يشكل صلاح المعلم ورصانة المدرسة ركائز موثوقة لبناء الأجيال ورقي المجتمعات. وقد كان للمعلم في العراق، بفضل ما أتصف به أداؤه مهنة التعليم النبيلة من حرص وإخلاص وإتقان، إسهام مميز تربويا وفي تشييد صرح نظام تعليمي متقدم على مستوى المنطقة، ومستوى بلدان العالم التي تقارب في تطورها العراق، وهو النظام الذي كان موضع فخر للعراقيين وإشادة على الصعيد العربي.  ومن يستعرض تاريخ العراق المعاصر ومسيرة النضال الوطني والتحرري لشعبنا، يلاحظ  بجلاء دور المعلم والمعلمة في غرس القيم الوطنية، ونشر أفكار التنوير، وبث الوعي في مختلف أوساط المجتمع  في مدن العراق واريافه.

واليوم ونحن نحتفي بالمعلم في عيده، لا بد أن نستذكر ونستحضر معاناة معلمينا الشديدة في تدبير شؤون حياتهم والنهوض بمهماتهم التربوية والتعليمية، ايام الدكتاتورية وسياساتها في فرض هيمنة الفكر الواحد، وفي التمييز، وزج البلاد في حروب  عبثية جرّت عليها العقوبات الدولية الجائرة والاحتلال وانهيار بنى الدولة ومؤسساتها، مما الحق أفدح الأذى بالمعلم وبمجمل أركان النظام التربوي والتعليمي. وقد فشلت الحكومات المتعاقبة منذ 2003 في معالجة ذلك، وفي توفيرالدعم اللازم لانشاء البنى التحتية الضرورية للعملية التعليمية والتربوية، ولتمكين المعلم من اداء مهمته بالصورة المثلى.

  اننا إذ نحيي جميع المعلمات والمعلمين في يومهم، ونشيد بجهودهم ونشد على أياديهم، نؤكد تعويلنا على دورهم كمصدر إشعاع للوعي والتنوير، وفي البناء السليم للأجيال الجديدة علميا وفكريا وثقافيا. وفي الوقت عينه نشدد على منح التعليم الأولوية في موازنات الدولة، لتأمين الحق الدستوري في التعليم لجميع أبناء شعبنا، ولتحسين ظروف حياة وعمل المعلم وتعزيز مكانته، والعناية بتطوير قدراته وضمان مواكبته أحدث التطورات في المجالات العلمية والتربوية.

كذلك ندعو إلى اليقظة إزاء الآثار بالغة الضرر على مستقبل البلاد، الناجمة عن اعتماد قوانين السوق ومعايير الربح في مجال التعليم. 

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

اول آذار 2021