غالي العطواني

احتفى الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، بأحد رواد الحداثة والتجديد في المسرح العراقي د. صلاح القصب، الذي أجاب عن نحو 50 سؤالا حول المسرح.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، حضرها نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق مفيد الجزائري، وجمع من الفنانين والمثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن المسرحي.

أدار الجلسة رئيس الملتقى د. صالح الصحن، واستهلها بطرح جملة أسئلة على المحتفى به، تمحورت حول التأليف والإخراج المسرحيينوالشكل والصورة، وغير ذلك من المفاهيم الفنية، وأسئلة أخرى تتعلق بمسيرته المسرحية.

وفي معرض إجاباته عن الأسئلة، تطرق د. القصب إلى الشخصيات الفنية والأدبية التي يراها محفورة في ذاكرته، أمثال الشاعر والباحث خزعل الماجدي، الروائي علي بدر، الموسيقار نصير شمة والمعمارية زها حديد، واصفا هؤلاء بأنهم "الضياء الذي أراه هناك".

وجوابا عن سؤال حول "النص الكوني" طُرح عليه من قبل مدير الجلسة، أشار إلى ان هذا النص يتألف من "حزم من الشعر والفلسفة والتشكيل، وهو سيميائي حركي طقوسي شعائري سحري، يعتمد على توليد حزم من المفردات البصرية التي تتحرك بدورها لتصبح رموزا وايقونات دالة، تساهم في خلق المعنى وانشغالاته السياقية ومستلزماته التداولية".

ومن المفاهيم المسرحية التي ألقى المحتفى به الضوء عليها، مفهوم "مسرح الصورة"، معرجا على جذوره وبداياته وأهم من اشتغل وفق هذا الاسلوب المسرحي.

ثم استذكر أبناء جيله من المسرحيين الرواد، أمثال فاضل خليل، فاضل السوداني، عقيل مهدي، عوني كرومي، جواد الأسدي، ، عزيز خيون، إسماعيل خليل وفاضل الكعبي.

وسلط د. القصب، في إجاباته عن الأسئلة المطروحة، الضوء على الفن السينمائي، وعن الفرق بينه وبين الفن المسرحي، مشيرا إلى بعض الجوانب التي بإمكانها التقريب بين هذين الفنين، بعد تقلص المسافة بينهما.

كذلك أجاب عن أسئلة تتعلق بالمسرح العالمي، واصفا الأعمال المسرحية العالمية، مثل مسرحيات وليم شكسبير: "هاملت" و"العاصفة" و"الملك لير"، بأنها "أحلام جميلة عالقة في مخيلة المسرح العالمي".

وتطرق المحتفى به، خلال إجاباته عن الأسئلة المطروحة، إلى العديد من المفاهيم المرتبطة بالفن المسرحي وأدواته وتقنياته، مثل "النص"، "المخيلة"، "السريالية"، "مسرح الخفاء" و"الحيز والفراغ" و"المسرح الافتراضي".

كما عرّج على التجارب المسرحية الأكثر جرأة في الوطن العربي، مؤكدا أنها التجارب التونسية المتمثلة في أعمال محمد ادريس وفاضل الجمايلي. بينما تناول حدود التقنيات الرقمية في إظهار مسرح الصورة، مؤكدا أن هذه الحدود تحددها البرمجة والتكنولوجيا الآلية.

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات وشهادات حول مسيرة المحتفى به وتجربته المسرحية، كان بينهم الرفيق مفيد الجزائري، د. عقيل مهدي، الفنان غالب جواد، الفنان طه رشيد والفنان محمد عطا سعيد.

وفي الختام قدم الرفيق مفيد الجزائري باقة ورد إلى الفنان المسرحي د. صلاح القصب، فيما سلمه د. عقيل مهدي لوح الجواهري.

عرض مقالات: