لكل إنسان وسيلته الخاصة في التعبير عن مكنونات نفسه والترويج عن بضاعة حزنه، بعضنا يستمد من الدمعة والهدوء قوت يومه والبعض الأخر يجد في الضحك والتبسم طريقاً لنسيان ما ألّمَ به، البعض تراهم يتمركزون حول ذاتهم.. يلوكون علكة الأيام بين شهيق وزفير وغالبا ما ترى هؤلاء يفترشون الصبر ويلتحفون التمني فلكل شخص حزنه وفرحه ولكل منا الـمٌ لا يفصح عنه حتى لأقرب المقربين.

ليس هذا محضر الحديث ...فمع التغيرات الكثيرة التي طرأت على المجتمع العراقي نرى إن هنالك من يتلذذ بالصراخ والزعيق على الدوام ليستخرج بها جمرات تتـقد في روحه وقد تكون هذه طريقة مثلى للتنفيس عن الغضب حسب إحصائيات علماء النفس والتشريح لان التعبير عن الغضب بصورة طبيعية هو ما يساعد الإنسان على تجاوز الكثير من حالات القلق والترقب.

 ولكن ما بالكم بالذي لا يجد المكان المناسب ليطلق صفارات إنذار الغضب ويفضل الاحتفاظ بها في قوالب مجمدة داخل عقله حتماً ستنفجر تلك المجمدات المتكدسة ذات يوم لتفرغ الشحنات.. ولكن بوجه من.. ومتى؟ ومن ذاك الذي يفتح صدره لتلقي جمرات الغضب ويجيب كثير عزة حين قال:

من لي بإنسان إذا أغضبته وجهلت.. كان الحُلمُ ردَ جوابه؟

عرض مقالات: