حاوره في السويد: محمـد الكحــط

  • الفنان عصمان فارس عاشق الحرية والمسرح، هكذا يعرف نفسه، وهو كذلك، حاليا هو متقاعد يقيم في السويد منذ العام 1991، ولد في محافظة الانبار ـ ناحية الحبانية وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة الحبانية، تولع بالتمثيل بوقت مبكر، ففي الصف الثاني متوسط شكل فرقة مسرحية وعمل فيها مخرجآ وممثلآ ومغنيآ، وقدم العديد من العروض المسرحية في سينما الحبانية، بداية لطفولة مشرقة وغنى وأقدم الأناشيد الوطنية.
  •  وجهنا له بالأسئلة التالية: ما سر عشقك اللا محدود للمسرح، متى ولد هذا العشق، وكيف تجد نفسك في هذا المضمار. كيف تلخص تجربتك في هذا المجال؟؟

بدأ إهتمامي بالمسرح في المدرسة، وشكلت فرقة مسرحية مع مجموعة من الطلاب والأصدقاء المقربين والبعض منهم التحق بالدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة لاحقا، وبتشجيع من معلم الرياضة أستاذ دحام عواد واستاذ رشيد في الاصطفاف الصباحي في مدرسة الحبانية الابتدائية عشقت الفن وتعمق في داخلي، كنت أشاهد الأفلام السينمائية، وكنت أطمح آنذاك أن أصبح ممثلآ، ولدت في أسرة لأب يساري الأفكار وأم كانت خير عون لنا وكانت تشجعني على إبراز مواهبي، كانت فخورة بما أعمل، وهي أكبر مشجعة لي على مواصلة حب المسرح.

ومن زملائي آنذاك، جوني اسطيفان، ماجستير سينما يعيش في أمريكا وصديقي المرحوم فارس راضي، خريج أكاديمية الفنون الجميلة، والاقتصادي والمصرفي عصام شاكر والمحامي خليل يوسف، كنا طلبة في متوسطة الحبانية والثانوية ونقيم الحفلات الغنائية ونقدم العروض المسرحية في صالة سينما الحبانية، في المتوسطة بدأت بكتابة بعض المسرحيات الكوميدية والمسرحيات التي لها علاقة بقضية الشعب الفلسطيني ومعاناته وفي الاعدادية بدأت أهتم بقراءة بعض الروايات العربية والعالمية، وكتب (كولن ولسون) كـ المنتمي واللامنتمي.

- حدثنا عن مسيرتك مع رواد وعمالقة المسرح؟

- عملت مع رواد المسرح العراقي وكان ذلك الجيل هو من بنا وووضع الأسسس واللبنات الأولى للمسرح العراقي، بل وكتبوا تاريخ المسرح العراقي، اليوم كل ذلك اختفى وبقيت آثارهم وذكرياتهم ومسرح مشوه يحاول البقاء على قيد الحياة، بينما تحولت دور وبنايات المسارح والسينما الى أنقاض.

- سنة ١٩٧٣ تقدمت الى جامعة بغداد،  لدراسة السينما والمسرح وأخضعت لاختبار أمام لجنة مؤلفة من خيرة أساتذة المسرح: الفنان ابراهيم جلال، جعفر السعدي، جعفر علي، بدري حسون فريد، طارق حسون فريد، ابراهيم الخطيب، سامي عبدالحميد تم قبولي في أكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح، وبدأت منذ السنة الأولى البحث عن رائحة المسرح فعملت بروفات لمسرحية الدربونة لفرقة العراق المسرحية في شارع الرشيد، وكان المخرج د. سعدي يونس، لكن توقف العرض، ثم أتجهت للغناء السياسي، فغنيت لحرية الانسان والسلام المنشود. شاركت في حفلات جامعة بغداد وفزت بالجائزة الأولى في مهرجان الأغنية السياسية في الجامعة المستنصرية، حيث بدأت الصحافة العراقية تهتم بنشر أخباري، واخترت كمطرب في برنامج ركن الهواة للفنان المرحوم كمال عاكف، لكن الظروف السياسية والمواقف الشخصية للبعض حالت دون دخولي للتلفزيون، مع ذلك واصلت التمثيل والغناء.

