يصعب الحديث عن فيروز، وشعاع الفيروز، بمعزل عن عاصي الرحباني وشقيقه منصور فالثلاثة، الذين يخيل إلينا أنهم موجودون منذ زمن لا يمكن تحديده، اقتحموا الساحة الفنية في مطلع النصف الثاني من القرن الماضي، حيث بدأت آنذاك حركة تجديد في الموسيقى والغناء العربيين. لكن ذلك التجديد ظل محدودا، دون أن يتوغل عميقا في روح الموسيقى العربية، ومضامين وأشكال القصيد أو الكلام المغنى على إيقاعاتها.

 وكان كبار المؤلفين الموسيقيين العرب، عاجزون عن ترجمة دواخلهم شعرا، أو كلاما غنائيا، ليصوغوه فيما بعد صياغة موسيقية، وأستمر الالتزام الصارم بالحدود، بين أدوار ثلاث: دور الشاعر أو كاتب النص الغنائي، ثم دور الملحن، يليه دور المغني، عدا استثناءات قليلة، تمثلت بعبد الوهاب وفريد الأطرش وربما محمد فوزي الذين جمعوا بين التلحين والغناء، لكن أيا منهم لم يجرؤ على كتابة نص شعري لموسيقاه.

 عند تلك النقطة بالضبط، أقتحم الساحة الفنية العربية فتيان لبنانيان شقيقان، هما عاصي ومنصور الرحباني. عاصي ومنصور ولدا في أسرة فقيرة ببلدة أنطلياس، وانخرطا في مطلع حياتهما العملية في سلك الدرك، وهو الاسم الذي يطلق في لبنان على جهاز الشرطة. حين استقال الرحبانيان من الشرطة، وتقدما بطلب العمل في الإذاعة اللبنانية عام 1945 لم يتوقع أحدا حجم التجديد أو الثورة التي سيفجراها في روح وشكل الموسيقى العربية. وتحويل لبنان من مستهلك للغناء المصري والحلبي، إلى منهل ينهل منه مبدعو الموسيقى العربية، في شتى بقاع العالم العربي.

 وما كان بإمكان الرحبانيان أن ينهضا بمهمة التغيير في الموسيقى العربية، دون الإغتراف من الفلكلور اللبناني المديني، والريفي والبدوي، والانفتاح على التراث الموسيقي العربي الإسلامي، والماروني والسرياني واليوناني، بالإضافة إلى الموسيقى الكلاسيكية الغربية. انفتاح الرحبانيان لم يكن مستساغا، ونظر اليهما في البدء كناقلين أو مروجين للموسيقى الغربية بما يسيء إلى أصالة الموسيقى العربية. كما قال منصور الرحباني في إحدى لقاءاته.

 غير أن هذا التقييم تغير تدريجيا بعد ان بدأ ضوع موهبتهما وثقافتهما الموسيقية والشعرية يصل إلى أذواق المتلقين. ليصبحا بعد ذلك أيقونتين مشعتين يصلي في محرابهما متذوقو الفن، موسيقا كان أم شعرا، باللغة الفصحى أو باللهجة المحلية الدارجة.

 عاصي ومنصور أعرضا عن غناء الشكوى والأنين المبتذلين، وأقبلا على نوع جديد من الموسيقى تساعد المتلقي على اكتشاف مكامن الجمال في الحياة والتمتع بها، وبثا في أغانيهما، بعد أن خرجا عن الموضوع الواحد الوحيد، الذي كان سائدا حينها، موضوع الهجر والخيانة، إلى رحاب الحياة الواسعة، بقضاياها المتشعبة بقيمها المتنوعة، بثا عبر أغانيهما روح التفاؤل، وطرحا الحب كعلاقة أنساني تواجهها احتمالات تطور شتى، دون شتم للحبيب الذي تغيرت مشاعره، ودون اتهامات بالغدر والخيانة. كذلك نشرا في نتاجهما قيم العدل والحرية والمساواة، وأدانا الأنانية والاستئثار، ومطامع التوسع التي تقود الناس إلى المنازعات والحروب. في مسرحيهتما الغنائية جسر القمر تقول فيروز:

 القمر بيضوي ع الناس والناس بيتقاتلوا

ع مزارع الأرض، الناس ع حجار بيتقاتلوا

نحن ما عنا حجر، لا مزارع ولا شجر

أنت وأنا يا حبيبي بيكفينا ضو القمر.

وفي أغنية أخرى يقول الرحبانيان:

أنت وأنا عم يسألونا كيف

بنظل شو بيحلالنا نغني؟

ما بيلتقى مرات عنا رغيف

ونعيش في أطيب من الجنه.

 يمكن أن نلاحظ أن الرحبانيين في كلا الأغنيتين، لم يقولا كما هو شائع: أنا وأنت. بل قالا: أنت وأنا. وتلك كما هو واضح محاولة للتخفيف من حجم الأنا، في مستوى الوعي اليومي للإنسان، الذين يدعوانه إلى نبذ العنف في علاقته مع الآخر.

 لم يعرف الغناء العربي أغنية تندد بالعنف والحرب، لأن هذا الموضوع كان خارج مهام الموسيقى والغناء، حتى طرح الرحبانيان رائعتهما الخالدة شادي، التي تتحدث عن الطفل البريء شادي الذي قطفت الحرب زهرة طفولته، وظل في ذاكرة صديقته الطفلة التي كبرت طفلا يلهو معها على الثلج وأراجيح الهواء.

 في أوبريت شهرزاد عرض الرحبانيان بصوت رفيقة دربهما فيروز، قضية المرأة من خلال استلهام حكاية ألف ليلة وليلة، حيث تقول فيروز بصوت شهرزاد:

  أنا شهرزاد القصيدة وصوتي غناء الجراح

أنا كل يوم جديدة أهاجر عند الصباح

وكان شهريار يبدد النساء

يبدد الأشعار والناس والأسماء.

 هذه المواضيع لم تكن ضمن اهتمامات الغناء والموسيقى العربية، ولم تكن حياة الناس كجماعة ضمن هذه الاهتمامات، فالأغنية العربية كانت شكوى فردية يعبر بها الفرد عن مشاكل هجر الحبيب وظلمه له وخيانته:

 ياظالمني، يا هاجرني، وقلبي من رضاك محروم!!

آه منك يا جارحني مش راضي تصالحني!!

ظلموه القلب الخالي ظلموه!!

تخونوه وعمرو ما خانكم ولا أشتكى منكم!!

في يوم في شهر في سنة، تهدأ الجراح وتنام!!

وعمر جرحي أنا أطول من الأيام!!

ويصل اليأس والتبرم بالحياة إلى أقصى مدياته:

 عدت يا يوم مولدي، عدت يا أيها الشقي، ليت يا أيها الشقي، كنت يوما بلا غد!!

وتغني صورة شعرية تصلح كخلفية لفلم رعب:

دمعتي ذاب جفنها بسمتي ما لها شفاه

صحوة الموت ما أرى أم أرى غفوة الحياة.

 هذا النمط من الغناء والموسيقي الذي يقيد الأنسان في شرنقته، ويحبسه في همومه الشخصية، ويكرس فيه اليأس أعرض عنه الرحبانيان، وفتحا أمام المتذوق لفنهما أبواب الحياة الفسيحة، من خلال رصد جوانبها المختلفة، فكتبا أغان للأطفال:

 تك تك يام سليمان

يا جدي يا جدي الثلج

لحيتك غطت ع المرج

 وكتبا للكبار بلغة الأطفال وأحاسيسهم، فليس هناك من شخص تعدى سن الطفولة، غير الرحبانيين يمكن أن يرسم الصورة الشعرية التالية:

 تعا تا نتخبى من درب الأعمار

وأذا هني كبروا ونحنا بقينا زغار

وسألونا وين كنتوا؟

وليش ما كبرتوا أنتو؟

بنقلن نسينا

والي نادى الناس

تا يكبروا الناس

راح ونسي ينادينا.

حب الحياة ومحاولة الإمساك بعهد الطفولة يتجلى أيضا في أغنية طيري ياطيارة:

 لو فينا نهرب ونطير مع هالورق الطاير

تا نكبر بعد بكير شو صاير؟ شو صاير

ويا زهر الرمان ميل بهالبستان

تا يتسلوا زغار الأرض ويحلو الزمان.

 في السبعينات من عمره تحدث منصور عن وجود نمطين من الناس، أحدهما قادر على الاحتفاظ بروح الطفولة وحب المعرفة، والآخر عجوز في عز شبابه. ولا شك ان روح الطفولة المتقدة في منصور وشقيقه عاصي وحبهما للمعرفة هي التي جعلت بوسعهما الكتابة بلغة الأطفال.

 إضافة فيروز والمؤسسة الرحبانية للفن العربي، لم تقتصر على الإبداع الفني البحت، بل امتدت لتشمل تقييم الفنان لنفسه في مواجهة قوى السلطة، أذ ربئا بنفسيهما وبأبداعهما الثقافي والفني أن يتضاءل أمام السياسيين، ويخدم أغراضا غير قيم الحرية والعدل والكرامة. وأهدى الرحبانيان العواصم العربية ـ بصوت فيروز ـ أجمل القصائد الوطنية، دون ان يسقطا في درك تمجيد الحكام.

في أحد أيام شهر شباط ـ فبراير من عام 1978 اعتلت فيروز مسرح قاعة الخلد ببغداد لتخاطب أهل بغداد بالقصيدة الرحبانية:

 بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر

يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس يغسل وجهك القمر

عيناك يا بغداد أغنية يغنى الوجود بها ويختصر

لم يذكر الأحرار في وطن إلا وأهلك العلا ذكروا.

 ولم تلق تلك الأغنية رضا من جانب الأعلام العراقي الرسمي آنذاك، وأمتلك أحد الناطقين باسم السلطة الجرأة على مهاجمتها، كونها كما كتب ((لم تعكس البعد القومي لبغداد، وان بالإمكان رفع أسم بغداد وأحلا أسم أية مدينة أخرى محلها دون تتغير بنيتها))، مع أن الأغنية تقول:

بغداد هل مجد ورائعة ما كان منك اليهما سفر؟

أيام أنت الفتح ملعبه أنا يحط جناحه المطر.

 ما أثار حفيظة الكاتب أن الأغنية الفيروزية ـ الرحبانية تنضح حبا لأهل بغداد وليس لحكامها، وتحيل المجد إلى تأريخ بغداد، وليس إلى الحاضر الذي أنتجت فيه القصيدة ـ الأغنية.

  ردة الفعل هذه لم تحمل الرحبانيان وفيروز على التخلي عن منهجهم الذي يلتمس الحقيقة والحب والعدل. واستمروا في نقد السياسيين والحكام وعجزهم عن نقل مجتمعات بلدانهم إلى آفاق التطور والنماء، ومن ذلك أغنية السيارة مش عم تمشي: والسيارة هنا كناية عن المجتمع، الذي لا يقوم الرؤساء المتعاقبون بانتشاله من ركوده وأعتاد الرحبانيان في نتاجهم على تسمية الرؤساء والحكام بالمخاتير:

 هالسيارة مش عم تمشي

بدنا حدا يدفشها دفشة

بيحكو عن ورشة تصليح

وما عرفنا وين هي الورشه

يروح نهار يطل نهار

والناطر ناطر على نار

يروح مختار ويجي مختار

والسيارة مش عم تمشي.

 التماس الحقيقة وإزالة الغبار عن وهجها، يشكل أحد أعمدة إبداع منصور وعاصي وفيروز، وفي هذا الإطار صارت الأغنية الرحبانية تتحدث عن فساد الحكام وكذبهم.

 أغنية رئيس البلدية تحدثت عن وعودهم الكاذبة. رئيس البلدية يقول عن أبناء بلديته الذين يتطلعون إلى مغادرتها:

 شو بدي أعمل فيهم

نيمهم وطعميهم

هيدا بدوا تبولة

وهيدا بدوا ملوخية

 فترد عليه بطانته:

 ناقص تقلي بطاطا وتقدم عالصينية

 وحين تقول وردة التي تقوم بدورها فيروز:

بلديتكن كريمة

كل يوم عندا عزيمة

طعميهم على حسابك

بيصير عندك شعبية

يا رئيس البلدية

يخبرها رئيس البلدية بانه كف عن إقامة الولائم، وانه في تقشف دائم، فترد البطانة:

 أحسن شي توعدهم بشي خطة أنمائية

بمدارس مجانية، بالكهربا وبالمية

توعدهم من عابكرة وبتنسى في العشية.

 رئيس البلدية في مسرحية المحطة الرحبانية، الذي هو الرئيس أو الحاكم، ليس فقط فاسد ومراوغ وكاذب، أنما هو أيضا جاهل، يؤمن بالخرافة، ويلجأ إلى جلسة لاستحضار الأرواح للكشف عن دوافع القادمة الغريبة، وردة، وحديثها عن المحطة. وأغنية استحضار أرواح الجن، تعبير كوميدي غاية في الروعة عن جهل أصحاب السلطة.

 حب الرحبانيين وفيروز العميق للبنان أمتزج بإنسانيتهم فأختلف تعبيرهم عن الحب لتلك البقعة الخضراء عن الطريقة التي يعبر بها الآخرون في الغناء العربي عن حبهم لأوطانهم. الغناء الوطني قبل عاصي ومنصور كان يصور الوطن كيانا ذو سطوة وقوة ورهبة، ومحبة الوطن أعجاب بتلك السطوة والرهبة وانقياد لهما، أما الرحبانيان وفيروز، فلبنان بالنسبة لهم طفل صغير وديع مأسورون هم بجماله ووداعته وطفولته:

  يا ورق الأصفر، عم نكبر

الطرقات، البيوت، عم تكبر

وتكبر الدني، وما في غيرك ياوطني

بتظلك طفل زغير.

 حب الوطن الوديع المسالم لا ينبع عند الرحبانيين من موقف رومانسي، فهما يريان أن قدسية الوطن تنبع من قدسية انسانه، وهما يعرفان بأن الأوطان مملوكة من الأغنياء، وأن المالكين يدفعون من لا يملكون من أبناء الوطن إلى الموت في حروب ضد الأخرين، ولا يحصلون في النهاية ألا على باقة ورد على ضريح الجندي المجهول، وهذا ما تحدث عنه منصور الرحباني في إحدى مقابلاته التلفزيونية.

 معاناة هذا الأنسان الذي لا يملك من وطنه شيئا جرى التعبير عنها في الإبداع الرحباني بأسلوب شفاف بعيدا عن الابتذال، تعبير يمس الروح ويؤثر فيه بعمق ولكنه لا يبغي كسر الروح، ودفع المتلقي إلى منحدرات اليأس والسأم من الحياة. الأسلوب الرحباني في تناول المعاناة أسلوب جمالي، ففي موال غنته فيروز عاتب الرحبانيان الحبيبة بالقول:

 عم تمرقي ع حافة الشباك

هالتاركه صبح ومسا مفتوح

ولو ما عم تسألي شو باك

ولا عاد ياخذنا القمر ويروح.

 وبموال بدوي عبر الرحبانيان عن اللوعة لتأخر لقاء الحبيب إلى وقت أضحت فيه شمس الصبا تميل إلى المغيب:

 يا مركب الريح خلي البحر وأنزل ع بر

من طول فرقاه دمعي فوق خدي عبر

حبيت والدهر علمني بحبه عبر

شرع شراع السفر ع الهجر قلبه نوى

وعهد النوى ياخلق ما عاد منه نوى

نحن قضينا العمر صد وحنين ونوى

ولما التقينا، لقينا العمر ولى وعبر.

وكما حاولا التمسك بالطفولة في أغنية يادارا دوري فينا، ناشدا الليل أن يخفف من وطأته على الناس، وأن ينساهم ولو لليلة واحدة:

 ليلة بترجع ليل وبتسأل ع الناس

وبتسقيهم يا هاليل كل واحد من كاس

غيب لك شي ليلة يا ليل

وانسانا يا ليل.

 هذا العالم المثقل بقسوة نظام الطبيعة الذي يخلق فيه الناس ليستحيلوا إلى عدم، والذي يعاني فيه الأنسان من قسوة أخيه الأنسان، ومن التمييز بكل أشكاله، ومن الحروب وتجبر القوى العظمى وقف منصور الرحباني أمامه داعيا إلى تغييره. ويعترض منصور كما أعترض معه عاصي من قبل، على أن الألفية الجديدة حلت على البشر وهم قيد معاناة استغرقت تأريخهم بمجمله، داعيا إلى أخوة إنسانية تتجاوز الأوطان والأعراق والمعتقدات الدينية، وصاغ ذلك نثرا غنته كارول سماحة في مسرحية المتنبي:

 بصباح الألف الثالث بعد في جوع

وبعد في أطفال مشردين وبكا ودموع

خلينا ننهي الحروب يا دول القوية

لا للفقر،لا للقهر، لا للعنصرية.

 الأبداع الرحباني، وأن جسد أجمل ما في التراث الثقافي والفني اللبناني والعربي، لكنه غير محدود في محيطه اللبناني والعربي، أنه أبداع كوني، يحمل هم الأنسان، بما هو أنسان، والقيم الرحبانية عبرت عنها فيروز في تحيتها لباريس.

 باريس يازهرة الحرية

يا ذهب التأريخ يا باريس

لبنان باعث لك بقلبي

سلام ومحبه

وبيقول لك لبنان

راح نرجع ونتلاقى

ع الشعر وع الصداقة

ع الحق وكرامة الأنسان.

   مشوار الرحبانيين الإبداعي أستمر مدى زمنيا جاوز النصف قرن، تأثر ولا شك بوفاة عاصي عام ستة وثمانين، لكنه أستمر على يد منصور. غير انه أفتقد صوت وأبداع فيروز، التي فضلت لبعض الوقت الاعتماد فنيا على أبنها من عاصي الرحباني، زياد الرحباني. وربما كانت مهمة مواصلة مسيرة الأبداع الرحباني وتطويرها فوق طاقة زياد رغم موهبته الخلاقة والكبيرة التي لا ريب فيها.

 وكما قال الرحبانيان فانهما جاءا إلى الحياة في مشوار: مشوار جينا ع الدنيا.. مشوار.

ولكل مشوار نهاية، فبعد غياب عاصي غاب منصور. لكنهما مثل الزهور التي علمتهما، أنها ستترك بعد غيابها عطرا في الكون:

 علمتني حلوة الحلوين

إن فليت أترك عطر في هالكون!

 ترك عاصي ومنصور الرحباني في دنيانا عطرأ مضمخا بصوت فيروز، سيظل ينعش من تعرف، أو سيتعرف إلى أبداعهم في هذا الكون.

 ــــــــــــــــــــــــــــــ

* هذه المادة كتبتها كسيناريو لبرنامج موسيقي قدمته لإذاعة السويد باللغة العربية خلال عملي فيها.