في الثاني من أيلول احتفلت مدينة غوذاوة (Rødovre)، كغيرها من أحياء كوبنهاغن، عاصمة الدنمارك بفعاليات ثقافية متنوعة. في الفضاء المفتوح وأمام مبنى بلدية المدينة وعلى مسطح عشبي، نصبت عشرات الخيام للجهات المشاركة في إحياء المهرجان، خيمة كبرى للمحاضرات، ومسرح للغناء والرقص. قائمة المؤسسات والمنظمات المشاركة في الفعالية تربو على الستين.

يستوقف الزائر للمكان الفعالية الفنية المدهشة، التي أقامها متحف هيرغوب (Heerup Museum) للفنون (*) بإشراف الفنان التشكيلي العراقي عباس الكاظم، حيث أقام مرسماً جماعياً للزائرين من مختلف الأجيال، وعلى لوح شفاف مصمم بعناية واتساع استوعب ما زاد على مئة وخمسين رسماً، أبدعها مشاركون من مختلف الأعمار وكان للأطفال نصيب مميزً من المشاركة النوعية والعددية.

والفكرة تقوم على حوار تفاعلي بين الفنان عباس الكاظم وبين من يرغب باستخدام الفرشة والألوان ليمارس رسم موديل لشخص أخر يقف أمامه في الجهة المقابلة من اللوح الشفاف، وفي الغالب يكون هذا الشخص أماً او أباً او أخاً. وبصبر وبروّية إبداعية وتربوية تمكن الفنان من استقطاب مئات المشاركين وكسب قلوبهم.

تحظى الثقافات والفنون على اختلاف تنوعها باهتمام كبير، شعبي وحكومي لدى البلدان المتحضرة، وتشكل دافعاً للإبداع والتطور في شتى الميادين. وفي كل مدينة وكل حي على امتداد خارطة الدنمارك مئات المؤسسات الثقافية والفنية، متاحف، مسارح، معارض فنية، صالات وفرق للموسيقى والغناء والرقص، مكتبات عامة. الخ.

وبالعودة إلى مدينة غوذاوه (Rødovre) فإن المشاركة في الثاني من أيلول يوماً ثقافياً للمدينة، تأسس في عام 2016 وتحول إلى تقليد ثابت تلتزم به المؤسسات الحكومية كما يلتزم به المجتمع المحلي في كل المناطق والغرض من ذلك هو تعزيز العمل التطوعي والروح الجماعية وفرصة لمواطني المدينة للتعارف والتشارك في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترويحية، لتتحول الثقافة إلى نمط حياة مشترك للجميع.


(*) متحف هيروب هو متحف فني، يقع في غوذوه، للفنان الدانماركي (Henry Heerup) هنري هيروب (1907 ـ 1993)، يحتوي على مجموعة فريدة من لوحات هنري هيروب ورسوماته ومنحوتاته.

عرض مقالات: