لماذا توقّف الناقد عند هذه الروايات السبع للروائي إسماعيل فهد إسماعيل ؟ هل فيها ما هو غرائبي أو مخالف لما جاء في منجزه منذ روايته الأولى المدوّية ــ كانت السماء زرقاء ــ صعوداً إلى روايته الأخيرة ــ صندوق أسود آخر ــ؟!

حين يعود الروائي إسماعيل لكتابة الرواية القصيرة يجاهد في تجاوز الدرس السردي الأول بكل طاقته الطموحة ، كما فعل في ــ بعيدا إلى هنا ــ المنشورة في 1999 ثم ــ الكائن الظل ــ عام 2000 ، ربما يكون هذا التجاوز بنسب معيّنة ، لكن القطع السردي والانتقال إلى جهوية جديدة ، كان من خلال الروايات السبع والتي هي مدار هذا الكتاب . ما أن نفتحه كما أراد الناقد مقداد مسعود أن يكون حتى نطلّ من نافذة على سبع روايات من نتاج الروائي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل حتى تقع عيننا على مفتتح أولي وسمه الناقد بــ ( خطبة الكتاب مؤشراً فيه ما هيّة ما يريده من خلال هذه القراءة حيث يقول :ــ ( نقلة روائية نوعية تجسّد درساً روائياً جديداً في مسيرة الروائي المتجدد دائما ــ إسماعيل فهد إسماعيل ــ ص7 ) ليؤشر عبر أربع انتقالات تتلخص بــ ( كلنا ضمن مؤثرية الزمن ، وحدها فتوة الذاكرة ، مَنْ تتمرّد / تتنمّر على مخالب الزمن وتمنحها درساً بالمجّان . ص8 )

وما أن يدخلنا معه في قراءة رواية ( طيور التاجي ) التي وسمها بــ ( شخصية النص / كتابة الأخ .. ) وبتوطئة لقراءته كانت ( المقتبس وفعل القراءة ) ليقول :ــ ندخل الرواية من باب المقتبس .. ص11 ، ومن منطلق هذه التوطئة يؤشر ذلك بقوله :ــ قراءتي للمقتبس ، هي ما قبل قراءتي الأولى للرواية، وحين أتوغل في مديات النص ألتقط مفاتيح تعينني كمصابيح يدوية وأنا أتوغل بين الممنوع والمسكوت واللا مقروء في النص . ص11 . ثم يبدأ بــ ( طبقات الفضاء الروائي والذي يتحدث عن توزّع الرواية بين فصلين ، ليخرج بمحصلّة تقول ( إذن الرواية تتكون من فصل أول فقط، وهذا الفصل يتوزّع على وحدات سردية ، تفصل بينها في الغالب بنية بياض ضمن التنضيد الطباعي، ويؤثر ( تنويعات السرد ) ليصل إلى تنويعات أخرى بعد يتحدث عن دافع الكتابة المؤجل .

أما قراءته الثانية فكانت عن رواية ( في حضرة العنقاء والخل الوفي ) حيث أشار إليها بــ ( أوعية النص ..) عبر ( 13 وعاءً ) ليصل بعدها إلى محاولة إحصاء لأوعية النص ثم يربطها بــ ( نحس التسمية )مشيراً إلى ( الكف كرابط تفاعلي ) فيها .

بعد ذلك يأخذنا في قراءته لرواية ( الظهور الثاني لإبن لعبون ) ليقول :ـ على صخرة الظهور الثاني لإبن لعبون .. الروائي إسماعيل فهد إسماعيل :ـ يفتت السارد العليم )وتجيء هذه القراءة عبر تنقلات عديدة وصولاً إلى ( مونتاج بصيغة نقلات سردية سريعة جداً ) ثم يعرّج عل أهم ما يريده الروائي وهو ( التعايش السلمي ، لا، التشدد الأصولي ) وتجيء هذه من خلال ( تفتيت السارد العليم إلى شبكة سردية تتناوب في تفعيل ( سيرورة التروية )على اثر ( تكرار سرد الحدث الواحد مع تغيير المسرود إليه ) .

وفي قراءته النقدية لرواية ( عندما يكون رأسك في طريق .. واسمك في طريق آخر ) يكون مدخله ( تناسل المحكي الغرائبي / ترهين السارد ) والتي قسّمها إلى عدة نقلات موصلاً سرد الروائي إسماعيل بشعر الشاعر قاسم حدّاد الذي كانت نصوصه مفاتيح لكل فصل من فصول الرواية .

وفي ( السبيليات) تلك الرواية التي اسماها إسماعيل على اسم القرية الخصيبية التي ولد فيها ، يأخذنا الناقد مقداد مسعود عبر تداخلات ( السبيليات :،، سماء وزمن نفسي )مروراً بــ ( للكاتب كلمة ) ووصولاً إلى ( مرايا السرد ) حيث نستخلص أن هناك ( سرد مثنوي ) ليقول كما قال سعدي يوسف ( لو كانت السبيليات أرضا لتخطّيتها .. لكن السبيليات سماء ) .

ونتوقّف عند قراءته النقدية لرواية ( على عهدة حنظلة ) الممهورة بــ ( الصفر الواعي ) ، ثم يختم كتابه هذا بقراءته لرواية ( صندوق أسود آخر ) مختتماً إياها بــ ( وجيز صداقة ) يتحدّث فيه عن علاقته الشخصية بالروائي إسماعيل ولقائه الأخير به قبل رحيله عن عالمنا .

الشبّاك في السبيليات قراءات نقدية تستحق الوقوف عندها لسبر أغوار بعض ما جاء في روايات إسماعيل فهد إسماعيل ، وشكراً للناقد مقداد مسعود على ما منحنا من فسحة قراءة واعية .

# الكتاب صادر عن دار الهجّان في العراق عام 2023

عرض مقالات: