في الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الجمعة، ثاني يومي المهرجان، بدأت الندوة المعنونة " اعلاميات شابات.. تجارب وشهادات".
شاركت في الندوة ثلاث اعلاميات من تخصصات مختلفة، وهن كل من فادية حكمت الاعلامية الاقتصادية، وسلمى الجميلي المحررة في مجلة البارالمبياد، وجمانة ممتاز مقدمة برامج سياسية وناشطة انسانية، وادارت الندوة مراسلة جريدة"طريق الشعب" نورس حسن. وكان مفترضا ان تشارك ايضا المحررة في الشأن الثقافي زينب المشاط، التي حالت ظروف عملها في النهاية دون حضورها.
وتناولت المتحدثات في مداخلاتهن وفي اجاباتهن على الاسئلة لاحقا، اهم التحديات والمشاكل التي تواجه الاعلاميات في العمل، والضغوط التي يتعرضن لها سواء من جانب المجتمع او في ميادين العمل داخل المؤسسات الاعلامية. وقد اتفقن في الرأي ان التشريعات القانونية التي تحمي المرأة الاعلامية، قاصرة وبعيدة عن المستوى المطلوب.
في الشأن الاقتصادي اكدت فادية حكمت ان "هناك الكثير من الاعلاميات اثبتن كفاءتهن في التغطيات الاقتصادية، وفي كيفية التعامل مع المعلومات ونقلها بصورة سلسة الى المواطن البسيط. لكن ضغوط المؤسسات الاعلامية من ناحية وفرضها سياساتها المحددة على المحررين، والنظرة المستهينة من جانب الجهات الرسمية الى المرأة الاعلامية من ناحية ثانية، جعلت من الصعب الحصول على المعلومة الاقتصادية التي يحتاجها الجمهور، ودفعت معظم الاعلاميات الى الابتعاد عن عالم الصحافة الاقتصادية".
وفي ما يتعلق بالميدان الرياضي ترى سلمى الجميلي ان "الاعلام الرياضي يفتقر الى المهنية". وعرضت في حديثها امورا ولحظات واجهتها، كالمزاجية في العمل، والتعامل وفقا للمظهر الخارجي، والتمييز الذي تعرضت له بسبب كونها لاعبة بارالمبية سابقة.
واضافت الجميلي في مداخلتها:" ان صعوبة ممارسة الاعلام الرياضي بالنسبة للمرأة تكمن في افتقار هذا الوسط الى النساء المتخصصات في الاعلام الرياضي، وهذا ناجم عن التحجيم المتعمد لدور الاعلامية الرياضية حتى الآن للاسف الشديد".
من جانبها تحدثت جمانة ممتاز عما تعانيه المرأة في مجتمعنا وما يجري تداوله من الفاظ هابطة، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، في حق المرأة عندما تقوم بأي نشاط، فـ "المرأة اكثر عرضة للانتقاص في مجتمعنا بصورة عامة، حتى لو كانت كاتبة او صحفية او روائية" حسب قولها.
وفي ما يخص الاعلام السياسي بيّنت جمانة " ان المرأة غير موثوق بجدارتها في المشهد السياسي وفي ادراك العملية السياسية. وان اصحاب بعض وسائل الاعلام، الذين هم في الاساس غير مهنيين وانما تجار اعلام، لا يسمحون للمرأة ان تقدم برامج سياسية، لانهم يعتقدون وهم جالسون خلف مكاتبهم ان المرأة غير جديرة بتقديم مثل هذه البرامج!" ولفتت " الى ان الحال لا يقتصر على عدم الثقة بالمرأة والنظرة الدونية اليها، فهناك تمييز ضدها حتى في الراتب، فضلا عن التحرش المعيب بها".
اما الصحفية زينب المشاط، التي لم تتمكن من الاسهام في الندوة بشكل مباشر، فتحدثت في تسجيل صوتي ارسلته الى الندوة واستمع اليه حضورها، عما تعرضت اليه خلال تجربتها في العمل الاعلامي والثقافي من تمييز ومن تحرش لفظي، سواء من جانبل بعض زملائها الاعلاميين او من قبل شخصيات اخرى في الوسط الاعلامي والثقافي.
واستمع الحاضرون ايضا الى تسجيلات اصوات اعلاميات اخريات مارسن النشاط الاعلامي سنوات غير قليلة، منها تسجيل حمل نصائح الى الاعلاميات الشابات من الاعلامية والروائية عالية طالب، قالت فيه" حينما نتحدث للاعلاميات بنصيحة ممن سبقهم بالخبرة في العمل وفي تحمل الصعاب، وما واجهناه لنقدم اعلاما حقيقيا مهنيا محايدا يعرف كيف يعرض الصورة بوضوح ولا يقبل بالتستر ايا كان لونه، نصيحتي للشابات ان يفعلن ما يمليه عليهن الضمير، وان لا يقبلن اي اغراءات قد تكون مناصب او اموال او تسهيلات او حرق مراحل. عليهن صعود السلم درجة درجة، وان لا يحاولن التخطي".
وكان هناك تسجيل صوتي ثانٍ ارسلته الصحفية اسماء محمد مصطفى وانصت اليه الحاضرون، وقد تضمن نصائح كذلك، تتعلق بأهمية القراءة بالنسبة للاعلامي والاعلامية للارتقاء بمستواها في العمل الاعلامي، واهمية التأني قبل الرد على اي اساءة تستهدفها لمجرد كونها امرأة، اوغير ذلك من التصرفات التي قد تدفع المرأة الاعلامية الى عدم الاستمرار في عملها.
هذا وقد اجابت الاعلاميات الشابات المشاركات في الندوة بعد ذلك على العديد من التساؤلات والاستفسارات التي وجهها جمهور الحاضرين في الخيمة الواسعة التي ازدحمت بهم.