باريس / طريق الشعب
اتسمت مشاركة "طريق الشعب" في المهرجان الاخير لشقيقتها جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي "لومانيتيه"، الذي أقيم اواسط الشهر الحالي في باريس، بأكثر من ميزة مهمة. ولعل أول هذه الميزات كون المشاركة هذه السنة كانت الخمسين على التوالي، وهو امر له دلالته ومغزاه الواضحان.
لذلك اغتنمت "طريق الشعب" الفرصة واجرت عشية افتتاح المهرجان لقاء مع الرفيق پيير لوران، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي.
وقد بدأ الرفيق لوران إجاباته على اسئلة الجريدة بالقول:

هذه المشاركة مهمة بالنسبة لنا، حيث يتابع المهرجان جمهور واسع، ومن البديهي ان مساهمة القوى الديمقراطية في العراق وفي كل المنطقة، نراها مهمة للغاية، وخصوصا هذا العام بعد ان جاءت نتائج الانتخابات في العراق لتغير في المعطيات السياسية والوضع السياسي في البلاد. وهذا الأمر يثير اهتمامنا كثيرا نحن في مهرجان اللومانتيه حيث نرى في حضور صحيفتكم مشاركة ثمينة.
في هذه المناسبة احيي رفاقنا العراقيين ، واعلم انهم وبرغم الظروف الصعبة تمكنوا وببراعة سياسية من فتح طريق جديد لخوض الإنتخابات، ونحن متضامنون بقوة مع نهجهم الجديد سياسيا ونتمنى لهم النجاح.

طريق الشعب :

انتم تتابعون – بالتأكيد- النضالات المطلبية المستمرة للشعب العراقي منذ فترة طويلة في سبيل الحصول على مقومات الحياة الأساسية كالماء والكهرباء وفرص العمل. والحزب الشيوعي العراقي خصوصا والشعب العراقي عموما بحاجة دائما الى التضامن الأممي، والحزب الشيوعي الفرنسي معروف عنه المواقف التضامنية الأممية مع الشعب العراقي. ماذا تقول في ذلك؟

 بيير لوران :

اعرف ان الهبة الجماهيرية منذ عام 2015 أصبحت مصدرا للحراك الجماهيري الواسع والذي جعل من الممكن ولادة بنى سياسية جديدة وغير مسبوقة من اجل إعادة بناء البلاد، ومن اجل محاربة الفساد ومن اجل الاستجابة للمطالب الاجتماعية الملحة والحيوية للغاية.
لذا اريد ان اعبر عن تضامننا مع هذا الحراك الجماهيري المتطور وأدعو الى الإستمرار في وضع المسائل والقضايا في المركز من اجل اعادة بناء العراق.
ونحن في فرنسا سنمضي في تضامننا مع هذا الحراك والكتابة عنه في الصحافة والاعلام، واتطلع الى أن يمكننا مهرجان اللومانتيه من ذلك.

طريق الشعب:

بهذه المناسبة كيف تقيمون علاقة الحزب الشيوعي الفرنسي مع الحزب الشيوعي العراقي .. كيف تصفون هذه العلاقة ؟

بيير لوران:

انها علاقة قديمة من التآخي بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الفرنسي. لقد التقيت قبل بضعة اشهر مع الرفيق رائد فهمي هنا في باريس، كي يعرض لنا التطورات السياسية في العراق ويشرحها لنا ، اذ ان الصحافة الفرنسية لا تتناولها الا قليلا، الأمر الذي بدونه لا تتوفر العناصر الرئيسية للتقويم، ولهذا اعتقد ان التضامن الأممي مهم جدا، خصوصا وان لفرنسا دور نشط وفاعل في المنطقة وغالبا مالا يكون موجها للأحسن. اذاً امامنا مهام نضالية مشتركة في العراق وفي فرنسا من اجل تحقيق الأهداف التقدمية.
لقد بقيت هذه العلاقة قوية بالرغم من كل الاضطرابات في الوضع ، ونحن حريصون على هذه العلاقة ليس فقط من اجل نضالكم ونضالنا ، وانما أيضا، من اجل نضالنا الأممي المشترك.

طريق الشعب:

نود ان تطلع قراء جريدة "طريق الشعب" ومشاهدي صفحة الحزب على الفيس بوك وأيضا مستمعي "إذاعة الناس" عن اهم نشاطات الحزب الشيوعي الفرنسي.. أفكاره، مجال نشاطه وأيضا عموم حركة اليسار في فرنسا.

 بيير لوران:

اننا في فرنسا كما هو الحال في كل اوربا نواجه وضعا سياسيا صعبا بسبب ايغال الاتحاد الأوربي في سياسته العنيفة المعادية للحقوق الاجتماعية، الأمر الذي أدى الى تدهور الوضع الاجتماعي للعمال في فرنسا واوربا. وعليه فهناك الكثير من الحراك الاجتماعي لمقاومة هذه السياسة، والتي لعب الحزب الشيوعي الفرنسي ويلعب دورا نشطا فيها و خصوصا أثناء الربيع الماضي حيث نظم العديد من الحركات الجماهيرية ضد هذه السياسة. وهناك خطر كبير في اوربا وفي فرنسا يكمن في ان الغضب الاجتماعي والجماهيري يستغل من قبل القوى الرجعية ومن قبل قوى اليمين المتطرف التي عادت للظهور على السطح من جديد في عدد من البلدان الاوربية، كما هو الحال في المانيا وإيطاليا وبلدان اوربية أخرى. لقد برزت قوى التطرف هذه في العديد من البلدان الاوربية. لذا يتوجب علينا ان نتحد في مواجهة القوى الليبرالية وقوى اليمين المتطرف في نفس الوقت.
ان دور الحزب الشيوعي الفرنسي وقوى اليسار الأخرى في اوربا يكمن في العمل لفتح طريق بديل لمواجهة هاتين القوتين الخطيرتين، ونعني طريق التقدم الاجتماعي، طريق التضامن ، طريق يرفض العنصرية التي عادت من جديد في عدد من البلدان الاوربية. ولهذا فان بُعد التضامن الأممي ضمن هذا الاطار يأخذ أهمية كبيرة جدا في نضال الشيوعيين الفرنسيين. فمثلا نجد أن مسألة اللاجئين والذين هربوا أساسا من الحروب في الشرق الأوسط، والذين وصلوا الى اوربا ، يستغل من قبل اليمين المتطرف لإثارة ردود الفعل العنصرية المتطرفة والخطيرة جدا في اوربا ومنها فرنسا. اذاً امامنا صراع ومعارك من اجل توحيد القوى الديمقراطية والتقدمية في فرنسا وفي اوربا استعدادا لانتخابات البرلمان الأوربي التي ستجرى في ايار العام 2019.
هذه الانتخابات مهمة جدا وسنخوضها ضمن قائمة تحت قيادة رفيق من الحزب.

طريق الشعب:

سؤالنا الأخير للرفيق بيير بوران سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي: ماذا تتميز نشاطات مهرجان اللومانتيه هذا العام او تختلف عن المهرجانات السابقة؟

 بيير لوران:

مهرجان هذا العام يتأثر بالحراك الجماهيري الذي حدث في العام الماضي دفاعا عن ضمان الخدمات العامة وعن القوى الشرائية، وكذلك دفاعا عن النظام الاجتماعي للتقاعد، الذي والتي قررت الحكومة مهاجمته من جديد. وعليه فان المهرجان متأثر بذلك و يتميز بتوسيع الاحتجاجات الاجتماعية ضد سياسات الحكومة الحالية، هذه الحكومة التي تعاني في الأشهر الأخيرة الكثير من الضعف. والمهرجان سيكون بمثابة لحظة مؤاتية لرفع مستوى وتوسيع الحراك والاحتجاجات الجماهيرية والاجتماعية وهذا الامر سيكون حاضرا في المهرجان، إضافة الى المسألة الاوربية ومسألة التضامن الأممي اللتين ستكونان حاضرتين في المهرجان.
كما سيوفر المهرجان فرصة لتحشيد الشبيبة ولكونه يمزج بين النشاط السياسي والثقافي، فأنه يمثل فرصة لعشرات الآلاف من الشبيبة لحضور المهرجان، وغالبا ما يكون للمرة الأولى لاكتشاف الحزب الشيوعي، اكتشاف الالتزام السياسي والمناظرات السياسية. ولهذا فان المهرجان يعد بالنسبة لنا بمثابة بوابة لولوج العمل السياسي لكثير من الشباب ويساهم في رفد الحزب بالشبيبة وتجديده كل عام.

طريق الشعب:

شكرا جزيلا للرفيق بيير لوران باسم مشاهدي صفحة الحزب الشيوعي العراقي على الفيس بوك ومستمعي "اذاعة الناس" وقراء جريدة "طريق الشعب" ، نتمنى لكم الموفقية في نضالكم ومهامكم وأيضا نتمنى لمهرجان هذا العام تحقيق الأهداف المرجوة منه.

 بيير لوران:

احيي العراق ، والرفاق العراقيين ، وأتمنى لهم الكثير من العزم والشجاعة في نضالهم، وانقل لهم مرة اخرى تضامن الشيوعيين الفرنسيين القوي جدا معهم.