تتزايد الشكاوى من قبل المؤسسات التعليمية من تدني مستوى التعليم في العراق وزيادة نسبة الرسوب، اضافة الى ظاهرة تسرب الطلبة من المدارس وعزوف البعض الآخر عنها.

ولغرض الوقوف على هذه الظاهرة المؤلمة كان لنا لقاء مع عدد من التربويين والتدريسيين والمهتمين بالشأن التربوي:

  • محمد حسين فاضل (مدرس) قال: يعود هذا السبب الى عدم توفر الكتب المدرسية والمتطلبات الاخرى في وقت مبكر من السنة الدراسية مع تشدد بعض المدرسين في وضع اسئلة البكالوريا يصاحبه تشدد المصححين في التصحيح وعدم تلاؤم المناهج بما ينسجم مع احتياجات المجتمع واستعدادات الطلبة وكثيرا ما يستبدل المدرس أكثر من مرة خلال السنة الدراسية وهذا له اثره السلبي في اضطراب العملية التعليمية، مع نقص عوامل التوجيه والارشاد في المدارس وضعف قدرة بعض الطلبة على الاستيعاب والتحصيل، ما يدفعهم الى ترك الدراسة والاتجاه الى العمل.
  • بلقيس حسن كاظم (مدرسة) اضافت: ان افتقار المناهج الى التشويق والنقص في الابنية المدرسية ادى الى ازدواج المدارس، وحشد عدد كبير من الطلبة في صفوف ضيقة فيدفع الطلبة الى التهرب عن المدرسة لعدم وجود فعاليات او ساحات للنشاطات الطلابية، ويصاحب ذلك عدم اختيار مديري المدارس وفق اسس وشروط معينة وكذلك عدم الاهتمام باعدادهم وتدريبهم اثناء الخدمة مع عدم تطور المناهج والكتب بما يتناسب والتقدم العلمي السريع مع كثرة تغيب الطلبة عن الدوام الرسمي، وكلها اسباب لرسوب الطلبة.
  • نرجس علي صدام (مرشدة تربوية) تعلل تدني المستوى التعليمي بضعف الكفاءة العلمية والفنية لبعض المدرسين مع عدم الاعتماد على اسس علمية وتربوية عند وضع الاسئلة الامتحانية، اضافة الى تأثر تصحيح الدفاتر الامتحانية بعوامل ذاتية تخص المصحح وظروفه النفسية مع ازدواجية المدارس التي لا توفر فرصة العناية الصحيحة بالطلبة لتحقيق الاهداف المطلوبة مع ضعف جهاز الاشراف التربوي في متابعة المستوى العلمي وتقويم العملية التربوية لتحديد الصعوبات ومعالجتها مع قلة المختبرات المدرسية والوسائل التعليمية وعدم استقرار المنهج والاختلافات في عرضه وضعف ترابط المناهج الدراسية مع بعضها.
  • مشتاق حسن رسن (معلم) يوعز المشكلة الى ضعف وعي الطالب بأهمية التفوق والمواظبة والنجاح وعدم استثمار الوقت بالشكل الذي يحقق اهداف العملية التربوية يصاحبه تركيز الطالب في متابعته المنهج الدراسي على عدد من الدروس التي يعتقد انها مهمة في نظره من بقية المواد الاخرى، كذلك الخوف من عدم النجاح لضعف مستوى التدريس قياسا الى صعوبة الاسئلة يصاحبه عدم الاستعداد الجيد للامتحان مع ظروف عائلية واجتماعية وصحية اضافة الى تدهور الوضع الاقتصادي والمادي للاسرة وانعكاسه على الطلبة، والامر المهم الآخر هو تردي المستوى الثقافي للأب.

* كوثر عزيز سالم (محامية): ترى ان اسباب الرسوب هي اهتمام المدرس بفئة معينة من الطلبة المتفوقين، وهذا التمييز بين الطلبة على اساس مستوياتهم العلمية يثير الشعور بالنقص عند المتأخرين دراسيا ويبعدهم عن المساهمة الفعالة داخل الصف مع قلة اهتمام من المدرس وهذا الامر يبعث الارتباك في المتعلم ويؤدي الى هبوط مستوى تحصيله الدراسي، اضافة الى عدم توفر الكتب الملائمة في المكتبة المدرسية التي يحتاجها الطالب لغرض زيادة معلوماته المرتبطة بالمنهج. ولكن الملاحظ ان المكتبة لا تتوفر فيها مراجع ذات صلة بالمنهج فيضعف اهتمام الطالب بها.

  • صبا فاضل حسن (طبيبة اسنان): ان ضعف الطالب في درس معين يمكن اعتباره من الاسباب العامة للرسوب، فبالرغم من المستوى التحصيلي الجيد للطالب في معظم الدروس الا ان ضغطا في مادة دراسية واحدة تؤدي الى الرسوب بسبب التعليمات والانظمة المدرسية والتي لا تسمح للطالب بالانتقال الى الصف الاعلى في حالة الرسوب بدرس واحد فقط واعادة سنة دراسية اخرى وبجميع الدروس دون مبرر مع صعوبة بعض المواد الدراسية ويبدو ان بعض الطلبة يجدون صعوبة في فهم قسم من المواد الدراسية قياسا الى قدراتهم. وقد يكون اسلوب تقديم المادة في الكتاب المدرسي غير مفهوم او ان طريقة التدريس غير ملائمة فيشمل الطلبة بصعوبتها ويصاحبه كثرة التغيير في بعض الكتب المدرسية.

ومن المعلوم ان التطورات الحديثة في مجالات العلوم كافة تقتضي تغييرا في الكتب المدرسية لمواكبة هذا التطور وتعريف الطلبة بأحدث المعلومات والحقائق، ولكن التغيير يتطلب تهيئة مستلزمات مادية وبشرية وعند عدم توفرها تتأثر العملية التعليمية والمستوى العلمي للطالب، كما ان اعتماد المدرسين على اسئلة وتمارين الكتاب المقرر فقط يؤدي الى الملل لدى الطلبة.

  • عبد الكريم محمد هلال (مشرف تربوي متقاعد): من الملاحظ ان اغلب الطرائق المستخدمة في التدريس تؤكد على الحفظ دون تطبيق علمي لما يدرس، كذلك قلة اهتمام المدرسين بما يعانيه الطلبة من مشكلات مدرسية، فقد يواجه الطلبة بعض المشكلات المدرسية تتصل بالادارة والمدرس وقلة الاهتمام بالمدرسة وكذلك الانصراف الى مساعدة الوالدين في اعمالهم، بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية فيضيق المجال امامه لتأدية واجباته المدرسية. كما ان اغلب المدارس تعتمد على المحاضرين، الامر الذي يسهم في حرمان الطالب من فرص التعليم الجيد نظرا لضعف كفاءة المحاضر وعدم مسؤوليته المباشرة عن نسب الرسوب، كذلك عدم اكمال المناهج المقررة حيث يزداد تأثيرها السلبي، إذ تتركز الاسئلة الامتحانية حول موضوعات تقع في الفصول الاخيرة من المنهج يصاحبه ضعف الكفاءة العلمية لبعض المدرسين حيث ان مستوى الطالب يتأثر بالمعلومات التي يحصل عليها من المدرس مباشرة فكلما كانت ضيقة ومحددة بالكتاب المقرر، اثرت على مستواه العلمي وساهمت في قلة ادراكه للمادة الدراسية.
  • حسام عبد الرسول (مدير عام) قال: ضعف القابلية على الحفظ، حيث تتطلب اغلب المواد الدراسية قدرة على الحفظ ولكن هناك عوامل تؤثر في قابلية الطالب على الحفظ كالتداخل والتزاحم مع عدم توفر الجو الدراسي الملائم في البيت لعوامل وظروف اجتماعية وبذلك لا يستطيع الطالب ان ينجز الواجبات الدراسية بدقة وعناية.
  • شروق عادل سلام (فيزياوية) قالت: ان توجه الطلبة الى الاهتمام بالمهن الحرة حيث يمر العراق بمرحلة التنمية الشاملة في مجالات الحياة كافة وفتحت آفاق العمل للجميع وباجور مغرية مما قد يقلل من اتجاه الطلبة نحو الدراسة وتفضيل المهن الحرة، كذلك كثرة الشواغر خلال السنة الدراسية التي تعانيها معظم المدارس وكذلك سوء العلاقة مع المدرسين، وقد يكون لعلاقة الطالب الجيدة مع المدرس الاثر الكبير في ميله نحو الدراسة وحب المدرسة، لينعكس ذلك على استيعاب الطالب للمواد الدراسية وعلى مستواه العلمي، وبعكسه فسينخفض مستوى الطالب العلمي ومن ثم الرسوب.
عرض مقالات: