الى روح زها حديد

هذا فقطْ …

تصميمٌ على الورق

ليسَ لهُ أَي وجودٍ

أو حضورٍ شاخصٍ

لا في بغداد الحزينة

ولا في “ بابل “ المهجورة

لا في “ نينوى “ المنهوبة

ولا في “ نفّر “  المنسية 

لا في “ اوروك “ المُحتلَّة ،

ولا حتى في “ فلوريدا “ المُحتالة

التي إختطفتْ قلبَها الرهيفَ

لأسبابٍ كانتْ ومازالتْ غامضة ً

حدَّ الحيرةِ والدهشةِ والذهولٌ

إنَّهُ مُجرَّدُ “ ماكيتٍ “ ورقيٍّ

ابتكرتْهُ مُخيَّلةُ مواطنٍ

عراقيِّ الأصلِ والطينِ والضمير

وكونيّ الجنسيّةِ والمشاعرِ

والرؤى والذكاءِ الإصطناعي .

ثَمَّةُ فكرةٌ وهاجسٌ ورؤيةٌ

صارتْ تُراودُ هذا الكائن

كي يُنجز حلماً

أُصبحَ يسكنُهُ

في لياليهِ الثقيلةِ

وفي نهاراتِه الضاجَّةِ

بالتفاصيلِ والمشاغلِ

والأهواءِ والجنونْ ،

حيثُ أنَّ فكرة هذا العراقي

هي أنْ تُساعدَهُ الأُمّةُ العراقيةُ الشريفةُ بتنفيذ تصميمه

و “ ماكيتهِ “ الباذخ

ليكونَ نصباً وتمثالاً هائلاً

يليقُ بسيدةِ العمارة والجمال

لكنَّ المُحزنَ والمؤسفَ

في الحكاية والحلمِ والحقيقةِ

هوَ أنّ الجميعَ

قَدْ سخروا من حُلمِهِ

وإستهزأوا بفكرتِهِ

ومن ثمَّ هوَ وهاجسهُ

طردووووووووووووهْ

يااااااه كم هو مُخجلٌ

حال الذينَ يستكثرونَ 

إقامةَ تمثالٍ فارعٍ 

وشاسعٍ وجميلِ

يليقُ بإيقونةٍ عراقيةٍ خالدةٍ

هيَ زها حديدْ

عرض مقالات: