عبد الواحد الورد
ضيّف نادي الكتّاب في محافظة كربلاء، في جلسته الأخيرة التي نظمها الأربعاء الماضي، سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق علي شغاتي، الذي تحدث عن "الطلبة بين الواقع والطموح".

الجلسة التي حضرها جمع من التربويين والمثقفين والطلبة والمهتمين في الشأن التربوي، استهلها مديرها غفار ياسين، بتقديم نبذة مختصرة عن سيرتي الضيف الذاتية والمهنية، ليتحدث الأخير بعدها عن هموم الطلبة وأولياء أمورهم والتدريسيين، موضحا ان الواقع التربوي في العراق يمر بأزمات عديدة، وانه بحاجة الى تفعيل القوانين المعنية بالجوانب التربوية، وعقد المؤتمرات لمناقشة معاناة الطلبة.
وأضاف قائلا ان الوضع العام، السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتردي في البلد، له تأثير خطير على المستوى الثقافي والتعليمي للطلبة، لافتا إلى ان الجامعات العراقية اصبحت لا تمتلك أي مهارات او قدرات لمواجهة المعوقات، وان وزارة التربية تتنصل "دائما" عن واجباتها تجاه العملية التربوية بشكل عام.
وأشار شغاتي إلى ان اتحاد الطلبة وباعتباره حلقة وصل بين الطالب والهيئة التدريسية، وجد ان استمارة البيانات للعاطلين عن العمل من الخريجين تكشف عن وجود قرابة مليون خريج قدموا ملفاتهم للتعيين في سلكي الشرطة والجيش.
ثم ألقى الضوء على البنى التحتية للمؤسسات التربوية، وعلى الهيئات التدريسية في المدارس، مبينا ان العملية التربوية تعاني نقصا في التدريسيين المؤهلين والكوادر المتدربة، إلى جانب نقص في البنى التحتية "فالبلد يحتاج إلى قرابة 11 ألف مدرسة جديدة، وإلى ترميم أعداد أخرى من المدارس، ومن بينها المدارس التي دمرت خلال الحرب على الارهاب".
وتحدث شغاتي عن المناهج الدراسية والاثاث المدرسي، مشيرا إلى ان ذلك كله يحتاج إلى تجديد وتحديث. فيما عرج على موضوع تسرب الطلبة من المدارس، موضحا انه اصبح لدينا جيل كامل لم يكمل الدراسة الاعدادية، وان 40 في المائة من أبناء هذا الجيل، لم يكملوا الدراسة الابتدائية، على الرغم من ان الدستور العراقي ينص على إلزامية التعليم الابتدائي.
ثم تطرق إلى المستوى التدريسي وما عاناه خلال السنوات الأخيرة من تراجع خطير، الأمر الذي تسبب في ظهور طلبة لا يجيدون الكتابة والإملاء، ما يمنعهم من العبور من مرحلة دراسية إلى أخرى، مضيفا ان وزارة التربية مطالبة بإعادة النظر في المناهج الدراسية، وفي طرائق التدريس.
وتحدث سكرتير اتحاد الطلبة العام عن ظاهرة الاعتداء على المعلمين والمدرسين من قبل طلبتهم، مشيرا الى انه تم ضبط 38 حالة اعتداء في مدارس العراق. فيما سلط الضوء على "آفة" التدريس الخصوصي ومساوئها الكثيرة.
بعدها تطرق إلى الإشراف التربوي، وذكر انه غائب وليس له دور حقيقي. وتحدث أيضا عن المدارس الأهلية التي يراها أنشئت "للكسب المادي على حساب العلم والمعرفة". ثم نبه إلى قضية تضاعف نسب الطلبة المتفوقين بشكل غير معقول "الأمر الذي يدعونا للمراجعة، كون الكثير من الشهادات منح بدون استحقاق، وان هناك تلاعبا بالدفاتر الامتحانية، ما يترك تأثيرا سلبيا على عملية قبول الطلبة في الجامعات والمعاهد. خصوصا ان نسبة المتفوقين باتت عالية وغير قانونية".
وحذر شغاتي من تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات، لافتا إلى ان الطالب، ولعدم حصوله على فرص عمل بعد التخرج إلا إذا كان ضمن الأوائل، يضطر إلى الغش في الامتحانات ليحقق درجات عالية.
واختتم سكرتير الاتحاد حديثه متناولا واقع الأقسام الداخلية للطلبة، مشيرا إلى ان وزارة التربية رفعت أجور الإقامة في تلك الاقسام، على الرغم من ضعف خدماتها.