اختارني المخرج الفنان قاسم حول للتمثيل في فلمه (بيوت في ذلك الزقاق)، لكن الفوضى السياسية جعلته يترك تكملة الأخراج، مثلت في مسرحية (الصقر والصياد) مع الدكتور الفنان عقيل مهدي، ومثلت في مسرحية (قراقاش) مع الفنان صلاح القصب، شاركت كذلك في تمثيل وغناء في مسرحية الفنان طارق عبدالواحد الخزاعي (انهض ايها القرمطي هذا عصرك) ومسرحية (لبنان عروس تغتصب) لنفس المخرج والمؤلف طارق الخزاعي، وشاركت في مسرحية (عرس الدم) للمؤلف لوركا والمخرج زكي وتمثيل الفنانة شذى سالم والفنان أياد حامد، وفي مسرحية (ثورة الزنج) ومسرحية (مهاجر بريسبان) للفنان المخرج سامي عبدالحميد، وكذلك في مسرحية (الطاعون) لـ البير كامو ومسرحية (طلوع القمر). كما أخرجت فلم 16 ملم عن التمييز العنصري وأخرجت فلم 35ملم بعنوان (الجبل الأخرس) صور في مدينة السليمانية، شاركت في فلم (المنفدون) مع الفنان هادي الراوي وفلم (المواطن عناد) مع الفنان عباس شلاه، كما شاركت في مهرجان لايبزك السينمائي في المانيا الشرقية. وتخرجت من قسم السينما سنة 1978.

- لقد عملت في بيئات مختلفة في العديد من المدن العراقية كيف تلخص تجربتك الفنية وعطاءك الجميل.

- عملت في مجتمعات متعددة تقليدية ملتزمة دينيا كمدينة كربلاء، ومجتمعات مفتوحة كما هي السليمانية. تعينت في كربلاء، وساهمت في تشكيل الفرق الشبابية المسرحية، رغم انها مدينة دينية ولها طابع مسرح الشارع وطقوس عاشورا وفجيعة الحزن الحسيني، لكن فيها مسرح وثقافة عريقة وجمهور رائع يعشق الفن، فتأريخها وبيوتاتها وأهلها يعشقون الفرح وصناعة الجمال رغم مواسم الحزن الحسيني، هنا كنا نسمع أجمل الألحان للفنان محسن فرحان ومحمد جواد أموري ولطيف المعملجي، وهنا تجد عوائل تعمل في المسرح وكان للفنان نعمة أبوسبع باع كبير في نشر الوعي المسرحي، والفنان علاء العبيدي، دخلت هذه المدينة من أروع وأوسع أبوابها فاحتظنني الجمهور وبدأت بمسرحية (نشيد الأرض) مع شاعر وكاتب كربلائي مرموق كان يكتب اشعار لمواسم عاشورا محمد زمان، ومنه توالت أعمالنا وكانت قاعة الادارة المحلية وعروضنا تستمر لعدة أيام وبحضور جمهور واسع، عملت مخرجا وممثلا مع فرقة كربلاء للتمثيل، ومع مجموعة من الشباب المثقف قدمت مسرحية (هيفا تنتظر الباص على مفرق تل الزعتر)، قدمت مسرحية (نديمكم هذا المساء) وعرضت عشرة أيام على مسرح الادارة المحلية في كربلاء، وعملت ممثلا في فرقة كربلاء في مسرحية (صبر) ومسرحية (علاء الدين والفانوس السحري)، وبصحبة المخرج نعمة أبو سبع كانت لنا فرقة شبابية باند غربي كنا نقدم الأغاني، وشاركت مع الفنان طالب القرةغولي في اوبريت (الأرض) على مسرح الادارة المحلية، هكذا كانت كربلاء وجمهورها عبارة عن كرنفال ووهج للفرح، ولكربلاء نغمة وبذرة حب في قلبي أعشقها وأحب بيوتاتها وأزقتها الرطبة وطيبة وكرم أهلها.

أخرجت مسرحية (يوميات مجنون) تأليف غوغول على مسرح منتدى المسرح العراقي في بغداد وتمثيل الممثل العراقي عادل عباس وهو من كربلاء وشاركت في مهرجان نقابة الفنانين في الموصل، وقدمت مسرحية (بائع الدبس الفقير) ومسرحية (الفيل ياملك الزمان) للكاتب سعدالله ونوس.

