مُنذ اطلاعي على القرار التعسفي لوزارة التعليم العالي بمنع اتحاد الطلبة العام من العمل في الجامعات، وبمطاردته وقمعه من قبل الأجهزة الأمنية فيها، وأنا أشعر بالغضب والسخط على هذا الانتهاك الصارخ للدستور ولأبسط قيم الحرية والديمقراطية، وبضرورة رفضه واستنكاره جملةً وتفصيلا.

 إنها إهانة سافرة توجهها الوزارة إليّ وإلى عشرات، بل ومئات الآلاف غيري من العراقيين، الراحلين والأحياء، الذين تربوا في سنيّ شبابهم في صفوف هذا الإتحاد العتيد، وتلقوا أول وأبلغ الدروس في الوطنية والعمل الوطني الكفاحي ضد الاستعمار والرجعية والظلم الاجتماعي، ومن أجل التقدم وخير الشعب.

 فأنا، مثل غيري من أولئك العراقيين الأقحاح والأوفياء لوطنهم وشعبهم، أشعر بعميق الاعتزاز والفخر بكوني خريج مدرسة هذا الإتحاد ذي الماضي المضيء والبطولي في مقارعة قوى الجهل والظلام والاستعمار والاستبداد.

 ولستُ أدري أين كان السادة في وزارة التعليم العالي، وبضمنهم زميلي السيد الوزير، الذين أصدروا هذا القرار ضد الإتحاد، حين كان الجواهري الكبير يتغنى ويشيد بأمجاد اتحاد الطلبة العام وشبيبته المناضلة، منذُ تأسيسه في ساحة السباع ببغداد في نيسان ١٩٤٨.

 إن هذا الذي يفعلونه اليوم يشكل نذيراً لكل من يهمهم الحفاظ على ما تبقى من مظاهر الديمقراطية الشحيحة في ظل منظومة المحاصصة والفساد وانفلات السلاح، وإن السكوت عليه يُمثل دعوة لهم الى الإمعان في انتهاك الحريات العامة والحقوق الأساسية، التي ينص عليها الدستور. 

 ومن هنا أناشد كل زملائي السابقين في اتحاد الطلبة العام وكُل من تعز عليهم قضية الحُرية والديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي، الى رفع أصواتهم عالياً، وعالياً جداً، استهجانا لقرار وزارة التعليم العالي الظالم، وتضامناً مع ضحاياه: اتحاد الطلبة العام ومنتسبيه المثابرين الشجعان، ومع مطالبتهم بسحب القرار القمعي وبالاعتذار منهم ومن اتحادهم.

 وزير الثقافة الأسبق

مفيد الجزائري

21/6/2023

 

#لن_تسكتوا_صوت_الطلبة

#اتحاد_الطلبة_العام

عرض مقالات: