بمناسبة الذكرى المئوية لولادة مؤسسة رابطة المرأة العراقية د. نزيهة الدليمي، أقامت رابطة المرأة العراقية في بريطانيا  يوم 3-11، أمسية إستذكارية في قاعة كنسية ريفزكورت في غرب لندن، تناولت مسيرتها النضالية ومحطات حياتها المليئة بالمواقف الشجاعة، من أجل تحرير المرأة من براثن التخلف ونيل حقوقها المشروعة .

استضافت الأمسية أبناء الشقيق الأكبر  للراحلة د.ليث الدليمي والسيدة لهيب الدليمي ولفيف من الجالية العراقية في لندن.

افتتحت الأمسية  السيدة ساجدة أموري رئيسة رابطة المرأة في بريطانيا ودعت الحضور الى وقفة دقيقة صمت على أرواح شهداء غزة.

ثم القت الرابطية أحلام السعدي كلمة سلطت الضوء فيهاعلى مسيرة نزيهة المهنية والإجتماعية والسياسية بوصفها إحدى رائدات الحركة النسوية العراقية وأول رئيسة لرابطة المرأة العراقية وأول وزيرة في تاريخ العراق الحديث وفي العالم العربي، وهي التي واكبت النضال الوطني التحرري والديمقراطي في العراق طيلة نصف قرن.

 وأضات أن نزيهة الدليمي ولدت  في بغداد عام 1923 في محلة البارودية وهي الإبنة البكر لعائلة مكونة من شقيقتين وأربعة أشقاء وعمل والدها موظفا في إسالة بغداد،وحرص الوالد على تنمية الوعي الثقافي لدى أبنائه وتشجيعهم على قراءة الكتب بأنواعها والإطلاع على الصحف اليومية كل مساء فنمت لديهم القدرة على التفكير وطرح الأسئلة ومناقشتها .

بعد ان أكملت نزيهة الثانوية بتفوق دخلت كلية الطب عام 1941وبعد تخرجها عملت في المستشفى الملكي ببغداد بعدها انتقلت الى مستشفى الكرخ بعدها تترك بغداد وتتنقل في مختلف محافظات العراق وتعمل في السليمانية وكربلاء ،الموصل والأهوار ومدينة عانة كما واختيرت ضمن بعثة مشروع تقصي عن مرض البجل وهو من الأمراض الشائعة التي استوطنت في المدن التي قرب نهري دجلة والفرات ولا تتوانى الراحلة من زيارة الأهوار والعمل على حل مشاكل أهلها.ناضلت نزيهة من خلال كتاباتها ومقالاتها في سبيل تغيير واقع المرأة العراقية والنهوض بها كونها أحد العناصر الأساسية في بناء المجتمع وتطوره في مختلف الميادين فشاركت في مؤتمرات نسوية عالمية وكان لها تأثير كبير وواضح في مقرراتها وكانت نزيهة الدليمي شديدة الإيمان بالأهداف التي نادت بها وقدمت التضحيات للوصول اليها مارفع من مكانتها بين فئات الشعب العراقي وفي الحركة الوطنية

 وأكدت أن الراحلة بعد تعرفها على نشاط (الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية) واضبت على حضور جميع نشاطات الجمعية، ثم تغيير اسم الجمعية ألى  "رابطة النساء العراقيات" بعد إنهاء الحرب، وتم إنتخاب هيئة إدارية جديدة وكانت الدليمي أحدى عضوات الهيئة الإدارية فيها وصدرت في حينها مجلة للجمعية تحت عنوان "تحرير المرأة" ولكن أغلقت المجلة في بداية حملة نوري السعيد الإرهابية ضد الحريات الديمقراطية.

 وشارت الى أن  الدليمي  واصلت نضالها الوطني حيث أنتمت  الى الحزب التحرر الوطني الذي لم يستطع الحصول على إجازة من السلطة كونه حزبا جماهيريا وديمقراطيا لتختار الإنتماء مع أعضاء آخرين إلى الحزب الشيوعي العراقي . وتقول نزيهة (كان لنضال الطلبة تأثير كبير على الوضع السياسي خاصة في عهد الإنتداب البريطاني القائم على السيطرة وتضييق الحريات الديمقراطية وكانت كلية الطب من أهم الكليات التي شاركت في المظاهرات الواسعة ضد الإنتداب البريطاني من أجل الإستقلال وللحزب الشيوعي في كليتنا نشاط ملحوظ ومثله آنذاك فاروق بيرتو الذي كان يزودنا بجريدة الحزب السرية ومنشوراته الأخرى وهو من عرفني على الحزب) .

وتناول د. ليث الدليمي في حديثه  عن عمته البعد الإنساني والعاطفي لحياة الراحلة نزيهة التي حرصت على تربية أفراد العائلة على مثل الرابطة وحب الوطن والعطاء، وكانت قريبة من الناس أينما حلت وتتحدث مع الناس بأريحية مهما كانت  مستوياتهم، ولها القدرة على التواصل مع الجميع بشغف وإهتمام وتحب المزاح والضحك ومتواضعة لأقصى حد، وزارت معظم مدن العراق لتساعد الناس ليس كطبيبة فقط بل في حل مشاكلهم والتخفيف من معاناتهم، ولها الفضل الكبير في القضاء على مرض البجل وهو من الأمراض الشائعة في المدن المجاورة للانهار. وكان لها القدرة على كسب النساء للإنخراط في العمل الرابطي .

ويستطرد: عندما تولت وزارة البلديات كان لها الفضل في القضاء على المستنقعات التي كانت تعاني منها منطقة شرق بغداد، وعندما فتحت عيادتها في الشواكة كتبت على بابها "مجانا للفقراء ".

وكانت أيما حلت في المنافي تذكر العراق بحب كبير وكانت دائما توصينا أن نحب العراق والحذر من الإنتهازيين. وفي ختام حديثه طالب د. ليث أحياء مشروع إقامة تمثال للراحلة نزيهة التي تعتبر رمزا من رموز الحركة الوطنية وكأول وزيرة في العالم العربي وأن ترفع توصية من خلال منبر هذه الأمسية

وعرض د. ليث خلال حديثه صور وسلايدات لمحطات من حياة د . نزيهة الدليمي مع عائلتها ومع شخصيات سياسية في العراق وخارجه .

كما شارك الحاضرون في الأمسية في سرد ذكرياتهم عن د.نزيهة الدليمي خصوصا الذين قابلوها في مدن المنافي بعد أن أضطرت البقاء في موسكو عندما حدث الإنقلاب الأسود واضطرت البقاء هناك وشردت حينها العائلة بين سجناء وشهيد ولكنها عادت الى بغداد في سنة 1968متخفية بسبب وفاة شقيقتها .

وأجمع حضور الأمسية على رفع توصية للمطالبة بإنشاء تمثال يمجد مسيرة د.نزيهة الدليمي النضالية .

وفي الختام قدم الشاعر د.أحمد مشتت قصيدة بعنوان "سيدة تليق بالمحنة" مهداة لكل سيدة عراقية عانت المحن.

عرض مقالات: