ثوري روسي من البرجوازية الصغيرة، ارستقراطي المولد، واضع ايديولوجية المذهب الفوضوي ( الفوضوية ليس مذهبا بالمعنى الصحيح)، كان في الفلسفة ذا نزعة تلفيقية. عاش باكونين خلال الاعوام من 1836 الى 1840 في موسكو حيث درس فيخته وهيغل. وفي عام 1840 هاجر باكونين الى المانيا وانضم الى الهيغيلين الشباب، واشترك في ثورة 1848 – 1850 في براغ ودرسدن. وعندما عاد الى روسيا سجن عام 1851 ونفي الى سيبيريا. وفرّ عام 1861 وأمضى الستينات والسبعينات في أوربا الغربية. وقام بدور ايجابي في تنظيم الحركة الفوضوية، وناضل ضد الماركسية في “الاممية الاولى”، التي طرد منها عام 1872، ومات بعد ذلك بأربع سنوات في برن.
وقد اتخذت نظرية باكونين شكلها النهائي في نهاية الستينات في كتابه “سلطة الدولة والفوضى” الصادر في عام 1873، وكتب اخرى. والمفهوم الاساسي عند باكونين هو ان القاهر الرئيسي للانسان هو الدولة. ومن الضروري أولاً لقيادة الجنس البشري الى “مملكة الحرية” أن “تنسف” الدولة، وان يستبعد مبدأ السلطة في حياة الناس.
وكان باكونين يؤمن ضمناً بالغرائز الاشتراكية والروح الثورية التلقائية التي لا تخمد للجماهير، ولا سيما جماهير الفلاحين والبروليتاريا المعدمة ولكنه أنكر الحاجة الى الاعداد للثورة، وانغمس مباشرة في المغامرة الثورية. وعارض تعاليم الماركسية بشأن صراع الطبقات وديكتاتورية البروليتاريا بسبب عجزه عن ادراك اهمية تطبيق المنهج العلمي على نظرية المجتمع. وقد انتقد ماركس وانجلز ولينين نظريات باكونين الفوضوية.