"ها نحن عدنا"!!./ محمود بدر المباركي/تصوير باسم ناجي

في قاعة "هوسبي جورد" الواقعة في ستوكهولم، بتاريخ  ٨/١١/٢٠١٨، وضمن نشاط "جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين"، حيث يصدح اللحن الجنوبي في جنباتها وطرزت مجموعة من اللوحات جدرانها، إلا أنَّ ثلاث لوحات تميزت من كونها مثلتِ المناسبة وأعطت مفاهيماً واسعة ومدروسة من قبل الفنانين " عمر العاني، حسين القاضي وشاكر بدر".

بدأت الفنانة المتألقة دوماً "سمية ماضي" بكلمة مقتضبة ومقاطع من شعر "النواب" واستمرت بإختياراتها الموفقة للمقاطع طوال تقديمها فقرات أمسية الكبير "مظفر النواب".

أول المتكلمين الكاتب "طالب عبد الأمير".

كانَّ أميناً في نقل تجربة الشاعر الحياتية والشعرية، حيث لفت إنتباه الحضور إلى تلك الحياة الزاخرة بالتجارب المريرة التي رافقته داخل العراق وفي المنافي ، وتلك الصرخة الإحتجاجية ضد كل تاريخ الظلم والأستغلال والتخريب.

الشاعر الدكتور "صلاح سام".

صاحب التجربة الشعرية الغنية والذي يصر على بقاء الحياة نقية، أستطاع بمفرداته الشعبية أن يترجم لنا وظيفة الشاعر الأساسية في حياة الشعوب، وقد شكلّت قصيدته في محتواها محاكاة للواقع العراقي الذي نزف من أجله أبناؤه وهو يتطلع ومعه الحضور إلى الخلاص من الكابوس المرير الذي يخنق الجميع.

الفنان "سلام دخيل".

وهو الذي يحفظ الكثير من شعر "النواب".

عاد بنا إلى حلم الطفولة.. إلى الريف البكر بكل براءته، حتى ضوء الفجر فيه والشفق، وسرد لنا قصة من قصص الشاعر المعبّرة، ذات الحس الرومانسي مستذكراً المرأة من خلال مقاطع محبوكة شدت آذان الحضور وفي قراءة تشبه الهمس.

في هذه الأجواء والإحساس يغمر الحضور أن يتكرر المشهد ويحضر الكبير "مظفر النواب" ،جاءت قصيدة الشاعرة "ميسون الرومي" عبر "النقال/ الموبايل" مقدمة إعتذارها عن الحضور لأمر طارئ، وبلغة شعرية باذخة رددت الفنانة "سمية" نص الشاعرة مما أثار أحاسيس ومشاعر الحضور، لقد تحدثت عن تفاصيل وخصائص ما تسير عليه عجلة الحياة في عراق اليوم بفعل الحروب ومن جراء التدمير الحاصل.

الشاعر" محمود بدر"، تكلم قليلاً وقرأ شعراً وخص الكبير النواب بقصيدة ينشرها على صفحته وصفحة "تراث وثقافة ابي الخصيب" لاحقاً.

الكاتب والقاص الأستاذ "فرات المحسن".

ببلاغته الثرة وكلماته المنتقاة تكلم عما سمي بقصيدة الكاسيت وفترة الإستنساخ ثم عرج على المفردة الريفية وكيفية إستخدامها في النص الشعري للنواب وهو إبن الحياة المدنية وأكد على قدرة الشاعر الذاتية في خلقه للمفردات التي تنسجم مع أذن السامع في عموم العراق بل والوطن العربي.

الشاعر الشاب "احمد العزاوي".

فتح لنا نافذة ملونة الكلمات عبّر فيها تفرد الشاعر والذي أستطاع من تأسيس مدرسته و مفرداتها الخاصة به وحده.

نقل لنا الشاعر "احمد" بحيويته ونطقه السليم بعض من مفردات الشاعر التي كتبها لتصل إلى أقصى الأجيال.

الفنان الشاعر" صبري يوسف".

قدمَّ لوحة بانوراميه عن" السلام".

"صبري" الذي لم يبتعد في أدائه عن عالم اللوحة، فجاء موضوعه مزدحماً بالصور والرؤى والتي من خلالها سعى ليجعل من الأرض فردوساً مضيئاً وواحة سلام غنّاء، تأخذ ضوءها ويكمل غناها قلوب رحيمة وضمائر حية.

أما الفنان الممثل" محمد صالح لاجي"، فقد كان مسك الختام.

قرأ لنا سيناريو/ توليفة أُخذَت من أشعار الشاعر "النواب" ركيزة أساسية، ومن خلال الحركة والأداء شكَّلَ بعض المقاطع مقترباً من أجواء الشاعر.

نتطلع وبالقريب العاجل أن يكتمل النص - من دون شك - ليجسد لنا عالم الاسطورة الفذة "النواب الكبير"، بكل ما يزخر به من آمال وآلام ..أحلام و إنتكاسات ..حب وكراهية ، حيث الريف والمدينة، وقتها سيكون الحديث عن أدق التفصيلات.

ومثلما بدأ الفنان شاكر بدر بالترحيب، ختم الأمسية على أمل لقاءٍ شهريٍ يتجدد..

 تمت تغطية الأمسية من قبل الفنان والمصور الفوتوغرافي باسم ناجي ،

كما وأن مراسل قناة "العراقية/ حسام الحاج" غطى بعضاً من فقرات الامسية.