ينحاز الفنان فاروق عمر إلى التعدد في الأساليب الفنية في تقديم مشروعه الجمالي التشكيلي.

ان العمل الفني ليس محدداً بمدرسة فنية واحدة، بل أصبح منفتحاً، على التجريب، وتنوع الأساليب، في بناء المادة التشكيلية، كما ان الفنان بات جزءاً من العمل الفني، وترك الباب مشرعاً لتأويلات المتلقي، وصار اللون هو العنصر الرئيس في مادته الفنية، حتى لو اقتصر في ذلك، على "المونوكرومي" أي اللون الواحد، والابتعاد عن التشخيصي الصوري، والتي تركها إلى عمل، ووظيفة الكاميرا التي أثرت على الرسم، بل ساهمت، في دفعه باتجاهات وأشكال أخرى، وصار على الفنان أن يخلق له الأساليب المنافسة للصورة.

ينجز الفنان فاروق عمر أعماله برؤى فنية متعددة، تعتمد التقنية في بناء مادته الجمالية الفنية، وهو كثيراً ما يبتعد عن "تأثيث" لوحته، بل يمتهن خلطة الألوان، التي لا تتعب المتلقي، بل تجعله لا يتردد عن المشاركة في طرح أسئلته المشتركة، عن العمل، كما يستهويه ويجذبه، وهذا جزء مهم من لعبة الفنان، في أن يترك للمتلقي جزءاً من مساحة عمله الفني لإثارة قلقه في الوجود. لا يتوقف فاروق عمر عن التجريب والبحث من أجل العمل على مادته التشكيلة، وهذا لا يأتي على حساب الجمالية في اللوحة، بل إن التشكيل البنائي والتقارب في عناصر العمل الفني، يدفع للمتعة لدى الرائي.

إن التجريدية التعبيرية واضحة في أعماله، ويذكرنا بأعمال الفنان الأمريكي Jackson Pollock. لا يدع الفنان فاروق عمر الألوان تفلت من بين يديه، وتضيع في المتاهة؛ فهو يتقن حدود اللون والكتل والتوزيع على مجاوريه، ضمن مساحة اللوحة، وبذلك يكون التناغم والانسجام؛ هو الذي يطلق تلك الروح الجمالية، في موضوعه المكون في العمل الفني. إن اللون بالنسبة للفنان عمر هو المدخل الرئيس لعوالمه التشكيلية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فاروق عمر فنان عراقي مقيم في السويد وله معارض شخصية ومشتركة.

عرض مقالات: