قصيدتي في الاحتفالية التي اقامتها محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي في نادي النفط الثقافي بالذكرى التسعين لميلاد الحزب 12/ 4/ 2024

هذا الفتى من أسمائِه :  يوسف

مازالَ فتيًا وهو في التسعين

حاشاهُ  لم يتقاعسْ أو يتقاعدْ

هو مانعة ُ صواعقِ ِ العراقِ المفدّى

 في 1949 خيّاطٌ من شمالِ البصرةِ

حدّث شقيقيَ محمد مسعود

: فهدٌ تتضوعُ منه نسائمُ القديسينَ

له زهدُهم وكراماتِهم

هو قسيمُهم بكسرةِ خبز ٍ وبالقميص.

خرجَ من الدنيا مُرتفعًا

ويضيفُ المؤرخُ عزيز سباهي  

حين جالسته أثناء مهرجان المربد الأول  2004

:  فهد لم يُعرِض ْ

عن حبِّه ِ

عن شعبِه ِ

عن حزبِه ِ.

 خوفاً على وطنِه ِ

خبَّأهُ في عُنُقِه ِ

وهكذا كانَ عروجُهما..

.................................

الشهيدُ شاكر محمود

في الذكرى الأربعينَ لزهرةِ الرمّانِ خَطَبَ فينا

 حينَ كانَ مقرُّ حزبِنا في منطقةِ العباسية

: أنَّ يوسفَ سلمان يوسف

 مِن شدَّة ِ خوفِهِ على الأنهارِ

صارَ سماءً خفيضة ً فوقَها

ويخافُ على الحقول ِ

فنثرَ روحَهُ سياجاً

وكان يُقلقهُ أرقُ الأمهاتِ

فطحنَ أيامَهُ أقواسَ قزحٍ

..................................

أخبرنا الباحث حنا بطاطو

: فهد في زنزانة ٍ تجاور الآخرةْ

ولم يتوقفْ عن مطاردة ِ الليلِ الغاشمِ

الكلُ رأى  يوسفَ يرجُمُ الليلَ بالمصابيحِ

فيندلعُ نهارا ًعراقيًا لا مثيلَ لهُ في ليالي الأعراس

يضيفُ الدكتور أوريل دان، في كتابه( العراق في عهد قاسم)

أنّ يوسفَ يُهنْدسُ التاريخَ بجغرافية ٍحداثية ٍ

 ما سمعتُ ولا قرأتُها عند غيره ِ

أعني أنَّ يوسفَ

كلُّ جهاتِ بوصلتِه ِ للأمامِ

وفي مُقلتيه فرحٌ  طريٌّ

ومِنْ ساعديه تسطَعُ الحنطة ُ والياسمين

أما شاعرُ غزة  المناضلُ الشيوعي معين بسيسو

 رفيق ُ فهد في أربعيناتِ القرنِ الماضي

 فقد رسمَ (غزالةَ يوسفَ)  معلقة ً شعرية ً قبيل موتهِ

ممّا جاء فيها

عرفتُ يوسفَ رزينا ومندفعًا

 مثلَ نشيدٍ وطنيٍّ لا يلين.

وليوسفَ وظيفة ٌ واحدة ٌ استبسلَ مِن أجلِها

فهو في كل يومٍ يغسلُ الأنهارَ

بمياه أيامِه ِ وأحلامِه ِ

........................

.........................

وأقولُ أنا الذي لمْ أرَهُ

لكنْي رأيتُه بصوت عبد الحسين أحمد شقيق أمي  

الذي رآه ُفي 1946..

كما روت لنا أمي في نعومة أحزاننا

أثناء شباط الأسود 1963 ونحن نتخفى من بيتٍ

   إلى بيتٍ...

أنا لم أرَهُ

  في  2009 مع شيوعيّ وشيوعيات البصرةِ

رأيتُ ضريحَهُ ولمستُه ُ بعينيّ وقلبي .

 تَلَوْتُ في حضرتِه ما تيسّرَ من الياسمينِ  المطرّزِ بالقُرُنْفلِ

سلامٌ على يوسفَ

وعلى قمصانِه ِ

وشموسِهِ

وأقمارِه ِ.

 يوسفُ زهرة ُالرّمّانِ  لا تغفو ولا تغيبْ

أصابِعُهُ مفاتيحُ مستقبلنِا

صوتُهُ حناجرُ اللافتاتِ.

ظلُّه ُحبرُ السحابة ِ في الربابة ِ

مازال يوزّعُ روحَهُ ماءً وأيامَه خبزاً.

الشوارعُ تحتاجُهُ ذاكرة ً

الفتيانُ يريدونَه ُ خارطة ً لأحلامهم

الكتابة ُ تستقوي به لصعودِ الجبالِ.

الفتياتُ يطرِّزْنَ اسمَهُ بالجوري والريحان

سلامٌ...

سلام ٌ

على سلامنِا العادل

وألفُ سلامٍ

على يوسفَ

  لا يغفو ولا ينامْ

عرض مقالات: