بعد النجاح الكبير الذي حققه السودانيون في الاضرابات التي اقاموها مؤخرا في غالبية القطاعات المهنية الحيوية في البلاد، وكخطوة جديدة تتخذ ضد النظام الذي اصبح معزولا عن الشعب بشكل تام، اثنت سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني، أمس الأول على هذه الخطوة المهمة، مبينة حجم التأييد الذي لاقته من قبل الجماهير، وفيما حددت في وقت سابق الخطوات الواجب القيام بها والسير عليها، للإسقاط السلمي للنظام الدكتاتوري، دعت قوى الاعلان والتغيير الى الخروج اليوم بتظاهرات كبرى في المدن السودانية، ستنطلق من خمسة نقاط رئيسية تتجمع الجماهير فيها وتباشر العمل عبر آليات حُددت مسبقا.

وكشفت شبكة الصحفيين السودانيين عن تجاوز نسبة الـ 90 بالمائة من مشاركة الكوادر الصحفية في الاضراب، مشيرة الى دورهم المُشرف وتلبيتهم لنداء الشعب من اجل التضامن وتبيان الفرق بين الصحافة الحقيقية وبين اقلام السلطة المأجورة.

مكاسب الإضراب

أشارت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أمس الأول، في تصريح صحفي، تابعته "طريق الشعب"، الى أن "دعوة قوى اعلان الحرية والتغيير لاقت تأييدا واضحا وسط جماهير العاملين من قبل المهنيين والحركيين والتجار والعمال والمزارعين والقطاع الخاص، فقد انتظمت الاغلبية من العاملين في اضراب اليوم (الثلاثاء)، المستمر لغاية الان"، معتبرة أنها "الاولى من نوعها في مقاومة النظام الديكتاتوري واستندت في نجاحها على الانتصارات الباهرة التي حققها الحراك الجماهيري، وهي تأتي في طريق التحضير الجيد لمشروع الاضراب السياسي العام وتنفيذ العصيان المدني".

واكدت أن "الجماهير المشاركة في تنفيذ الدعوة اثبتت التزامها الصارم ببرنامج قوى الثورة ونفذت الاضراب معلنة بذلك وقوفها المثابر مع حركة التغيير الجذري التي ترمي الى اسقاط النظام وتفكيكه وتصفيته"، منوهة الى ان "ذلك جاء كرد فعل ايجابي تجاه قانون الطوارئ الجائر للمحاكم الظالمة واستمرار تنفيذ ممارسات العنف المفرط تجاه مسيرة الثورة السودانية الظافرة"، لافتة الى أن "هذا النجاح يزيد من رصيد حركة المقاومة الجماهيرية وقيادات الانتفاضة على المستويين القاعدي والجماهيري، ويصب في اتجاه كشف وتعرية كل المؤامرات التي ترمي الى ايقاف الحراك الجماهيري وحرفه عن السير قدما نحو هدفه الاساسي".

خيار لا رجعة فيه

وأوضح الحزب، الاثنين الماضي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "السلطة المتصدعة ما زالت ترى وجود مساحة لسيناريو جديد يجعلها جزءا من مستقبل السودان والاستمرار في الحكم عبر قانون الطوارئ ومحاكمها ورصاصها وقنابلها، مشيرة الى ان "طريق الاسقاط السلمي لن يتم إلا بالإضراب السياسي والعصيان المدني الذي تعاهدت عليه  فصائل المعارضة كافة، ومن خلال تصعيد الحراك الجماهيري لمرحلة نوعية بمعنى أن يكون التنظيم أساسه فهو الأداة التي ستؤدي للتغيير، ومن المهم ان ترتبط لجان الميدان بلجان الأحياء والمدن والأقاليم، فيما يتوجب أن ترتبط بالقيادة السياسية المنسقة لعملية الإسقاط وعلى لجان الأحياء أن تنظم الجماهير في احيائها"، مناشدة "المهنيين كافة الذين لم ينضموا لتجمع المهنيين أن ينظموا صفوفهم لهذا التجمع فهو العمود الفقري للإضراب السياسي". ولفتت الى أن "التنظيم يستوجب على قوى المعارضة التجانس والوحدة حول الحد الأدنى وهو إسقاط هذا الكابوس وتفكيكه وتصفيته ليفتح المجال في الفترة الانتقالية للحوار على كيفية تطور السودان".

اليوم تظاهرات كبرى

من جانب آخر، دعت قوى إعلان الحرية والتغيير، الى تظاهرات كبرى تنطلق اليوم من خمس نقاط رئيسية بعد ان يتجمع فيها المحتجون.

وقالت القوى في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إنها "تعمل مع جميع أطيافها السياسية والمهنية والمدنية على ثلاث لبنات لبناء المستقبل على النحو التالي"، تتضمن "تطوير إعلان الحرية والتغيير والترتيبات الانتقالية، ووضع دستور انتقالي تحكم به البلاد بعد سقوط الطاغية، وتفصيل برنامج إسعافي تدار به البلاد والتحضير لمؤتمرات سياسات بديلة تنهض بالبلاد"، مشيرة الى أن "مندوبين من جميع القوى سيعكفون على دراسة تفاصيل الفترة الانتقالية وصياغة الحلول العلمية والعملية لكل أزمات البلاد في المدى القصير والمتوسط، فنحن نعلم أن المهمة شاقة وأن الآمال عراض وواجبنا أن نعمل سوياً حتى تتحقق ولا تنحرف الثورة عن مراميها"، فيما لفتت الى استعدادها لاستقبال الملاحظات والمقترحات كافة.

إضراب صحفي مميز

الى ذلك، اعلنت شبكة الصحفيين السودانيين، أمس الأول، تجاوز نسبة الـ 90 بالمائة من الكوادر الصحفية في الاضراب الذي اجري مؤخرا في عموم القطاعات السودانية الواسعة.

وقالت الشبكة في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الصحفيين السودانيين سطروا ملحمة تاريخية ليست غريبةً عليهم، حيث استجابت قطاعات واسعة منهم لنداء شبكة الصحفيين السودانيين للدخول في إضراب (الثلاثاء)، وكانوا على الموعد بإحدى المعارك الفاصلة".

وأشارت الى، أنه "ومنذ الصباح الباكر كان للصحفيين السودانيين حضور في الصحف المختلفة وقد وضعوا الأقلام إلا من رصد لبسالات شعبنا التي فرضت نفسها على وسائل الإعلام العالمية لتتخطى نسبة نجاح إضراب الصحفيين اليوم حاجز الـ90 بالمائة متكئين على إرث كبير من النضالات التي مازالوا يدفعون أثمانها الرخيصة في سبيل الوطن اعتقالا وتشريدا وتنكيلا"، مبينة انهم "لقنوا جنود السلطة الرابعة الطاغية ونظامهم الفاشي درسًا قاسيًا في هذا الظرف الاستثنائي، الذي كانت الصحافة السودانية أحد ضحاياه، تكميمًا ومصادرةً وعنفًا واعتقالا وتشريدًا وملاحقةً"، فيما باركت الوقفة واكدت استمرار نضالات الصحفيين لغاية انهاء النظام وتفكيكه.