بدعوة من مؤسسة روزا لوكسمبورغ التابعة لحزب اليسار الألماني، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، زارت ألمانيا، كاسادي فنديلي، وهي ناشطة نقابية معروفة، وإحدى المتحدثات باسم حركة "مسيرة النساء"، التي استقبلت دخول الرئيس الأمريكي إلى البيت الابيض في كانون الثاني 2017 بمسيرات احتجاجية حاشدة شملت العديد من المدن الأمريكية، بما في ذلك العاصمة واشنطن. وفي حوار مع جريدة نيوز دويجلاند الألمانية، دعت المناضلة الأمريكية إلى توحيد حركات اليسار في الولايات المتحدة الامريكية. فيما يلي خلاصة للموضوعات التي طرحتها كاسادي فنديلي:
ترامب والحركة النسوية
شددت فنديلي على إن الحركة النسوية الأمريكية، ليست حركة للنضال ضد ترامب، فأهدافها تتعدى ذلك بكثير. وبالطبع لا يحمل ترامب، مقارنة برجال السياسة البيض في الولايات المتحدة الكثير من الاحترام للمرأة، وهو لم يخترع العنصرية والعداء للأجانب، بل يستخدمها كأدوات لإدامة سلطته. لقد كان عام 2017 صعبا للغاية ومرهقا، لان ترامب بدأ بشن هجوما على مصادر رزق الناس والحق بهم ضررا كبيرا. ويمكن هنا الاشارة إلى عمليات تشتيت العوائل، وترحيل الشبيبة المولودة والناشئة في الولايات المتحدة، قسرا إلى بلدان لا تعرفها، في سياق سياسة الهجرة التي تبناها ترامب. وفي السياسة الصحية، يركز ترامب على الغاء إصلاحات الرعاية الصحية المتواضعة التي تبناها سلفه اوباما. وبالنسبة للنساء، ومن منطلقات رجعية متعصبة، يعمل على جعل وسائل منع الحمل أكثر صعوبة. إن هناك غالبية من السكان تشاطر اليسار موقفه، في إن الرعاية الصحية حق اساسي للإنسان.
الحركة النسوية في الولايات المتحدة
تمتلك الحركة النسوية هيكلية تغطي الساحة الوطنية، وتم بناء منظمات غير ربحية، وهي ممثلة في عموم البلاد، بما في ذلك المناطق الريفية. ويجري العمل على بناء وتعزيز التضامن المتبادل، وتكثيف السخط المتنامي. ولا يجري اعتماد هيكلية تنظيمية هرمية، تملي على القواعد ما يجب فعله. والقاسم المشترك هو مبادئ الحركة السياسية. والقائمة على مبدأ "حقوق النساء هي حقوق الانسان، وحقوق الانسان هي حقوق النساء". وفي هذا السياق يجري العمل على تجميع كل القوى المناضلة ضد الاستبعاد والعنصرية، والاضطهاد الجنسي، وفي سبيل الدفاع عن حقوق العاملين والحفاظ على البيئة. باختصار هناك ضرورة للتنظيم والتأهيل والمقاومة.
هناك من ينتقد ترامب علنا، ولكنه يركز في نقده على التفاهات، ويبتعد عن نقد جوهري للجوانب الرجعية في سياسته، بما في ذلك تجاوزاته على اجهزة الدولة الأمنية، ومحاولاته إخضاعها لتفرده. ومن المثير للقلق، أن العديد من الناس الذين يجب أن يتمردوا ضده في الحقيقة لا يفعلون ذلك. وبالتالي فان ولاءهم للرئيس غير مفهوم.
توحيد حركة اليسار
كانت حملة بيرني ساندرز الانتخابية في عام 2016، فرصة لتجميع اوساط واسعة من الشبيبة والنساء، وتجاوزت الهم الانتخابي، لتتحول إلى فعل سياسي عام. ومازالت آثارها تتفاعل. واستمرارا لهذا الجهد هناك اشكال متنوعة من المساعي لتوحيد حركات اليسار ومنظماته في الولايات المتحدة الأمريكية على اساس القواسم المشتركة. وهناك جهود واصرار على الحاق الهزيمة بالجمهوريين في انتخابات الكونغرس في الخريف المقبل. ومن المهم إن تنخرط في النضال جمهرة النساء اللواتي ينتابهن شعور بالتمييز والاقصاء جراء السياسات السائدة، من خلال توظيف الثقة المكتسبة خلال الحملات الأخيرة، وإزالة التردد وخوض معركة الترشيح والانتخاب. وفي اطار هذا التوجه يجب دعم النساء من اصول افريقية، ونساء الهنود الحمر، والنساء المسلمات، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في هذا الجهد، واخذ مصيرهن بأيديهن، ولعب دور قيادي في الحياة السياسية في البلاد. إن الساحة السياسية لا تزال تعاني من هيمنة الرجال البيض المسنين
أهمية المشاركة في الانتخابات
احتفلت الحركة النسوية الألمانية بمرور مائة عام على نجاحها في فرض حق المشاركة في الانتخابات. وفي الولايات المتحدة تم اقرار هذا الحق في عام 1920. وبهذه المناسبة، اكدت فندلي اهمية ممارسة حق الانتخاب، باعتباره اداة مؤثرة جدا. ومن الجدير بالذكر إن سكان امريكا السود، ظلوا حتى ستينيات القرن العشرين محرومين من هذا الحق. وقد جاء ذلك نتيجة لضغط سياسي هائل. وحتى اليوم لا يتمتع جميع مواطني الولايات المتحدة بحق التصويت، وعلى من يرغب في ذلك النجاح في ادراج اسمه في سجل الناخبين. لقد شهدت السنوات الأخيرة ، وعلى اساس رؤية سياسية معادية للديمقراطية، بذل بعض الولايات الامريكية جهودا، لوضع العراقيل امام مشاركة ابناء الأقليات العرقية ، والطلبة، والفقراء في التصويت.