عامر عبود الشيخ علي
ضيّف "منبر ساحة التحرير"، احد منصات الاحتجاج في شارع السعدون، أول أمس الاحد، القائد النقابي عدنان الصفار، الذي تحدث في ندوة حول "انتفاضة تشرين ودور الحركة النقابية".
الندوة التي أقيمت في الهواء الطلق، حضرها عدد كبير من المنتفضين الشباب، فيما استهلها الضيف بالحديث عن الشريحة الشبابية، باعتبارها تمثل أساس الحركة النقابية وقوتها، مبينا ان شعارات الانتفاضة الاساسية تعكس في جوهرها تطلعات هذه الشريحة من حيث توفير فرص العمل والقضاء على البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي للبلد، وأن هذه المطالب تشكل قضايا محورية في انتفاضة تشرين.
واضاف الصفار متحدثا عن الحركة النقابية في العراق، موضحا أن لهذه الحركة تاريخا حافلا بالنضال، من خلال مشاركاتها في الحركات الاحتجاجية والثورية منذ قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921، ودورها الأساسي في تنظيم الاضرابات والتظاهرات في بعض المشاريع والمؤسسات المهنية التي تأسست آنذاك.
وتابع متناولا نضال الحركة النقابية في سبيل حقوق الطبقة العاملة، ومعرجا على الرواد الأوائل الذين ناضلوا من أجل تثبيت دعائم الحركة النقابية العراقية التي تأسست عام 1929.
واشار إلى انه في البداية تأسست "جمعية أصحاب الصنائع" من قبل الراحل محمد صالح القزاز، مبينا أن هذه الجمعية كان لها دور كبير في الاهتمام في قضايا المجتمع وسائر أبناء الشعب، وانه لولا هذا الارتباط بين الجمعية والشعب، لم يكن للحركة النقابية أن تنهض.
وأضاف الصفار قائلا: "نعلم ان الطبقة العاملة هي اوسع شريحة في المجتمع واكثرها تعرضا للاضطهاد الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي ان العمال في الصدارة من حيث القيمة النضالية لعملهم وحياتهم ومشاركتهم في القضايا الوطنية"، مؤكدا انه "لولا حراك الطبقة العاملة لم يكن هناك قانون عمل في العراق. فنتيجة لحراك هذه الطبقة ونضالها، شرع قانون العمل رقم (72) لسنة 1936، اضافة الى انضمام العراق الى منظمة العمل الدولية عام 1932".
ولفت إلى أن العراق شهد بين عامي 1948 و1958 ما لا يقل عن 60 اضرابا واعتصاما للنقابات المختلفة، مبينا أن تلك الحركات ساهمت في التمهيد إلى ثورة 14 تموز 1958، وأن ذلك يعكس الدور الكبير للطبقة العاملة في أحداث الثورة.
وأشار الضيف إلى أن الحركة النقابية تعرضت بعد انقلاب 8 شباط الدموي 1963 إلى القمع على أيدي الأنظمة الدكتاتورية.
ثم عرّج على واقع الحركة النقابية بعد 2003، وقال: "كنا نأمل ان ينتقل شعبنا إلى مرحلة أفضل، تتجسد فيها الديمقراطية. فقامت الكوادر النقابية المغيبة عن العمل النقابي بالعودة إلى عملها، رغم ما واجهته من قمع على يد الاحتلال الأمريكي"، مشيرا إلى أن الاحتلال قام في شهر حزيران من العام 2003، بإغلاق مقر النقابة الذي تأسس في "كراج العلاوي" ببغداد، وعلق لافتة مكتوب عليها "لا للنقابات".
وتابع مستدركا: "لكن الحركة النقابية اثبتت وجودها وانشأت قواعدها، لتواجه بعدها معاناة أخرى، نتيجة السياسات الخاطئة للكتل المتنفذة والمهيمنة على السلطة، التي طبقت أفكار صدام حسين ونظامه الفاشي نفسه على الحركة النقابية. إذ لم تسمح بمزاولة العمل النقابي في القطاع العام".
وأضاف الصفار انه "رغم ذلك استطاعت الحركة العمالية ان تحصل على بعض المكاسب التي تعتبر بداية للانطلاق نحو مرحلة قادمة"، ذاكرا من بين هذه المكاسب سن قانون العمل رقم 37 لسنة 2015.
وتخللت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها القائد النقابي عدنان الصفار بإسهاب.