المسرح الكردي في الثمانينات خرج من معطف الشعب  

 في السليمانية كنا نقيم مهرجانات للمسرح الكردي وبحضور جماهيري  كبير من عامة الناس ورواد المسرح، كان هناك معهد الفنون الجميلة الوحيد في السليمانية شعلة وهاجة من النشاط والتوعية، مع الجمهور المحترم، كنا حديث الناس في الشارع وفي البيت، جمهور مذهل ومتعطش لمشاهدة عروض المسرح الجاد، ومسرح الريبرتوار على طول فصول السنة، وفرق أهلية تقدم عروض مسرحية وكان هناك تنافس شريف لتقديم مسرح المتعة والفكر، مثل فرقة بيشرو الطليعة، وفرقة السليمانية، وفرقة جمعية الفنون الجميلة، وفرقة سالار، وفرقة المسرح التجريبي، وخلقنا علاقة حميمية مع الجمهور والتواصل معه لغرض خلق وعي إنساني، كانت مسرحياتنا الجادة تستمر على مدى شهر وأكثر، والجمهور يفترش الأرض أحيانا، عملت رئيس قسم المسرح ومدرسا لمادة التمثيل والإخراج المسرحي في معهد الفنون الجميلة، واخرجت المسرحيات التالية، مسرحية النمور في اليوم العاشر، تأليف القاص زكريا ثامر. ومسرحية صوت الأرض، (بانتومايم) وقدمت في منتدى المسرح/بغداد، مسرحية في أعالي البحر، قدمت على مسرح جمعية الثقافة الكردية في بغداد، ومسرحية ثمن الحرية قدمت على مسرح معهد الفنون الجميلة في السليمانية، ومسرحية لو كنت فلسطينيا ماذا تفعل؟، ومسرحية مصير الانسان، تأليف الكاتب الروسي شولوخوف، ومسرحية حكاية الرجل الذي صار كلبا، ومسرحية الفلاح المطارد (بانتومايم)، ومسرحية قرية الضياع، ومسرحية رحلة حنظلة، وشاركت هذه المسرحية في مهرجان المسرح الجامعي لكلية الفنون الجميلة في بغداد، ومسرحية مسافر الليل تأليف صلاح عبد الصبور، ومسرحية سنمار والنار والحصار، تأليف محمد فراح ، وشاركت في مهرجان المسرح العربي الثاني 1989  في بغداد، وحصلت على جائزة أفضل مخرج واعد في المسرح الكردي، ومسرحية الملك هو الملك، تأليف سعد الله ونوس، وأنا أحد مؤسسي مهرجان المسرح التجريبي الكردي في مدينة السليمانية وعلى مدى 5 مهرجانات كانت تشارك فيه الفرق المسرحية والنقاد ومخرجي المسرح العراقي ومن كل المحافظات، وتقدم بحوث ودراسات وحلقات نقدية.

  • حاليا وبعد هذه المسيرة الطويلة أين أنت من المسرح  وما هي خلاصة فلسفتك في الحياة..؟ هل لديك مشاريع مستقبلية...؟

حاليا أنا متقاعد في السويد وأساعد كل ما يتعلق بالمسرح، كنت ومازلت لا أطيق معسكر القتلة والمجرمين، لذلك هربت وأخترت المنفى، نعم للحرية الفنية، نعم لمشروع السلام، ولا للظلم، هكذا هو المسرح الذي  أفكر فيه وأدعوا إليه، المسرح مفتاح الحياة، ودعوة للتفاؤل والأمل، نذهب إلى المسرح لكي نعثر على الحياة،.المسرح يعيش بجمهوره، ولغة المسرح وخطابه للجمهور يستوجب السهولة والوضوح هما مفتاح الحياة، مازلت عاشق للحرية والسلام، أهم شئ دعم السلام العالمي وحرية  الانسان.

((من زمان أحب  جنونك بالحرية والمسرح)) قالها رجل كوردي كان يشاهد كل مسرحياتي في محافظة السليمانية، قلت وما الضير في ذلك، نحن نسعى إلى مجتمع يسوده السلم والأمان بدل العنف والدمار والحروب.

 كنا شباب ونحلم بتغيير العالم من خلال المسرح، كنا نمتلك الحماس والصدق والاصالة، ما كنا ندرك إن موج البحر سيغرق الجميع، عبثية الحياة والحروب والقتل، حتى بريخت فشل في إيقاف الفكر النازي والعنصري، لذلك  إختار المنفى.

  • وماذ ا عن نشاطك الفني في السويد، حيث تقيم فيها منذ العام 1991

في السويد، بلد تشعر فيه بالأمان والحرية والديمقراطية، والدولة توفر كل وسائل الحياة من خدمات، عندها تكون لي حرية الحركة للمتابعة والتواصل مع كافة المشاريع الفنية والثقافية، بشرط أن تمتلك روح الحماس والمثابرة. لقد عملت في مسرح يونشوبين السويدي، وشاركت في مسرحية ميلان ألد، وفي مسرحية ألبرت، عملت مع الفنان السويدي رولاند ستينستروم، كما عمل مساعد مخرج في مسرح يونشوبين ومثل في التلفزيون السويدي في مسلسل برور وسيستر، وفي مسلسل مرحبا في السويد، وكتبت النقد لكثير من المسرحيات السويدية، درست الدراماتورج المسرحي في جامعة ستوكهولم ومعهد الدراما، ودرست التربية المسرحية في اوربرو، وعملت ممثلا للإعلانات في التلفزيون السويدي، لكن كل مسارح ستوكهولم لا تحجب عني جزر الحنين، حقول قلبي لاتعرف الحقد والكراهية والعنصرية والطائفية، كنت ومازلت  مصنعآ للحب وعاشق للحرية.

  • ماعلاقتك ومشاعرك بالمكان، والمدن التي عشت فيها...؟

مدن شكلت المشهد الأول والأخير من حياتي مابين أغنية الفرح والحزن، وشاعرية المكان لهذه الأسباب ومنها الارتباط الوثيق بالروح، وعندما أكتب عن هذه المدن ليست هناك محرمات وتابوات وخطوط حمراء أذكرها وضميري حي، لهذه المدن التي تشكل نبض قلبي، ويبقى الحب هو جذوة الحياة ولكونهم منحنوني الحب لذلك أمنحهم الوفاء وأذكرهم بخير دائمآ.... كانت سنين الابداع وحيوية الشباب وجمال الروح.

  • نعود الى حياتك في الحاضر... كيف تسير حياتك وما علاقتك وفهمك للمسرح بعد هذه المسيرة الطويلة...؟

 يبقى الجانب المهم في حياتي هو المسرح، وخير جليس هو الكتاب، هذان العنوانان هو محور حياتي اليومي، ويبقى الزاد الثقافي لقد حاولت منذ البداية وخاصة قبل أكثر من ثلاثين سنة عندما جئت الى السويد إبتعدت عن أجواء الشحن السياسي والتي تسبب الصداع في الرأس وخاصة نحن القادمون من الشرق المليئ بالنزاعات والصراعات، لقد سرقت السياسة نصف أعمارنا والحروب دمرت حياتنا وأوطاننا، كان قراري أنا وأم أولادي ان ننأى بأنفسنا عن كل الضغوطات، وأن نعيش بقية عمرنا لكي نسعد أسرتنا، هنا تجد وتحصل على كل الخدمات، تأقلمت وعشت الاندماج الحقيقي مع المجتمعات السويدية، تعلمت منهم معنى الصمت وحرية الكلام والاستماع الى الآخر، وعدم التشنج وإتخاد القرارات السريعة والأحكام المجحفة بحق الاخرين، تفرغت أساسآ لسعادة أسرتي وكنت أبحث عن الوطن الذي أشعر فيه بإنسانيتي وأدميتي، وهو سر حيويتي وفضاء حريتي وهذا الوطن هو المسرح، ولقاء الناس ومتعة الفرح والجمال، لذلك بقيت متمسك ومنتمي فقط لهذا الوطن، المقصود المسرح والثقافة ممارسة هواية عشقي الأبدي الفن والثقافة وحب الناس والتعامل الإنساني بعيد عن الأنتماء العرقي والطائفي، تفرغت للكتابة والقراءة والتواصل مع المسرح والتلفزيون والسينما، كل هذه الاماكن السحرية والجذابة، وكذلك أسرتي وبيتي تشكل محور حياتي، وجعلتني أعيش الفرح والتفاؤل والأمل والحيوية.

  • ما أهمية المسرح اليوم، وهل يوجد جمهور لازال يعشق المسرح؟؟

نعم المسرح الجاد يعني إزدهار الحرية، يبقى الفنان العاشق للحرية يردد كلا لسلطة الرقابة والتهميش وتابوات التحريم وسلطة الانظمة الشمولية، والعرض المسرحي يتجاوز حدود الخطاب الجاهلي والأعراف والتقاليد المتخلفة، والمسرح هو قمة الحوار المباشر مابين الممثل وصاحب اللعبة المسرحية المُرسِلْ والمتلقي المُرسّلْ اليه، أي عملية الدخول الى عقل ونفسية المتلقي، فبدون المناخ الديمقراطي والحرية لن يتحقق الحوار المباشر، سوف نذهب بمسرحنا الى الجمهور من خلال مسرح الشارع، ويبقى المسرح لعبة جدل وحوار بدون خوف، وتبقى الهوية الثقافية لكل شعب هو عملية تواصل وحوار مابين الثقافات المختلفة.

ما يمكن أن يقوم به المسرح هو جعل الناس يشعرون بنشوة الفرار من جسدهم الكئيب قليلا، ومن البيت والغرفة المريحة، على الرغم من إرتفاع سعر التذاكر في المسرح ربما يصل الى أكثر من ٤٠ دولار في بعض المسارح السويدية والفرق المحترفة وتخفيضات نصف السعر للطلبة، ولكن يبقى سحر المسرح والأوبرا والباليه والرقص الحديث والحفلات الموسيقية الحية تمتع بشعبية كبيرة.

هل الذهاب إلى المسرح يستحق العناء...؟ نعم كل الأشياء السحرية تحدث في المسرح، وكل ماتحتاجه هو حواسك، كم هو جميل عندما يحدث كل هذا السحر على المسرح؟ وأنت تقابل الممثلين والاحداث مباشرة، ربما قرأت رواية أو مسرحية عدة مرات لكن أجدها مختلفة حسب تفسير ورؤية المخرج، هنا تعيش الأحداث دماً ولحماً بدون كاميرا وفلتر وطبع وتحميض ومونتاج، هنا في المسرح تحصل أشياء مذهلة ربما تدخل في حوارية ومناقشة مابين الجمهور وخشبة المسرح، نعم هناك سفرات سياحية مسرحية مابين المدن السويدية لغرض مشاهدة مسرحية مع المنام في أرقى الفنادق، تسمى في السويد سفرة مسرحية، من المدهش أن الناس ما زالوا يذهبون إلى المسرح، نعم تجد الشباب وكبار السن شعارهم الفن والبحث عن لحظة ممتعة، ونعيش مع المواضيع العظيمة الموت والحياة والخيانة والحب والمعاناة ولعبة الحياة، لكن ممكن تغيير كل الأشياء من خلال المسرح، غير ممكن تغيير العالم من خلال المسرح، ولكن ممكن صناعة الأفكار الجميلة، ممكن للمسرح أن ينشط صاحب المزاج السيئ ويجعله أكثر نشاطآ وحيوية، لقد حان الوقت لإبعاد رؤوسنا عن الهواتف الذكية، وترك مقاعدنا المريحة والذهاب إلى الأماكن التي يحكي فيها الناس الحقيقيون قصصًا كبيرة، تجد إجابة حقيقية على السؤال.... لماذا لا يزال من المفيد الذهاب إلى المسرح...؟. نبحث عن مسرح الإثارة والمناقشات السياسية والمتعة الفنية والقيمة الفكرية، لكي ننهي حالة الملل ورتابة الأفكار الهدامة والعنصرية، وكيف نرى أنفسنا بالتسلية ونختار المسرحية المناسبة، ونجد طريقنا الى المسرح.

تبقى الثقافة، وحب الناس والمسرح خبزي اليومي ورسالتي هي الحرية.

عرض مقالات: