بغداد – غالي العطواني

احتفت الجمعية العراقية لدعم الثقافة والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الأربعاء الماضي، بالروائي عبد الكريم العبيدي في مناسبة فوزه بـ "جائزة كتارا" للرواية العربية 2018.

 

حضر جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، حشد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، يتقدمه رئيس الجمعية الرفيق مفيد الجزائري. فيما أدارها الروائي محمد علوان جبر، واستهلها داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على رحيل الشاعر الكبير عريان السيد خلف، والذي تزامن مع يوم الجلسة ذاته.

وقال العلوان في كلمة له خلال تقديمه المحتفى به، ان "العبيدي توج منجزه الروائي بجائزة أدبية تعد الأكبر عربيا، ورفع راية العراق في واحد من أكبر المحافل الثقافية بفوز روايته الجديدة "اللحية الأمريكية – معزوفة سقوط بغداد" وهي الرواية الرابعة له".

ثم قرأ كلمة بعثها الكاتب جاسم المطير من مغتربه، جاء فيها: "أهنئ نفسي وأهنئكم حين وجدت بصراوياً عبقريا يتصدى بقدرة وموهبة وشجاعة سردية لنيل جائزة كتارا، ولا أملك إحصائية عن فرح الأدباء والمغتربين العراقيين، لكن أقول لكم ان الفرح غمر الجميع من الطفولة الى الشيخوخة، فلك التهنئة الحارة أيها الكريم العبيدي لأنك جعلت فنوننا السردية بمكان فخم".

بعد ذلك قرأ الروائي المحتفى به شهادته الروائية، التي قال فيها ان "الغاية الأرأس للجائزة هي أنها واشية بمهارة الفائز، وتسعى الى تدمير حدود المساحة الابداعية المحلية له، لتغدو كأنها فعل تجاوزي يخترع مكانة جديدة ويستند على تقنيات تكشف عن عقلانية الجائزة وقدرتها على الاشهار"، مضيفا قوله ان "روايتي الفائزة اعتمدت الأمانة السردية التي ذهبت الى تفعيل القيمة الانسانية داخل مجرى التحولات الحياتية، ومحاولة بعث الروح في تفاصيلها الراكدة، ملوحة بهجاء ذاتي تهكمي لجدل تلك التحولات الفنتازية في عراق ما بعد 2003".

وقرأ الرفيق مفيد الجزائري كلمة الجمعية، وقال فيها ان "هذه جلسة مميزة نقيمها احتفالا بالصديق العزيز والمبدع المرموق، الكاتب والروائي الاستاذ عبد الكريم العبيدي، في مناسبة سطوعه الجديد مبدعا روايته الرابعة "اللحية الامريكية – معزوفة سقوط بغداد"، وفائزا - تقديرا لها - بجائزة "كتارا" للرواية العربية. اسمحوا لي أن أعبر عن اعتزازنا، نحن في الجمعية العراقية لدعم الثقافة، بالاستاذ عبد الكريم العبيدي، مبدعا لامعا وسط روائيينا العراقيين. كما عن مباهاتي به شخصيا، ومعي زملائي في جريدة "طريق الشعب"، رفيقَ عملِ  يومي وسعي دائبِ مخلص ونبيل، على طريق العمل الاعلامي والثقافي والوطني عموما، متمنين له دوام العافية وطول العمر وسخيّ العطاء".

وأضاف قائلا انه "الزمن الأسود البشع في ظل نظام صدام حسين الدكتاتوري، الزمن الذي لم يتنفس العبيدي الصعداء غداة انتهائه، الا بعد أن صفى الحساب معه سرديا،  بانجازه الروائي والقصصي الكبير هذا".

وكانت أولى الأوراق النقدية التي قدمت في الجلسة، للدكتور احسان التميمي، وقد جاء فيها ان "حصول أديبنا العبيدي على جائزة كتارا لا يعد تعريفا به، بل هي اضافة متميزة لسيرته الأدبية، وخطابه السردي الذي استند الى وسائل وابتكارات جعلته يتعدى المشهد المحلي ليتخطاه الى المشهد العالمي، من خلال سعيه لرسم شخصيات رواياته بتقنيات جديدة في الرواية، وهي نماذج اجتماعية خضعت لتحولات ماكنة السلطة والحروب القسرية والحصارات".

الدكتور سامان جليل ابراهيم، أوضح من جانبه في ورقته النقدية المعنونة "سيمياء العواصف في ضوء نظرية غريماس – قراءة في رواية ضياع في حفر الباطن"، أن "الذات في رواية العبيدي هذه تسعى للخلاص من الشعور المتخفي في داخلها، لتتجلى في الكثير من الصور الافتراضية وذلك بتخيل مشاهد توافق الشعور الذي تود تحقيقة، فجعلتنا نعيش في نصه ونحس به وننفعل لما انفعل له".

وبين الدكتور أحمد الظفيري في ورقته النقدية المعنونة "الحضور والغياب في روايات عبد الكريم العبيدي"، أن "القارئ لرواياته سيلاحظ الثنائيات الجدلية التي تحتويها منذ عتبة العنوان ولم تفارقها، فكانت ملازمة للشخصيات في أفعالها وفي ضياعها"، موضحا أن "العبيدي تقدم بخطى واثقة وحصل على جائزة مهمة ستبقى حاضرة في عقول وقلوب القراء والمبدعين".

فيما أوضح الناقد علي حسن الفواز في مداخلة له، أن "العبيدي يدعونا الى اعادة النظر في الرواية الواقعية وقراءة ذلك الواقع من خلال شخصيات رواياته ذات النزعة الوجودية القلقة"، داعيا الحركة النقدية الى تناول منجزه الروائي والسعي الى تشريحه.

وفي الختام قدم الأستاذ مفيد الجزائري والأستاذ مهاري البدري والأستاذ عبد الجبار كريم، باقات ورد للروائي المحتفى به، كما جرى تكريمه بلوح الجواهري، الذي قدمه له الشاعر جمال جاسم أمين، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد.

عرض مقالات: