تستعد “بيت الحكمة للثقافة في القاهرة” لإطلاق سلسلة جديدة بعنوان “عيون الحكمة”، ليصل بذلك عدد السلاسل التي تصدرها لثلاث سلاسل، هي: “أفق للدراسات النقدية والفكرية - كلاسيكيات التراث العالمي - عيون الحكمة”، وتهدف هذه السلاسل لتعزيز مفهوم النشر المتخصص.

تسعى السلسلة للبحث عن الكتب التي ارتبطت بحركة التنوير عبر الحضارات في فروع المعارف المختلفة في المراحل الزمنية المتعددة، الحديثة والقديمة والضاربة في القدم، لتوفرها للقراء مع تسليط الضوء عليها عبر مجموعة من الأنشطة الإعلامية والتوعوية؛ لاستعادة الاهتمام بهذه الكتب وإدراجها ضمن النسيج الثقافي المعاصر. “عيون الحكمة”، اسم السلسلة، مستوحى من مفردة العين التي استخدمها العرب للإشارة إلى “ذات الشيء أو أصله”، وبذلك تدل مفردة “عيون” إلى قيمة المختارات التي ستضمها هذه السلسلة في مسيرة الثقافة وفي خريطة التفاعل الروحي والعقلي للحضارة، ما يستحق الحفاظ عليه بتجديد ذكره وإعادته إلى دائرة البحث والنقاش، لتجسير المسافات بين ماضٍ عريق ومستقبل أكثر تحضراً وحضوراً بالمعنى الفكري والروحي والنفسي؛ لمعادلة طغيان الجانب المادي والتكنولوجي الذي يلهث الإنسان للتأقلم معه وتملك مقاليد التحكم فيه والسيطرة عليه. وقال د. أحمد السعيد مؤسس بيت الحكمة للثقافة ومديرها: “مما يهذب النفس أن تنهل من العيون الصافية للحكمة التي هي الشريان الذي يصلنا بأسلافنا وسيصلنا بأبنائنا وأحفادنا، عرفاناً للراحلين ومعروفاً للقادمين، فقد ُيدت الحضارة العربية بجهد يستشرف الغد دائماً، ويصل بين اللحظة الحاضرة والجذور، وهذا ما تضعه بيت الحكمة للثقافة نصب عينيها في انتقاء الأعمال التي تميزت بالتعبير العميق عن احتياجات العقل المستمرة على مر العصور؛ فالإنسان يتوق إلى المعرفة المحيطة بفروع العلوم والآداب والفنون”.

لا تقف سلسلة عيون الحكمة عند نوع فني أو تصنيف بعينه، بل تتجاوز كل ذلك لتختار من كل المعارف ما يمكن التعامل معه بوصفه من عيون الحكمة، لتصبح بذلك هذه السلسلة نواة لكل مكتبة يستأنس بها القارئ، مهما كان النشاط المعرفي الذي ينطلق منه، وأياً كانت المرجعيات المهنية التي يتخذها منطلقاً للارتفاع بسقف التقدم البشري.

ومن المقرر أن تمتد السلسلة إلى عشر سنوات، تشهد كل سنة صدور ثلاثين عنواناً. ومن أوائل الكتب المقرر إعادة تقديمها في طبعات حديثة وفاخرة ضمن السلسلة: “غزليات” حافظ الشيرازي، “فن القصص” لمحمود تيمور، “الأدب والدين عند قدماء المصريين” لأنطون ذكري، “الفن الحر” كامل التلمساني، “مصر والطرق الحديدية” لمحمد أمين حسونة، “جولة بين حانات البحر المتوسط” لعلي الدوعاجي، و”البراجماتزم” ليعقوب فام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 8 نيسان 2024

عرض مقالات: