خط اب 1964
عقدت قيادة الحزب إجتماعاً هاماً في آب 1964 في العاصمة التشيكية (براغ)، من أجل لم صفوف الحزب وتضميد جراحه والإنطلاق مجدداً في سوح الكفاح بعد مجزرة شباط الأسود. وتبنى الإجتماع سياسة جديدة بناءً على إنعطاف حاد في تحليل وتقييم التطور الاقتصادي والسياسي للنظام العارفي. فقد إعتبر هذا الإجتماع إنقلاب تشرين الثاني 1963 حركة ازاحت كابوس النظام الفاشي والحرس القومي من على ظهور الناس واوجدت شروطا اكثر ملائمة لنضال القوى المعادية للامبريالية ومن اجل الحفاظ على الإستقلال الوطني، وتغيير سياسة العراق الرسمية لتسمح بالعودة بالبلد الى قافلة التحرر العربي.
تم انتخاب لجنة مركزية جديدة وسكرتير جديد للحزب للمرحلة القادمة. وضم الإجتماع عزيز محمد وكريم احمد وباقر ابراهيم وعبد السلام الناصري ونزيهة الدليمي وحسين سلطان وصالح دكله وارا خاجادور وعزيز الحاج ونوري عبدالرزاق ورحيم عجينة وعامر عبدالله وثابت حبيب العاني وبهاء الدين نوري وعامر عبد الله ويضاف لهم ماجد عبد الرضا وثمينة ناجي و أخرون. وقد قاد الإجتماع عبد السلام الناصري.
كان جوهر خط آب، إعتماد الحزب الشيوعي العراقي لفكرة تقول بأن الإتحاد الإشتراكي، الذي أسسه عارف، شبيهاً لما قام به عبد الناصر في مصر، يمكن أن يبني الإشتراكية على ضوء مجموعة من التأميمات التي سميت بالقرارات الإشتراكية، وشملت جميع شركات الإسمنت والنسيج الكبيرة والزيوت والصابون والسكائر والطحين وشركات زراعية وشركات الاستيراد وجميع المصارف وشركات التأمين. وتقرر ان تكون صناعات الاغذية والملابس وبعض الصناعات ذات الحجوم المتوسطة من نصيب قطاع مختلط وحكومي وخاص وكانت الرساميل الإسمية للصناعات المؤممة لاتزيد بمجموعها عن 26 مليون دينار. كما اعتمد هذا الخط على أن ما شهده حكم عارف بعد التأميمات من تطور يشكل تحولا ايجابياً. لكن أول ما فضح هذا الوهم، تركيبة الحكومة الجديدة التي ضمت فئات مختلفة من الحكام لا يجمعهم برنامج سياسي مشترك او ايديولوجية واحدة.وبدى ان المجتمعين من قادة الحزب الشيوعي لم يراهنوا سوى على مجموعة من الضباط القوميين الناصريين الذين يشاركون في الحكم، والذين رغم وطنيتهم، كانوا معادين شرسين أحياناً للشيوعية. كما إن الغلبة لم تكن لهؤلاء، بل لمجموعة من العناصر الرجعية سواء في السلطة العسكرية أو في داخل الإتحاد الإشتراكي العربي، كانت جميعها معادية للاشتراكية العلمية التي ياخذ بها الحزب الشيوعي وترفض العمل مع القوى الديمقراطية في العراق وتجاهر بعدائها للشيوعية.
ويبدو إن الأمر لم يك عائداً الى الحزب فقط بل الى الموقف السوفيتي من التحولات تجاه الانظمة الحاكمة في مصر والعراق وإعترافه باشتراكية ما في هذين البلدين. وقام الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروشوف بزيارة مصر في التاسع من ايار 1964 للمشاركة في إفتتاح السد العالي، الذي حضره أيضاً، الرئيس العراقي عبد السلام عارف. ورغم إن حكومة عارف لم تكن قريبة من السوفيت، بل ورفض خرتشوف التعامل مع عارف أثناء الزيارة ـ كما ذكر محمد حسنين هيكل ـ الا إن مشاركة الرجلين في الإحتفالات ربما أذابت بعض الجليد، وبمساعدة من عبد الناصر.
مثلت حكومة عارف بالنسبة للسوفيت تقدما جيدا اذا ما قيست مع حكومة البعث المعادية لموسكو، مما دفع بالإتحاد السوفيتي الى تزويد العراق بالمساعدات العسكرية، فساعد ذلك على تقرب عارف من المنظومة الشرقية لارتباط المصالح بينهما. ورحب الحزب الشيوعي العراقي بزيارة خروشوف الى مصر واصفا اياه بصديق العرب.
كما إعتبر الحزب الشيوعي العراقي، تقارب عارف مع مصر الناصرية فعلاً إيجابياً، منذ ان عقد الاتفاق التمهيدي مع مصر في ايار 1964 ، وصار يعير انتباها خاصا لانعكاسات السياسات الناصرية على الوضع في العراق. وجاء ترحيبه الحار بما سميّ بالقرارات الإشتراكية وتشكيل الإتحاد الإشتراكي العربي، حيث اصدر مركز الحزب في بغداد، الذي كان يقوده يومئذ باقر ابراهيم وعمرعلي الشيخ، بيانا في الذكرى السادسة لثورة 14 تموز، رحب فيه بقرارات التاميم، معتبرا اياها خطوة في سبيل تقدم العراق، من شأنها ان تعزز القطاع العام، وتوطد الاقتصاد الوطني، وتضعف مواقع الاستعمار والرجعية. وطالب البيان الحكومة بالعمل على لّم صفوف القوى الوطنية في البلاد محييّاً تشكيل الإتحاد الإشتراكي العربي. كما دعا البيان الجماهير الشعبية وكل القوى الخيرة في البلاد الى الإتحاد ورص الصفوف والتسلح باليقضة من اجل صيانة الاجراءات الاقتصادية التي اتخذت وتعزيزها.
ومن المهم الإشارة أيضاً الى وجود مؤشرات دفعت قيادة الحزب لذلك ، حسب ماذكره حنا بطاطو في كتابه العراق، منها تعمق الروابط بين القاهرة وموسكو والمصادقة الايديولوجية التي حصل عليها نظام عبد الناصر من المنظريين السوفيت (التحول اللارسمالي)، واطلاق سراح السجناء الشيوعيين المصريين، وتحسن العلاقات العراقية السوفيتية، واسئتناف تزويد العراق بالسلاح السوفيتي الذي كان قد انقطع نتيجة لتنكيل البعثيين بالشيوعيين، واخيرا التوجه الناصري الواضح لبغداد، الذي بلغ ذروته باجراءات التأميم التي اتخذت في منتصف تموز. كما كان منها توقف العمليات العسكرية ضد الاكراد أبتداءً من 10 شباط 1964، وهو مارحب به نيكيتا خروشوف وإعتبره خطوة محسوبة لتعزيز هيبة الجمهورية العراقية في اعين شعوب العالم، وما تركه ذلك من تأثير داخل الحزب، لاسيما مع تعزز مكانة ودور منظمة إقليم كردستان، التي نجت من مجازر شباط 1963.
وكان موقف الحزب الشيوعي نابعاً من مدى تأثير هذه العلاقات في تحسين الأوضاع السياسية الداخلية في البلدان النامية، خاصة تلك التي إنتهجت إجراءات التأميم. وكما كانت قرارات التأميم غير مدروسة، وأضرت بالأقتصاد الوطني لهذه البلدان، فإن تقييمها الإيجابي والانجرار وراء الضغوط السوفيتية للتقرب من تلك الانظمة، اوقع الحزب الشيوعي العراقي في خط آب المهادن لحكم عارف وفي تخبط القيادة حينها بين سياسات يمينية واخرى يسارية متطرفة.
لقد أثار خط آب سخطاً كبيراً في القاعدة الحزبية، التي إعتبرته تقارباً مع جماعة لازالت ايديها ملطخة بدماء الحزب والشعب. ومُزق واحًرق بيان الحزب بشكل ملفت من قبل اعضاء ومناصري الحزب في بعض محافظات العراق.
لقد تجاوز خط اب المبادئ الإساسية التي تقر بالدور الطليعي للطبقة العاملة وحزبها في الثورة والسلطة ومفهوم الإشتراكية العلمية. ويشير تقرير الكونفرس الثالث 1967 الى إن خط اب قد رافقه التبشير بافكار كانت بمثابة التبريرات الفكرية التي تؤدي الى تصفية الحزب في مستقبل لاحق. فالتصفوية كما يقول لينين لاتعني فقط تصفية (حل وتدمير) الحزب القديم للطبقة العاملة، انها تعني ايضا تدمير الإستقلال الطبقي بواسطة الافكار البرجوازية.
ويعزي موضوعة الانحراف اليميني في خط الحزب( حزيران 1964 الى نيسان 1965 ) الى مجموعة من الاسباب، (فقد اعتمدت تقديرات وسياسة حزبنا في اواسط عام 1964 على نظرات ذاتية ولا طبقية، انعكس ذلك على تحديد الموقف من نظام الحكم في العراق وتحليل طبيعة وتقدير اتجاهاته وتناقضاته وكذلك مايتعلق ببحث موضوع الوحدة العربية والموقف من الحركات القومية).
لقد جاء خط آب في وقت كان الحزب فيه يعيش ظروفا صعبة، حيث لم تمض عن مجزرة شباط، غير سنة ونصف، وكانت الدماء حارة لم تجف بعد، ووضع الحزب مشتت و التنظيم ضعيف. ويصف عزيز سباهي الظروف المعقدة تلك في عدة نقاط اساسية ، لولاها لكان بالامكان تلافي هذا الخط الذي وضع الحزب باسوء حالة طيلة سنوات نضاله.
- ان هذا الخط رسم في وقت كانت فيه القاعدة الحزبية ذات مزاج حاد يميل الى التطرف في يساريته بفعل ماأورثه اياها إنقلاب شباط من نقمة على الحكام القوميين. وكان طبيعيا ان ترفض هذه القاعدة الدعوة الى مد اليد الى من شاركوا حزب البعث جرائمه ضد الحزب، او حرضوه عليها من امثال عبد السلام عارف وطاهر يحيى ورشيد مصلح وامثالهم.
- جاء الخط معاكسا تماما لما تثقف به اعضاء الحزب من مفاهيم ومبادئ تؤكد جميعها على ان الطبقة العاملة هي التي تبني الإشتراكية.
- لم يعط الحكام القوميون، على اختلاف مدراسهم، أية مؤشرات عن تراجعهم عن مفاهيمهم اللاديمقراطية السابقة بشأن الوحدة، لتتلمس الجماهير صدق نواياهم بشأن مايطرحونه الان.
- لقد اغرق التقرير في تفاؤله (تقرير اللجنة المركزية والخط السياسي)، وبنى كل هذا التفاؤل على مايقال عن روح العصر وانتصارات الإشتراكية وميل موازين القوى العالمية لصالح الإشتراكية، والمبالغة في التطورات الإجتماعية التي اقدمت عليها الجمهورية العربية المتحدة وتحول عبد الناصر الى جانب الإشتراكية، ودون ان يقدم دليلا جديا على تراجعه عن مواقفه السابقة المناوئة للحركة الشيوعية في العراق.
- كانت مفاتيح الوضع كلها بيد عبد السلام عارف (رئيس الجمهورية) وهو شخص متقلب رجعي الفكر ولايؤمن بالإشتراكية.
اضافة الى كل ماتقدم لم يكن من حق اربعة عشر شيوعيا جلهم كان يعيش في خارج البلاد، ولم يكونوا على تماس مباشر بقاعدة الحزب ودراية كافية بمشاعرهم وبمشاعر الجماهير الواسعة، إن ينفردوا بصوغ خط سياسي جديد تماما، ودون ان يحاوروا هذه القاعدة الحزبية ويستأنسوا برأيها في اية صورة من صور الشرعية الحزبية. لقد رسم هذا الخط دون اي اعتبار للديمقراطية داخل الحزب، وكان ذلك خطأ كبيراً دفع الحزب ثمنه غاليا.
ورغم إن الكثير من الشيوعيين العسكريين المسرحين كانوا يضغطون باتجاه العمل العسكري الحاسم، حيث واصلت اللجنة المركزية تنفيذ السياسة الجديدة، وعلى يد أبرز أعضائها صالح دكله وارا خاجادور وحسين سلطان وناصر عبود وتبعهم مهدي الحافظ وبهاء الدين نوري وبعدها عامر عبد الله وعبد السلام الناصري وغيرهم.
وفيما كان هؤلاء يثقفون القواعد الحزبية على ضوء السياسة الجديدة، صعد المعارضون من لهجتهم ودورهم في افشال هذا الخط ونشروا مقالات بهذا الخصوص. واعتقد ان الظروف الذاتية والموضوعية كانت غير مهيئة لاتخاذ مثل تلك القرارات، حيث نشأ وضعا عالميا جديدا، عمت فيه اوربا وامريكا الاتينية ميولاً نحو اليسار ونشات بؤر جيفارية في امريكا اللاتينية وافريقيا، خاصة بين الطلبة والعمال كما نشطت المنظمات التروتسكية....الخ. وفي نفس الوقت تكونت مجاميع وكتل ضد هذا النهج حيث اصدر بعض من أسموا أنفسهم بالثوريين في براغ كراسا ضمنوه رفضهم للخط وسموه بأسم (لفيف من الثوريين). وفي بريطانيا وقفت اللجنة الحزبية التي تقود الشيوعيين العراقيين هناك وفي مقدمتهم خالد احمد زكي ضد هذا الخط. وقام زكي بالإتصال بعزيز الحاج، الموجود حينها في براغ عارضا عليه الانفصال عن الحزب بالاستناد الى منظمة الحـــــزب في لندن.
وفي داخل العراق، أعلنت مجموعة من الكوادر الخروج من الحزب وتكوين كتلة (سميت فريق من الكادر) بقيادة ابراهيم علاوي ( نجم محمود) وعارضت خط اب بشكل صريح، وجرت منازعات مع مجموعة من الكوادر الذين دافعوا عن خط اب (أبرزهم حسين جواد الكمر وبيتر يوسف، اللذان ساهما بعد عامين في الخروج من الحزب وتكوين ما عرف بالقيادة المركزية).وخرجت ايضا مجموعة اخرى أطلق عليها اللجنة الثورية وهم اغلبهم من قاعدة الحزب وحاولت الاتصال مع العسكريين المتقاعدين وكان ابرزهم العقيد سليم الفخري الذي انضم لهم. كما تشكلت مجموعة الكفاح المسلح بقيادة امين الخيون الاسدي وهو فلاح ابن كبير العشائر في الجبايش .
ونشير هنا الى ان بعض القيادات الذين ساهموا في اجتماع براغ، قد تغيرت افكارهم بعد رجوعهم الى الداخل، حيث ساهموا في اجتماع نيسان 1965، ومنهم عبد السلام الناصري وعامر عبد الله وارا خاجادور وحميد الدجيلي وناصر عبود وتوفيق احمد وصالح دكله وحسين سلطان وبهاء الدين نوري وجاسم الحلوائي، ذلك الإجتماع الذي اقر الاسلوب العنفي كأسلوب رئيسي للنضال (تحفظ بهاء الدين نوري على ذلك وطلب بطرح البديل وهو اقامة حكومة ائتلاف وطني ديمقراطي). ويعود تخلي هؤلاء العائدين من الخارج عن سياسة خط آب الى ما وجدوه من تغير في مزاج اعضاء وكوادر الحزب وسخطهم على نهج الحزب. ولهذا قرروا التخلي عما توصلوا اليه في براغ قبل شهوروشرعوا يعيدون النظر في خطابهم السياسي الى الشعب. بل و زاد من حماستهم في هذا الشأن عودة حكومة عبد السلام لشن الحرب على الشعب الكردي في اذار 1965 ودخولها في مباحثات مع شركات النفط للمساومة معها، واصدارها لأحكام أعدام جديدة ضد عناصر وطنية بدعوى انها قاومت إنقلاب شباط، وكانت يومها نزيلة سجونها طوال هذا الوقت.وهكذا راحت السياسة تتغير وإنعكس ذلك في صحافة الحزب التي اخذت تجري تعديلا في خطابها من النظام ومن استمرار الاعتقالات والإعدامات.
رافق هذا التغيير تشكيل لجنة من ثلاثة قيادين، عامر عبد الله وبهاء الدين نوري وارا خاجادور، للاعداد الى تقرير يطرح على اعضاء الحزب القياديين وكوادر الحزب. وطالب المشروع الجديد بأسقاط الحكم الدكتاتوري العسكري والدعوة الى اقامة حكومة ائتلاف وطني ديمقراطي، تنهي الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها البلاد وتصفي مخلفات إنقلاب شباط وتحقيق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان. وجرت مناقشة هذا التقرير وتعديله على ضوء اراء ومقترحات الكادر (بين 150 الى 200) من كوادر الحزب الإساسية.
و في 18نيسان عام 1965، عقد اجتماع لقيادة الحزب وبعض الكوادر الحزبية في بغداد. وقرر المجتمعون رفض نتائج اجتماع براغ وافكاره والسياسة التي تبناها، واصدروا تعميما داخليا يدعو للاطاحة بالنظام الدكتاتوري العارفي واقامة ائتلاف وطني مؤقت يضم ممثلين عن كل الأحزاب والجماعات الوطنية والمعادية للامبريالية ويهدف الى ايجاد حياة دستورية برلمانية ونظام منبثق من ارادة الشعب. ومضى الإجتماع ليؤكد على أن الحزب الشيوعي حامل الرسالة التاريخية للطبقة العاملة، وأنه وجد ليبقى، وان تجربة الإتحاد الإشتراكي العربي في العراق قد فشلت.
كما اشارت قيادة الحزب في ذلك البيان الى سياسة النظام الديماغوجية، فعلى الرغم من كل الضجيج المثار عن الإشتراكية فأن سياسة السلطات تتناقض سياسيا واقتصاديا وايديولوجيا مع ابسط مفاهيم ومتطلبات البناء الاشتركي. ودعا البيان الناصريين الى الانسحاب من الحكومة والانضمام الى صفوف المعارضة الشعبية. ويشير بهاء الدين نوري الى ان الإجتماع اكد على اساليب الكفاح وتحديد اسلوبه العنفي باعتباره الاسلوب الرئيسي للنضال.
اشتدت الدعوة بين اوساط الكادر الحزبي الى التحول من النشاط السلمي الى العمل العنيف والمسلح، لاسيما بعد اجتماع نيسان والاقرار بخطأ خط اب. وقد عقد اجتماع موسع في 9-10 تشرين الاول 1965لابرز كوادر الحزب في الداخل، بمن فيهم اعضاء اللجنة المركزية الموجودون في العراق وممثلون عن اللجان الإساسية لبغداد والفرات الاوسط والمنطقة الجنوبية وأقليم كردستان، وذلك في دار لم يكتمل تشيدها بعد في حي جميلة ببغداد. دام الإجتماع ثلاثة ايام وحضره 25 من كوادر الحزب المتقدمة، كان من بينهم سبعة من اعضاء اللجنة المركزية هم بهاء الدين نوري وعبد السلام الناصري وعامر عبد الله وصالح دكله وارا خاجادور وناصر عبود وحسين سلطان. كما حضر ستار خضير وجاسم الحلوائي وكاظم فرهود وعبد الامير عباس وكاظم الصفار وابراهيم الياس و خضر سلمان وبيتر يوسف وكاظم جواد وماجد عبد الرضا وعدنان عباس وشاكر محمود وحسين جواد الكمر وحمد الله مرتضى وحميد الصافي وزين العابدين رشيد وهمام عبد الغني وعباس محمود. وطرحت في الإجتماع اهم قضيتين، الأولى تحديد الخط السياسي اللاحق للحزب واختيار الاسلوب الانجع للاستيلاء على السلطة والثانية إختيار قيادة الحزب. لقد درست مسألة العمل الحاسم اي استيلاء الحزب على السلطة بشكل صريح، وادت المسألة الى جدل حاد ومرير. وفي النهاية اتخذ الإجتماع الموسع ستة قرارات جاء نص الثالث منها كالتالي: من الضروري التشديد مرة اخرى على طريقة النضال التي تبناها الحزب والتي تعتمد على الدور الحاسم لخط "هاشم" (وهو الاسم السري للقسم العسكري للحزب) في الاطاحة بالسلطة الحاكمة وسيجد خط (هاشم) له دعما في اجراءات ثورية اخرى سيتخذها الحزب وفي العمل الشعبي الحيوي في ميادين مختلفة (حنا بطاطو عن مقتبس رسالة كانون الاول 1965).
كما أدان المجتمعون خط اب بشكل علني. وناقشوا مسألة اسقاط عضوية المكتب السياسي واللجنة المركزية عن بعض كوادر الحزب الشيوعي ومنهم كادر الخارج بأستثناء عزيز محمد. كما أقر الإجتماع العمل الحاسم بأغلبية كبيرة، وتشكيل وحدات مدنية عسكرية لدعم الإنقلاب المزمع تفجيره. وسمّي هذا التنظيم بخط حسين. كما تقرر دعم القوى الاخرى من الكرد والقاسمين والقوميين (راجع جاسم الحلوائي محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي دار الرواد المزدهرة بغداد ص 218-219 ).
ويشير عضو اللجنة المركزية رحيم عجينة الى (لم يدم نهج الحزب الذي اقر في اب 1964، فقد تم التخلي عنه في نيسان 1965 في اجتماع موسع للجنة المركزية والكوادر الحزبية الموجودة في العراق. قام هذا الإجتماع بدور موحد في الحزب، ولكنه لم يلغ الخلافات، ولم يقتلع جذور الافتراق وأفكار الانشقاق الفكري والتنظيمي الموجود داخل الحزب والتي تبرز للسطح عند الانتكاسات).
المصادر
عزيز سباهي عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ج3
حنا بطاطو الشيوعيون والبعثيون والضباط الاحرار ج3
سيف عدنان القيسي الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر 1968 -1979
الوثائق التقييمية لمسيرة الحزب الشيوعي العراقي النضالية اعداد وتقديم علي محسن مهدي
عزيز الحاج شهادة للتاريخ
عزيز الحاج مع الاعوام
رحيم عجينه الاختيار المتجدد
بهاء الدين نوري سكرتير الحزب الشيوعي السابق
تقارير اجتماعات اللجنة المركزية
صحيفة الاخبار اللبنانية 1965