يبتسم لنا الحظ اليوم فنجلس في حضرة الابداع. لا يحدث هذا كل يوم، ولا كل فصل. كلّ حَوْلٍ .. ربما.
نجالسه، نقاربه، نقبس من صفائه، وضيائه، ننعم بلطفه، ونُسعد باحتضانه.
الابداع ربيع الانسان. مُشتبَك هوى الحياة ونعمة التأمل، وشهوة المعرفة والاكتشاف، وموهبة الغور والتحليق، وامتياز الحب والجسارة وجمال التعبير.
الابداع هو الحياة. في غيابه تذوي وتنكفيء.
نحتفي به اليوم مجسدا في شاعر كبير، وشخصية ثقافية وطنية وانسانية مرموقة، وابن بار بأهله وبشارعه العراقي.
مرةً قال انه يُسأل عن سبب احترام الناس وحبهم له، فيرد انه هو من يحب الناس ويحترمهم. ولا نفاق او تزلف. فهو يحيّي جانب الخير فيهم. ويضيف: هذه هي الحياة.
إنجازه لا يبارى حتى في غزارته: عشرات دواوين الشعر، ومئات وربما آلاف المقالات والكتابات الاخرى في الشعر والثقافة والفلسفة والاجتماع والسياسة..
في جلسة تكريم له قبل بضع سنوات في مناسبة اصداره ثلاثة دواوين شعر جديدة، نوّه معتزا بـ "البذور الثورية الاولى" التي تلقاها مع صحبه "وما تزال تسطع في رؤوسنا".
ثم اضاف: انا سليل ذلك المعهد الثوري العظيم الذي تخرجنا منه، وسأظل وفيا له وانا بعيد عنه. من بعيد انحني لك ايها الحزب الشيوعي العراقي، فقد منحتنا شرفا وتهذيبا وطاقة وفهما للحياة، وايضا منحتنا الحصانة. فلم نكن خونة ولا عملاء ولا مخابرات. شبعنا خوفا وجوعا وبقينا شرفاء. هذه هي الفضيلة العظمى، وانا ممتن لك وانحني لفكرك الطيب.

ايها المبدع المفكر الشاعر ياسين طه حافظ.
نرحب بك ونحتفي ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة الحزب في جلسة الاحتفال بالشاعر قدمها الرفيق مفيد الجزائري *