حلمٌ التوسع  الذي رافق الحكم العثماني دفعه ليسيطر على اراض شاسعة، ناشرا التخلف والدمار، وظل هذا النهج سائدا حتى انتهاء (حكم الرجل المريض )، واليوم يعيد  نظام اردوغان  ( الاخواني ) خزينه الفكري ا لعثماني  التوسعي الى الواجهة، مجسدا غزوه لسوريا مع التنسيق مع منظمات ارهابية مثل القاعدة والنصرة ومنظمات فاشية ك ( الذئاب الرمادية ) وداعش الذي سبق للنظام  التركي ان فتح لها الاراضي التركية وسًهٌل مرورها الى العراق وسوريا، ( لامر في نفس يعقوب (اردوغان)،  لتحتل اجزاء من اراضي هذين البلدين، وتنشر الخراب والدمار ليشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بعد ان وفر نظام الحكم التعسفي في سوريا الاجواء والمناخات السياسية في الداخل نتيحة السياسة التي اعتمدها والقائمة على الاقصاء والتهميش للاخرين، كذلك التوجه الطائفي الذي اعتمده نظام المحاصصة الطائفي المقيت في العراق، الذي اضعف الوحدة الوطنية الداخلية وقتل روح المواطنة لدى العراقيين، وظفه اردوغان لاحقاً في خدمة مراميه واهدافه التوسعية.

ان ارهاب نظام اردوغان قد فاق التصور، فهو بعد التصفيات الدموية التي شملت معارضيه بالداخل، وتخويله صلاحيات واسعة من قبل البرلمان التركي، اصيب بجنون العظمة والغطرسة والعجرفة، لينقل ازمة نظامه الى الخارج، متوجهاً الى العراق بدخول جندرمته الى( بعشيقة) ،(الذي يصب في النهاية لخدمة داعش )،

واعتبار ذلك ورقة ( تهديد ) مؤجلة يستطيع استخدامها في المستقبل ( لفرض شروطه ) على الحكومة العراقية، وتحقيق اطماعه التوسعية القديمة الجديدة  بالوقت الذي كان العراق يخوض فيه حربا وطنية ضد الارهاب  الداعشي،

واليوم يتوجه ارهاب النظام التركي الاردوغاني لمهاجة مقاطعة عفرين السورية  ليقتل ويهجر الآمنين المدنيين من سكانها ، مستعرضا عضلاته التي ترمز  الى  العنجهية والغطرسة والتوسع الفاشي .

لقد جرى الاعداد لغزو عفرين والسيطرة عليها منذ فترة طويلة حيث هيأ نظام اردوغان الارضية، بالتنسيق مع المنظمات الارهابية بما فيها داعش ، و شكل قوات سورية عسكرية تتخذ من تركيا ساحة لنشاطها المعارض للنظام في سوريا ، لترتكب الجرائم البشعة ضد المدنيين السوريين وتمثل بجثثهم ( ديمقراطياً !!)

ان هذا الغزو للاراضي السورية ( مقاطعة عفرين) التي بقيت تقاوم الغزاة طيلة تلك الفترة، كان بعلم الادارة الامريكية حليفة تركيا (حلف الناتو ) والتي  لم تحرك ساكنا تجاه هذا الغزو الدموي من قبل نظام الارهاب والتوسع في تركيا، لا بل اعطت الضوء الاخضر لهذا التوجه الفاشي، وكل ما اظهرته هوالشجب !!الذي جاء بعد احتلال عفرين وهو ذر الرماد بعيون من وثق بالادارة الامريكية، والتي ينطبق عليها قول الشاعر : (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب )، هذه الادارة التي لم تعرف معناً للصداقة والوفاء بالوعود عبرتاريخها، واضعة مصلحتها فوق مصالح الشعوب وحقوقها حتى وان كانت على بحر من دماء الابرياء ! واليمن اليوم مثال صارخ على سياسة الادارة الامريكية ، وبدل ان تساهم بايقاف نزيف الدماء البريئة ، تسعى لاغراق المنطقة بالسلاح الموجه الى التدمير والفتك ، !!

وهذا درس اضافي لقوى التحرير ومنها الكردية في سوريا وغيرها من المناطق، التي عليها ان تجر باستمرار مراجعة نقدية تصحح  مسارها النضالي وفق رؤيا فكرية  واقعية  معتمدة على جماهيرها اساسا في الداخل، معزة وحدتها الوطنية الداخلية اولاً،  سر نجاح الشعوب في مقاومتها للاعداء، وكذلك ان  تعتمد على اصدقاء الشعب الحقيقيين بشكل عام والكردي بشكل خاص من القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية  التي كانت دائما مع حرية الشعوب وحقوقها .

ان احتلال عفرين السورية من قبل نظام التوسع في تركيا هو مقدمة للمضي في نهج ثابت لنظام اردوغان الاخواني ، اكدتها  تصريحات وزير خارجية نظام تركيا مؤخرا  التي هدد من خلالها الاراضي العراقية متخذا ً من احتلال بعشيقة منطلقاً لاحتلال سنجار وقنديل التي وضعها على قائمة توجهه الارهابي اللاحق ،متحججا (بمقارعة الارهاب )!!

نقول اي ارهاب يتحدث عنه نظام اردوغان ؟!! وهو يرتكب ابشع الجرائم الارهابية ضد المدنيين العزل في عفرين وغيرها ، وفي اية خانة يوضع هذا العدوان لجيوش مدججة باحدث الاسلحة الفتاكة يقودها نظام يعشق التوسع والدم !!

ان الحجج التي يسوقها نظام اردوغان للهجوم على الاراضي العراقية هي مقدمة لتهديد استقلال العراق وسيادته ،

خاصة وان الاعيب نظام اردوغان مكشوفة ومعروفة وخاصة لدى جيرانه ، و مسرحية القنصلية التركية في الموصل وما تبعها من احتجاز طاقمها من قبل داعش في الموصل، والاتفاقات السرية التي سبقت اطلاق سراح موظفي القنصلية سالمين !! (من دون حتى كف) !! لاتزال ماثلة في اذهان ابناء الشعب العراقي .

ان القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية في العراق و المنطقة والعالم مدعوة لايقاف هذا الارهاب والتوسع القادم من تركيا وتوحيد جهودها وتحشيد قواها لايقاف هذا التوجه المجنون .

وعلى منظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني والانسانية ان ترتفع الى مستوى المخاطر المحدقة بالمنطقة، وعلى المثقفين والاحرار ان يرفعوا اصواتهم لايقاف هذا التوسع على حساب الشعوب واراضيها، وكما يقول الثائر جيفارا:

(المثقف الذي يلوذ بالصمت اليوم  اكثر خرابا من النظام الدكتاتوري القمعي الذي يمارس القتل ضد ابناء شعبه ).

عرض مقالات: