انطلاق التظاهرات بهذا الزخم والحجم واتساعها يوميا حتى تحولت الى انتفاضة عارمة شملت جميع محافظات الوطن  واستمرارها  بمشاركة قطاعات واسعة من نقابات العمل والمعلمين والمهندسين والدكاترة والطلبة والمنظمات النسوية  ومنظمات المجتمع المدني والصيادلة ، وابرز المساهمين بدعم الانتفاضة هم اصحاب التكتك الكادحين البواسل الذين ابوا الا ان يساندوا شعبهم في انتفاضته الجماهيرية هذه ويلتحق بعضهم بقوافل شهداء الانتفاضة المتصدين للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بصدور عارية، الا من ايمانهم بعدالة مطالبهم المشروعة التي يعترف بها كل صاحب ضمير عراقي مخلص لوطنه وشعبه ،

لقد استقطبت انتفاضة تشرين هذا التأييد لأنها عبرت عن معاناة ابناء الشعب العراقي التي تراكمت منذ سقوط نظام  الدكتاتورية البعثية ، ولم تجد على ايدي متنفذي نظام المحاصصة الذي اعتمد الطائفية السياسية نهجا خلال حكوماته المتعاقبة ولمدة ستة عشر سنة ، الا خلق ازمات سياسية اقتصادية  اجتماعية وسياسية  من جراء سرقة اموال الشعب لمصالحهم الخاصة  بشتى طرق الفساد والخداع، متجاهلين حاجات الشعب العراقي ومطالبه المشروعة المعلنة عن طريق تظاهراته السابقة .

وانتفاضة تشرين اليوم حملت معها وبوعي عميق شعارات وطنية تجاوزت ما كان مرفوعا بالسابق من قبل المتظاهرين ، بعد ان وجدت  الوطن مسروقا   ويسير الى المجهول بفعل الطبقة السياسية المتسلطة على رقاب الشعب العراقي ،التي اوجدت نظام المحاصصة الطائفي المقيت، الذي من نتائجه ان يفقد العراق هويته الوطنية واستقلاله وسيادته ،  

ان الانتفاضة الباسلة تسير بالاتجاه الصحيح لان اساسها البسطاء والفقراء والكادحين والمحرومين الجياع ممن كانت اياديهم نظيفة وقلوبهم تنبض بحب وطنهم بإخلاص ، ووجدوا ان الانتفاضة السلمية هي الحاضنة الاشمل لحقوقهم ومطالبهم المشروعة ، ولذلك يدافعون بشجاعة  وبسالة مسترخصين دماءهم الزكية في سبيل وطنهم وحقوقهم التي لا تقبل بديلاً.

وقد عبرت  شعارات الانتفاضة التي تحددت( بنريد وطن واسقاط الحكومة التي فقدت شرعيتها ، كذلك تغيير قوانين الانتخابات المرسومة على قياسات نظام المحاصصة المقيت ، وتشكيل حكومة جديدة من مخلصين وطنيين مستقلين ، وغيرها من المطاليب المشروعة ). على ان توحد جهودها وتنظم صفوفها وتحرص على سلميتها .

ان اول امتحان لمصداقية الحكومة هو تقرير اللجنة التحقيقية التي شكلتها والتي جاءت نتائجها مخيبة ومحبطة للمتظاهرين المنتفضين حيث برأت القتلة للمنتفضين ورحًلت التهم الى مجموعة من( اكباش الفداء)!!

ان الانتفاضة الجماهيرية السلمية حددت بوصلة اتجاهها ورسمت اهدافها بدقة وما على الحكومة الفاقدة الشرعية  التي كانت وماتزال واجهة تتحرك بارادة الخارج 

لان تترجل من برج محاصصتها وترحل بدون رجعة.

اما ما ترتكبه الحكومة  ضد ابناء شعبنا المتظاهرين  السلميين من جرائم  قتل متعمد وبدم بارد، باستخدام الرصاص الحي  والقنابل المسيلة للدموع والحارقة ، فهو لن يثن شعبنا من مواصلة مطالبته بحقوقه .

في الوطن الحبيب مجزرة ومن خلف الحدود

كفُ تُحرك دٌماً شوهاء تسجد كالعبيد

يتطلعون الى سيول النفط والبلح النضيد

يبكون دين محمد ويصافحون يد اليهود

فمتى تتوب حليمة عما تسف متى تتوب

اولستم بشر يحس بما تحس به الشعوب

عرض مقالات: