حيرة من أمرهم، وعليه بدأت تلك المتابعات البحثية العلمية عنه وعن أضراره بعد أن أخذ بالانتشار مما فسح في المجال واسعا للاجتهادات وخصوصا تلك التي لم يتسنَ لها التدقيق والمقارنة.
• لم تواجه البشرية جائحة أو حالة مرضية بمثل هذه الصورة منذ قرن من الزمان.. لذلك أصيب مليارات الناس بالدهشة والفزع والخوف، فالغالبية العظمى منهم لم يعش هذه الأجواء المرعبة خصوصا وهي تحصل في ظل تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ثانيا من أين جاء مرض كوفيد 19:
• استعراضات تفاسير كورونا والأمراض التي تسببها ـ يشبه الى حدٍ ما واجهه أسلافنا والعلماء في القرون الوسطى من تفسير ما يجري من معضلات، وأصبحنا نعيش مارثون نظريات ومنها على سبيل المثال: مؤامرة لقتل الناس، فايروس تم تصنيعه، خفافيش الصين، استعراض كتيبة عسكرية أميركية عائدة من افغانستان، تطور طبيعي وطفرة جينية، حرب جرثومية ...الخ
• لكن المؤشرات العلمية الناتجة عن الخبرة البحثية المتراكمة وبالمقارنة فإنها يمكن أن تدلنا إلى حصول تطور جيني في الطبيعة الهيكلية للفايروس جعله يمتلك قدرة عدوانية مرضية، ويعتقد طيف واسع من العلماء أن التخريب الذي حصل في الطبيعة على يد الانسان مهما كانت دوافعه وعبر عقود وعقود أدى الى حصول تغيرات جغرافية ومناخية وبيئية كالاحتباس الحراري، التصحر، ذوبان القطب الشمالي، ثقب في طبقة الاوزون ...الخ
ثالثا حقائق لا يمكن اغفالها
• ما جرى هو تسييس لحالة مرضية. وأصبح فايروس كورونا أحد ادوات الصراع بيد الأنظمة المختلفة.
• تساوت الإمكانيات المضادة للجائحة بين الدول ذات الاقتصاد والإمكانيات المتواضعة مع تلك الدول التي يشار لها بالبنان في قوة اقتصادها وامكانياتها العلمية والتكنولوجية، وهذا يدل دلالة واضحة على فشل الأنظمة الرأسمالية وكشف عوراتها بل وكذبتها الكبرى في نظام الرفاهية والسعادة.
• ضراوة الفايروس ما زالت أكبر من الإمكانيات العلمية الحالية، لكن المحاولات جارية على قدم وساق من أجل حل الألغاز والتوصل الى مركز مقتل هذا الفايروس.
• مما يؤسف له ايضا فقد تم استخدام موضوع الجائحة كأداة انتخابية أو أداة استثمارية اقتصادية بل وحتى كتجارة اجتماعية ومنها غيبية.
رابعا قراءة في التطبيقات
• التبست الأمور على الأطباء والعلماء حينما انتشر المرض إلى وباء ومن ثم الى جائحة وأصبحوا أمام مهمة تاريخية انسانية مهنية اخلاقية لا يعرفون أين المخرج، مما ساعد على نشوء أو بروز حالات الاجتهاد. وفعلا بدأت الاجتهادات تترى جرّاء الضغوطات الحكومية التي تنعكس عن المواجهات الفكرية الآيديولوجية من جانب وجراء الضغوط الجماهيرية والتي تنظر الى مراكز البحوث والمختبرات متوسلة في العثور على الحل المنقذ من جانبٍ اخر، وراح العلماء يجربون العلاجات تبعا لمعلوماتهم المرتبطة بالنظريات والاكتشافات السابقة عن عائلة فايروس كورونا، وكان كل مركز يصرّح بما يراه مناسبا وفق تقييماته. فبدأ العالم الفرنسي”ديدييه راوول” بنظرية (الكلوروكوين) المستخدم في علاج الملاريا، والغريب بالأمر أن هناك حالات استجابة للكلوروكوين في عدد محدود من حالات كوفيد 19.
• أصبح كل مركز بحثي أو علاجي أو أي مركز صيدلاني وحتى على مستوى المستشفى الواحد، وأصبح موضوع “التجارب” أحد العناوين المهمة في التعامل مع عدد الإصابات الهائل فراح البعض يستخدم المضادات الحيوية رغم معرفة الأطباء أن المرض فايروسي والمضادات الحيوية لا تؤثر بالفايروسات، ربما هناك حالات نادرة استجابت ولكن السبب في ذلك هو حصول المضاعفات البكتيرية الثانوية التي تستجيب للمضادات الحيوية.
• تمر الأيام وتتضاعف مهمة العلماء والاطباء في الحل الذي تنتظره البشرية وتزداد وتتراكم المعلومات المتأتية من أنحاء العالم وكل يوم يكتشف العلماء أمرا جديدا والذي لا يبتعد كثيرا عن الضغوط السياسية.
خامسا معطيات على أرض الواقع وتساؤلات مشروعة
• الزلزال الذي احدثه كوفيد 19 هز أركان السياسة الصحية لكل بلدان العالم المبنية أساسا على طبيعة النظام الاقتصادي السائد في كل بلد.
• تعاظم أعداد الوفيات زعزع الثقة بأداء الجهات الصحية والتي أحدثت شرخا كبيرا في الحالة النفسية لعموم الناس والتي تمثل أمامها أمران:
الاول-إدانة الحكومات حيث وجهت الشعوب إصبع الاتهام الى تقصير وفساد تلك الحكومات.
الثاني – القبول بقضاء الله وقدره.
• أطلق العلماء في بدايات انتشار المرض تحذيرات بان المرض يتمكن من الداخلين في دائرة الخطر (المتقدمون بالعمر، ذوو الامراض المزمنة، والمشخصون بالهبوط الشديد بالمناعة كالذين يعالجون بالعلاج الكيمياوي)، ولكن الأمر الصادم الذي شهدناه، هو إصابة أعداد ليست قليلة من الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة.
• انتكاس حالة أعداد من الذين يكتسبون الشفاء، مما زاد مخاوف الناس من المرض وزاد من عدم قناعاتهم بما يجري من محاولات ايصالهم الى بر الامان.
• شلّ مرض كوفيد19 حركة الاقتصاد العالمي بما في ذلك التسريح الاحترازي من العمل مما أثر سلبا على الحياة الاجتماعية.
• تأثيرات بالمطلق:
1. توقف حركة التبادل التجاري ومساراتها بما فيها البرية والبحرية والجوية.
2. توقف السياحة والسفر بكل الوسائط.
3. توقف نسبي وجزئي في المدارس ومعاهد الدراسة.
4. حصول تباعد اجتماعي غير مسبوق.
5. تأثيرات مباشرة متصاعدة في سلوكية الأفراد والجماعات حتى في أنشطتهم اليومية المعتادة.
سادسا الفعل السياسي في مسارات كورونا:
منذ البدء أطّر قادة الأنظمة الرأسمالية مجريات اخبار كورونا المتواترة المتصاعدة، وفي محاولة تغطية فشل اداراتهم بالمعرفة المسبّقة بمجريات الأحداث. حاولوا محاولات بائسة زهيدة في تغيير مسار تفكير ووجهة انظار الناس والمختصين عن الحقائق التي تكشف عورة انظمتهم الفاشلة الفاسدة/ فاتضح ذلك من خلال:
• الاستهزاء والاستخفاف بالأخبار الواردة عن ظهور مرض جديد ناتج عن فايروس مدمّر على اعتبار أن الفايروس ظهر في الصين وكأن الأمر لا يعني ادارات الأنظمة الرأسمالية.
• التربص المتبادل بسياسة النظامين الاقتصاديين العالميين.
• تباطؤ الاجراءات الوقائية التي اتبعها ادارات بعض الانظمة.
• الرئيس الاميركي أطلق عليه اسم “الفايروس الصيني “في حين انتشر الفايروس بين الأمريكان وبمختلف الولايات كانتشار النار في الهشيم! وهذا يدل على أن النظام الصحي الأميركي لم يصمد امام هذه المحنة.
• الجائحة هزّت ادارات النظام الرأسمالي، فبالإضافة إلى أزمتها المزمنة تولدت أزمة جديدة، فراحت قراراتها لمواجهة الجائحة تتخبط ذات اليمين وذات الشمال وبدأت حمى السباق لإيجاد الحل خائفة مرتعدة من انهيارها التام، مسخرة عقول علمائها دافعة بهم في آتون البحوث واللهاث من أجل تصنيع لقاح أو إيجاد علاج، كل ذلك من أجل اثبات أن النظام الرأسمالي ما زال معافى.
• استُثمرت الجائحة وبارومتر تسجيل أعداد المصابين والمتوفين بسببها من قبل السياسيين في العالم الرأسمالي كبضاعة انتخابية.
• الهستيريا التي ضربت ادارات بعض الدول الرأسمالية وهي تتلمس الفشل الذريع الذي تعيشه، فقد ساندت الباطل ضد الحق، من خلال تثنيتها على طلب الرئيس ترامب من معاقبة القيادة الصينية وكذلك رفع دعوى ضد الحزب الشيوعي الصيني!
• ولزيادة الإمعان من أجل الوصول الى الهدف من قبل دوائر النظام الرأسمالي (والهدف هو إدانة أي نظام اقتصادي – اجتماعي يتقاطع مع تلك الدوائر)، فقد سخرّوا الإعلام أيما تسخير، بما فيها إنتاج أفلام (هوليودية) على أن هناك كائنا غريبا يظهر في الصين تحديدا ينقل الموت والدمار الى البشرية!!
• عمدت أجهزة المخابرات الرأسمالية الى سياسة شراء الذمم في استجلاب بعض الباحثين والاطباء للتصريح بما يتماشى مع سياساتهم الخارجية المشاغبة وسياستهم الداخلية المخادعة.
سابعا الرعب الذي انتاب العالم
• يعيش سكان الأرض الرعب من هذا المرض لعدة اسباب:
الأول ـ الإجراءات الصارمة والغريبة التي لم يعهدوها سابقا.
الثاني ـ أعداد المتوفين المتصاعد.
الثالث – بدا للناس أنه لا يوجد في الأفق من مخرج لهذه المحنة فدخلوا في دهاليز الاجتهادات الفطرية في استنباط تفاسير لما يجري وراحوا ينشرون تفاسير واجتهادات تتقاطع جذريا مع العلم وحتى لا تخطر ببال العلماء.
الرابع – سرعة انتشار اخبار كورونا والمتابعات اليومية للمرض من قبل الناس.
ثامنا أطباء بلا ضوابط
• انبرى بعض الأطباء أو ممن امتهن الطبابة في الاتصال بمختلف الوسائل الإعلامية لينشروا الأوهام بين الناس على أنهم وجدوا علاجا لكورونا ولربما لأغراض تجارية مستغلين بذلك تراجع الوضع النفسي للناس والهلع الذي انتابهم، وقد تنوعت تلك الادعاءات وفق ما يلي:
• استخدام بضع قطرات من مادة الكلور في الماء وشربها.
• استخدام بضع قطرات هايدروكسي كلوروكوين في أي عصير وشربها.
• استخدام جل الزايلوكائيين المخدر في الأنف.
• استنشاق بخار بعض الاعشاب الطبية.
• استخدام خلطات من أعشاب طبية غريبة على مسامع الناس.
• إن استخدام الهيدروكورتيزون=خطا=مع أن هذا الطبيب لم يفهم آلية استخدام الهيدروكورتزون في كوفيد 19 ولماذا.
تاسعا تجارب متنوعة في أساليب الوقاية اتبعتها الجهات الصحية المختلفة
• ويمكن تلخيصها:
- الصينيون اتبعوا أسلوب التعقيم والتعفير مع حظر التجوال بمختلف درجاته ووفق المعطيات، وتمكنوا من السيطرة الفعلية على المرض.
• الانكليز أول من أطلق مصطلح (مناعة القطيع) وهي باختصار فسح المجال لانتشار المرض من أجل أن يكتسب افراد المجتمع المناعة الذاتية ضده من خلال آلية تكوين الأجسام المضادة في أبدان البشر حتى لو راح ضحية ذلك أعداد منهم.
• الامريكان وخصوصا ادارة الرئيس ترامب اعتمدت اعتمادا كليا على النمط التجاري في التعامل مع الأحداث وبذلك فضّل استخدام الأدوية التي اثبتت الأحداث أنها ليست مؤهلة في الوقت الحاضر للتصدي للجائحة ومن ثم عوّلت على لقاح يتم استنباطه لهذا الغرض متجاهلة كل الدعوات العلمية في فرض أسلوب التباعد الاجتماعي أو منع التجوال الجزئي او الكلي.
• الأسلوب الاوربي.. اختلف حسب اختلاف البلدان الاوربية ذاتها.. ففي ايطاليا تفاوتت الإجراءات بين الإيمان بمناعة القطيع وبين الإجراءات الاحترازية الجزئية، وبين عدم الاكتراث. أما في السويد فقد اعتمدوا على الاجراءات الوقائية الشخصية ووضعوها في المقدمة من الإجراءات.
• الأسلوب الشرقي والعربي في التعامل فكانت الإجراءات تصطدم بقناعات الناس وولاءاتهم الفكرية وعقائدهم الدينية، فجاءت الإجراءات كسيحة مثبتة على الورق دون التطبيق العملي بسبب من جهل الناس وغياب وعيهم واتكالهم بالعقل والتفكير على الغيب المطلق.
عاشرا التوعية الصحية
• بذلت منظمة الصحة العالمية جهودا جبارة وبالتعاون المحلي للدول كافة من أجل جعل المعلومة متوفرة لدى كل الناس من خلال جملة من الإجراءات الاعلامية.
أحد عشر منظمة الصحة العالمية
• WHO – من أهم مهماتها تحديد الخارطة الوبائية في العالم ورسم الخطط والبرامج للسيطرة على الوضع الصحي العالمي بما فيها الجائحات. اضافة إلى إجازة أو رفض أي علاج جماعي أو لقاح يستخدم لهذه الاغراض.
• وقد حاولت البلدان الشمولية أن تجيّر عمل المنظمة لها من خلال تسييس دَور المنظمة ضد دولة الصين والذي أراده الرئيس ترامب أن تلعبه المنظمة في الإعلان أن الصين هي المسؤولة عن مرض كورونا وما أنتج من جائحة. ولما رفضت المنظمة تلك الضغوط، كانت ردت الفعل الأميركية والدول الدائرة في فلكها بما يلي:
• تشويه صورة وتاريخ رئيس المنظمة، حتى ادعوا أن رئيس المنظمة ليس طبيبا.
• فبركة قصص ضد رئيس المنظمة ومعاونيه.
• ادعى الرئيس ترامب ان WHO متآمرة مع الصين ضده، وأن المنظمة ضللت العالم ولم تعلن عن الوباء حينها.
• جمّدت الولايات المتحدة الاميركية دعمها المالي إلى المنظمة بحجة تضليل المنظمة للرأي العام العالمي.
إثنا عشر تأثيرات جائحة كورونا:
• الإيجابية:
- تغيرات مناخية وبيئية ملموسة تمثلت بتخفيف الضغط على طبقة الأوزون وعلى درجات الحرارة.
- عودة التوازن للمحميات الطبيعية للكائنات الحية.
- اعتاد الناس على اساليب صحية واتبعوا النصائح الطبية التي كانت مهملة أو مركونة جانبا.
- وعي الناس بأهمية المحافظة على البيئة.
- تطوير وتطويع التكنولوجيا لخدمة البشر والاستفادة من معطيات البيئة الثمينة.
• السلبية:
- الاقتصادية – من خلال توقف جزئي او كلي لأعداد كبيرة من المعامل والمصانع.
- ركود اقتصادي زاد في الأزمة الاقتصادية لكل دول العالم، محليا واقليما وعالميا.
- زيادة التفاوت بين الأغنياء على حساب محدودي الدخل او الفقراء.
- أزمة اقتصادية عالمية (بعضها ظهر والبعض الباقي سيظهر لاحقا) وخصوصا في البلدان الرأسمالية.
- تغيير نمط معيشة الناس من خلال: التباعد الاجتماعي ومعاناة التعليم من مشاكل حقيقية كون التجربة جديدة على الجانبين. وغير مسار الحياة اليومية للأطفال والمراهقين خصوصا، فأصبح الليل عندهم نهارا وبالعكس، وهذا غيّر من العادات المعروفة كالأكل والشرب والدراسة والتسلية ومشاهدة التلفزيون وتجمع العائلة.. الخ فأصبحت الأجهزة الالكترونية الحديثة هي الصديق المقرب لهذه الأجيال. عانى الناس من أوقات فراغ طويلة كانوا يقضونها في نشاطات اخرى. تراجع ممارسة الرياضة لأعداد غفيرة من الناس وقد أثرت على مساراتهم الصحية. أصبح الناس يقضون أوقاتا طويلة في البيوت. مما زاد الضغط النفسي الذي أدى الى حصول مشاكل كثيرة منها ارتفاع نسبة العنف وزيادة في الوزن جراء قلة الحركة والمكوث في البيوت.
ثلاثة عشر العلاجات واللقاحات:
• طفت الى السطح تجارب محدودة في فعالياتها لاستخدام بعض العلاجات ضد المرض، كـ (هيدروكسي كلوروكوين والايزوثرومايسين)، اضافة الى الأوكسجين ولا يمكن اعتبارها بروتوكولا علاجيا معتمدا من قبل منظمة الصحة العالمية.
• ظهرت مقولات عدّة:
- إن الفايروس ينتهي مع ارتفاع حرارة المناخ.
- إن الفايروس يكون وقعه أقل لدى الملقحين ضد التدرن.
- الفايروس لا يصيب الأطفال.
- الشباب أقل تأثرا من المتقدمين بالعمر.
• ونتيجة للفراغ العلمي الدقيق في كيفية التعامل مع هذا العدو وفي كل الظروف، وعلى اعتبار أن الاصابة بالفايروس له علاقة بالجهاز التنفسي فقد اتخذت منظمة الصحة العامة قرارا بالاتجاه الصحيح للحد من انتشار المرض وتقليل اضراره، القرار فحواه إبداء النصح بالتباعد الاجتماعي (مترين بين شخص واخر) وغسل اليدين باستمرار اضافة الى ارتداء الكمامة.
• المختبرات الرصينة مازالت تعمل على قدمٍ وساق ومنذ بداية الجائحة وستستمر في البحث العلمي الصحيح وكما اعتادوا سابقا بعيدا عن الفوضى الاعلامية والتأثيرات السياسية والتدخلات الدينية، من أجل الوصول أولا – إلى فهم متكامل لهذا الفايروس وسلوكه المرضي وطبيعته العدوانية وتطوره وانتقاله وشراسته وتغيراته الجينية..الخ ، ثانيا – إلى علاج ناجع ومصل لقاح فعال يحصّن الناس ضد هذا المرض الذي صار بعبعا أكثر من أي مؤثرات حياتية اخرى، وعليه فقد تعددت نتائج البحوث في سباقٍ محموم ولأسباب سياسية – اقتصادية بالدرجة الاساس في محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه بعد أن كشفت الجائحة عورة النظام الرأسمالي من جانب، أما من الدول التي لا تدور في الفلك السوق الرأسمالي فقد تسابقت من أجل اثبات أنهم هم الصح وهم الذين سينقذون البشرية. وقد استخدم كلا الجانبين الإعلام أبشع استخدام، فظهر اللقاح الامريكي، والاخر الروسي، والاخر الفرنسي، والبريطاني الكندي، والصيني..الخ
• بالمقابل لم تعتمد منظمة الصحة العالمية أيا من هذه اللقاحات كون تعضيد وتسمية هذا الاكتشاف لا يمكن ان يُمنح الا بعد مروره بسلسلة التجارب والاختبارات العملية والتي ربما تمتد الى فترات طويلة نسبيا والمعمول بها مع كل لقاح وكل علاج.
• ** واخيرا:
• إننا ما زلنا في بداية مواجهة هذا المرض.
• مازال العلم يجهل الكثير.
• ستظهر في يوم التفاسير لكل الاستفهامات التي تجول في خاطر البشرية عمّا جرى.
** وفي اللمسات الاخيرة من كتابة هذا الموضوع اعلنت منظمة الصحة العالمية عن ان تجارب المرحلة الثالثة والاخيرة من اللقاح الجديد (الماني – اميركي) تبشر بالخير حيث حققت نسبة نجاح في منح الحماية تصل الى 90%، كما أن شركات أميركية وأخرى روسية تصل نسبة نجاح اللقاحات التي اخترعوها بين 92 و95%. ولكن الى أن يحين تعميم هذه اللقاحات تبقى الحاجة الى الاستمرار في تطبيق القيود الوقائية من هكذا امراض فتّاكة.