طريق الشعب
عقدت دار الثقافة والنشر الكردية، الأربعاء الماضي في مقرها ببغداد، ندوة ثقافية بعنوان "في رحاب شاعر العرفان بابا طاهر العريان"، ضيّفت فيها الباحث أحمد الحمد المندلاوي بحضور جمع من المثقفين والإعلاميين والمهتمين في الشأن الثقافي.
الندوة التي احتضنتها "قاعة شيركو بيكه س" في مقر الدار، استهلت بكلمة باسم قسم العلاقات والإعلام، جاء فيها ان بابا طاهر العريان الذي عاش في القرن الحادي عشر، يعد من القامات الكردية المهمة في مجال الشعر والفلسفة، وانه فيلسوف متصوف أضاءت أعماله الكثير من الجوانب العلمية والمعرفية، ووصلت إلى العالمية.
المندلاوي، وفي معرض حديثه، أشار إلى ان "الشاعر المتصوف العرفاني الكبير بابا طاهر الهمداني، يستحق الاستذكار والاهتمام والمتابعة، كونه تجاوز بأدبه وشعره الحدود، ما ترك تأثيرا قويا في النفوس"، مضيفا انه "يستحق ذلك المجد الرفيع في اروقة الادب العالمي والانساني".
وكشف الضيف خلال حديثه عما تضمنه كتاب "رباعيات بابا طاهر عريان الهمداني" من نواح مختلفة للفكر المتقدم والتفكير الحكيم، موضحا ان الهمداني من أوائل الذين اشتغلوا على أسلوب الرباعيات في الشعر، وانه كان فيلسوفاً جوالاً، ويتبع هذه الطريقة في نشر فلسفته لأسباب عدة "تارة للتمتع بفسيح الدنيا والتقاط صور الجمال من الطبيعة والناس, وتارة اخرى لبث ما يجول في اعماق نفسه من خواطر العرفان والدعوة إليه".
ولفت المندلاوي إلى ان بابا طاهر كان صادقاً في اعماله الادبية، التي نبعت من قلبه، ما تركت اثراً فكرياً واخلاقياً في روح ونفس القارئ والمتلقي.
وكانت لمدير عام الدار أوات حسن أمين، مداخلة في الندوة، ذكر فيها ان "بابا طاهر الهمداني شاعر انساني"، مشيرا إلى ان الكتابة الأدبية بدأت لدى الكرد منذ زمن الهمداني عام 1050، وقبل ذلك كان الأدب الكردي ينقل شفاهيا.
وأضاف قائلا ان الهمداني لم يكن شاعر رباعيات فحسب، بل كانت له قصائد عديدة، بينها واحدة مؤلفة من ألف بيت، موضحاً ان هذا الشاعر والفيلسوف "ارتقى بأدبه وشعره الى مستوى العالمية بفضل اعماله التي تتميز بخصائص فنية في تصوير البيئة ووصفها بشكل إبداعي".
وشهدت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وأجمعوا فيها على ان الفيلسوف المتصوف بابا طاهر عريان الهمداني، مرت عليه خبرات وتجارب عميقة اثرت به ومكنته من استلهام واستيعاب مختلف الرؤى، وتسخيرها في رباعياته الشهيرة بتميز دقيق وبشكل يتناغم مع خيال القارئ والمتلقي.