شهدت "مدرسة الامتياز" الابتدائية الأهلية في بغداد، أخيرا، مهرجانا للكتاب والقراءة الحرة، في حدث لم يكن عابرا أو تقليديا.

وتجمع أطفال المدرسة التي تقع في منطقة زيونة، في مشهد مدهش، محلقين بأنظارهم على آلاف العناوين الصادرة من مختلف دور النشر العراقية والعربية.

المهرجان الذي نظمته إدارة المدرسة تحت عنوان "كتاب الامتياز"، ساهم – بحسب الكثيرين - في احياء صورة متحضرة لتشجيع التلاميذ على المطالعة، وتحفيز أولياء أمورهم على إعادة الألق لهواية كانت محببة عند اغلب العراقيين، الا وهي قراءة الكتب الخارجية، وتعدد منابع الثقافة، وترسيخ القيم الجمالية في فتح افاق التنوع المعرفي عند الاطفال من مختلف الاعمار.

وتوجهت ادارة المدرسة نحو تبني هذا المشروع المعرفي الطموح، وتجسيده في مهرجان كبير، عبر استضافة عدد من دور النشر والمكتبات المعرفية والفكرية المتخصصة في إصدار كتب الأطفال. 

ولم تقتصر فعاليات المهرجان على عرض الكتب، بل تضمنت عروضا تمثيلية وفعاليات موسيقية ساهم فيها الكادر التدريسي والتلاميذ، الذين صدحت اصواتهم بأغنيات تمجد عوالم الثقافة والجمال، وتطالب بإنشاء مكتبات عامة وخاصة، ترفع من وعي الاجيال العراقية.

وتخللت المهرجان الذي حضره المئات من الضيوف, فقرات منوعة برزت اهميتها في قدرة التلاميذ على تأدية ادوار معبرة وخارجة عن المألوف، تتمثل في قراءة القصص وتجسيدها بطرق توصيلية ممتعة، باللغتين العربية والانكليزية, مع اجراء اختبارات ومسابقات للتعريف برموز العراق واعلامه.

وأعرب القائمون على المهرجان والحاضرون، عن أملهم في ان تبادر بقية المدارس والمديريات التربوية، إلى اتباع هذا النهج التثقيفي. إذ بينت مديرة المدرسة فرح محمد شاكر في حديث لـ "طريق الشعب"، انهم يسعون عبر هذا المهرجان الكبير إلى التذكير بقيمة الكتاب وأهميته، وإلى دعم مواهب الاطفال عبر اقامة مسابقات في كتابة الشعر والقصة، فضلا عن تحفيز بقية إدارات المدارس على افتتاح مكتبات مصغرة تساهم في رفع وعي التلاميذ وتنمية أذواقهم.

ولم تخف عائلات التلاميذ التي حضرت المهرجان، دهشتها من تنظيم هذا الحدث، في الوقت الذي بادرت فيه إلى تعزيزه ودعمه عبر اقتناء عدد كبير من الكتب والقصص المطبوعة بإشكال انيقة، لتكون نواة لمكتبات منزلية يستفيد منها أبناؤهم التلاميذ.

ورفع التلاميذ في سياق المهرجان، أياديهم مجسدين النصر في نشيد جماعي يدعو إلى حب الوطن ورفع راية التمدن، يرافقهم عزف موسيقي لبعض الموهوبين.

من جانبها قالت المشرفة الفنية على تنظيم المهرجان، رباب محمد عباس في لقاء مع "طريق الشعب"، انهم يهدفون في مشروعهم هذا الى تجميل البيئة التعليمية  وتطوير ادوات التلقي، من خلال إقامة النشاطات المسرحية والموسيقية، واستضافة الشخصيات الثقافية والفنية المحببة، خلال العام الدراسي "لترفدنا بخبراتها التصحيحية، ولنشق معا بهذا التضامن الانساني والمعرفي، طريقا للنجاح على المستوى التربوي والتعليمي، حتى نلحق بركب التطور الذي مثلته التجارب العالمية المعنية بمدارس الأطفال، على اعتبار ان المدارس مناجم للتغيير الايجابي في المجتمع" – على حد قولها.

عرض مقالات: