يترقب الطلبة بداية عامهم الدراسي الجديد، وسط مخاوف ‏كثيرة من عدم مقدرة وزارة التربية على توفير عدد كافٍ من ‏الصفوف، لتأمين التباعد الاجتماعي، وفرض الضوابط التي ‏أوصت بها خلية الازمة ووزارة الصحة.

ويقول تدريسيون ومختصون في الشأن التربوي والتعليمي، ان تعليمات وزارة التربية حول كيفية بدء العام الدراسي، تجاهلت “المعوقات الكثيرة التي ستصطدم به، وابرزها النقص الكبير في الابنية المدرسية”. ‏

‏التربية تعد منهاجا طارئا

نقلت وكالات الأنباء، حديثا لوكيل الوزارة ‏للشؤون الإدارية، فلاح القيسي، الذي قال إن “الوزارة تعمل على ‏إعداد المـنـهـاج الــطــارئ، والــذي سـيـتـم مـن خلاله ‏تقليص بعض مناهج المــواد الـدراسـيـة لتمكين الطلبة ‏من الدمج بين منصة نيوتن للتعليم الالكتروني، والتعليم ‏المباشر”.‏ وافصح القيسي، عن “اتجاه الوزارة نحو ثلاثة محاور للعمل بها، عند بدء ‏العام الدراسي الجديد، وهي الالكتروني والمباشر ‏والـتـلـفـزيـون الـتـربـوي”، مـنـوهـا بـأنـه “سيتم تخصيص ‏رمـز سـري لكل طالب للدخول الى المنصة الالكترونية من ‏دون مشكلات فنية، فضلا عن تسجيل الـدروس لتمكين ‏الـطـالـب مـن مراجعتها فـي اي وقـت يشاء فيه ذلك”.‏

عام دراسي مُربك

وأثارت خطة الوزارة هذه، حفيظة العديد من المهتمين بالشأن ‏التربوي، بالإضافة الى منظمات طلابية ‏وتدريسين، خصوصا ان ايضاح وكيل الوزارة، خلا من الاشارة الى المعوقات التي تواجه العام الدراسي الجديد.

وقال علي ‏بخت، مهتم بالشأن التربوي لـ”طريق الشعب”، يبدو ان الوزارة “غير مستعدة” للموعد الاولي لانطلاقة العام ‏الجديد، لافتا الى ان “البنى التحتية غير جاهزة ‏بالإضافة الى نقص أبنية المدارس، وبالتالي يصعب ‏تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي”.

وأضاف، ان “الخيار ‏المطروح على طاولة النقاش هو تقليل ‏المناهج الدراسية وستكون هناك محاولة لإعطاء المناهج ‏الاساسية فقط”. ‏

ويصف بخت، الحلول المطروحة بأنها “عشوائية ‏ولم تخضع للدراسة”، مستنتجا من ذلك “نحن امام عام دراسي مُربك”.

ويردف، “كان من المفترض على الوزارة ان تطرح معالجات في وقت مبكر كي ‏تكون جميع الاطراف مستعدة للخيارات المطروحة”.

ويشير الى، ان “التعليم الالكتروني هو جزء اساسي من ‏المنظومة التعليمية في كل العالم، إلا إننا انتقلنا اليه فجأة، خلافا للبلدان الرائدة في هذا المجال، فلا الطلبة والاساتذة مهيؤون لهذا النوع من التعليم، ولا البنى التحتية لخدمات الانترنت”.

معلومات شحيحة ‏

‏وقال التدريسي احمد جبار لـ”طريق الشعب”، ان “الشكل الافضل الذي يمكن من خلاله ‏ان ينطلق العام الدراسي، هو إعطاء الدروس ‏الاساسية خلال يومين او ثلاثة ايام في الاسبوع، على ان يتلقى الطالب بقية الدروس الثانوية الكترونيا”، مبينا انه “ليس بمقدرة أي احد ان يعطي حلولا ناجحة، ‏لان الخيارات تكاد تكون معدومة، كما ان النجاح في هذا التحدي لا يتحقق دون تعاون الطلبة أيضا مع الكوادر التدريسية”.

الفساد سبب رئيسي

ويقول عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام ‏في جمهورية العراق، رضا عادل، إن “المعنيين في الشأن التربوي، إضافة ‏الى وزارة التربية، اتفقوا على ان بداية العام الدراسي ‏الجديد مرهونة بتأمين سلامة الطلبة”، مشيرا الى أن ذلك يحتاج الى ‏”تحقيق التباعد الاجتماعي الذي لا يتحقق الا بعدد كبير من الابنية المدرسية”.

وتساءل عادل خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، عن الكيفية التي تجعل وزارة التربية قادرة على ان تجعل الصف الصغير يحتوي على 10 طلاب، والصف الكبير 15 طالبا، في حين ان الصف الواحد كان يضم في الايام الطبيعية 50 – 60 طالبا، وبدوام ثنائي او ثلاثي؟”.

ويضيف، ان “الفساد والفشل الذي تسببت به الحكومات المتعاقبة، جعلنا الان امام خيارات عسيرة جدا”.

عرض مقالات: