أصدرت المحكمة الاتحادية العليا بتاريخ ٢١ / ٢ / ٢٠٢٤، قرارا بتحديد مقاعد برلمان كردستان بمائة عضو، ما يعني إلغاء مقاعد الكوتا في برلمان إقليم كردستان البالغة (١١) مقعدا، والخاصة بالأقليات القومية (الكلدان الآشوريين السريان والتركمان والأرمن)، وإلغاء التمييز الإيجابي الذي كانوا يتمتعون به منذ أول انتخابات أجريت في إقليم كردستان عام 1991.
ويعود مبدأ تخصيص مقاعد للأقليات إلى بداية تشكيل برلمان كردستان، حيث خصصت القيادة السياسية للجبهة الكردستانية خمسة مقاعد لتمثيل الأقليات في ظل نظام قائم على اعتبار كردستان دائرة واحدة، ولهذا استطاع ممثلو الأقليات من دخول برلمان الاقليم.
إن قرار المحكمة الاتحادية قد جعل من الصعوبة على ممثلي الأقليات، الوصول إلى مقاعد البرلمان، في ظل النظام الانتخابي الذي اقرته المحكمة والذي قسم الإقليم إلى أربع دوائر انتخابية.
إن الدستور العراقي الدائم أقر بأن العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب وأكد الحقوق السياسية للأقليات القومية في المواد ٤٩، ١٢٥ وتمثيلها في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، لذا نجد من الضروري تيسير تحقيق هذا التمثيل لسائر أطياف شعبنا القومية والدينية.
كما نؤكد على أن تتعامل جميع الأطراف ذات العلاقة مع المشاكل التي يواجهها البناء الفدرالي والعلاقة بين السلطتين الاتحادية وفي الإقليم من منطلق احترام الدستور نصا وروحا وأسس البناء الديمقراطي للدولة ومبدأ فصل السلطات.
إننا ندعو إلى معالجة تداعيات قرار المحكمة على وفق هذه الأسس بما يجنب البلاد تفاقم الأزمة من جهة، وضمان سلامة العملية الديمقراطية، وإزالة الغبن الذي أصاب أبناء الأقليات القومية في تمثيلهم السياسي في برلمان الإقليم.
نودُّ، ابتداء، أن نعربَ عن امتناننا العميق لمشاركتِكم إيانا الاحتفالَ بالذكرى التسعين لتأسيس حزبِنا الشيوعي العراقي، وهي مشاركةٌ ننظر إليها بروح الاعتزاز لما تعنيه من تقديرٍ لتاريخ وسياسة ومواقف حزبنا ودورهِ في الحركة الوطنية، وفي عموم نضالاتِ شعبنا ضد الاستعمار والاحتلال والمعاهدات الجائرة من أجل الحريةِ والاستقلال والسيادة، وضد أنظمة الاستبداد والدكتاتورية من اجل التحرر والديمقراطية والتقدم والحياة الكريمة.
ونحن نحيي الذكرى التسعين نتوجه باحر التهاني لنساء العراق والعالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار، كما نوجه تحية تضامن وتقدير الى الشعب الفلسطينى ونمجد صموده وتضحياته وشهداءه وهو يواجه حرب ابادة وحشية من قوات الاحتلال الصهيوني..
لا ريبَ في أن من بين دلالات الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة أن هذا الحزبَ انبثق من تربة العراق ومجتمعهِ ووجدان كادحيه ومثقفيه، لتمتدَ جذورُه عميقا في بلاد الرافدين، وتظلُّ ينابيعُه، التي نعود إليها كلَّ حين، تروي شجرة هذا الحزب الخضراء دوما.
لقد كان وجودُ الحزب الشيوعي، الذي يجمع في سياساته ومواقفه بين الوطني والطبقي، ويناضل من أجل مصالح شغيلة اليد والفكر، ويدافع عن حقوق المرأة والعدالة والمساواة في مكانتها ودورها في المجتمع، وعن حقوق الإنسان وتطلعات الشباب وآمال المثقفين التنويريين، ويحترم الحريات الدينية ويدعو الى التسامح والتعايش السلمي والتنوع الثقافي، ويتمسك بحق الأمم في تقرير مصيرها، ويسعى الى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كان هذا الوجود ضرورةً موضوعية زكّاها التاريخُ ومنحها حياة متجددة.
ولعل من بين المآثر التي لا تُحصى في مسيرة هذا الحزب ما قاله مؤسس حزبِنا الشهيد الخالد فهد: «كنت وطنيا قبل أن أكون شيوعيا، وعندما صرت شيوعيا صرت أشعر بمسؤولية أكبر تجاه وطني».
ومن الدلالات العميقة في الذاكرة العراقية أن الناس يرون في الشيوعي مُثُل وأخلاق النزاهة والاستقامة والتواضع والعمل من أجل الناس ووسطٍهم والتضحية في سبيل القيم السامية.
لقد بقي الحزبُ الشيوعي، رغم أهوال الاستبداد، والتضحيات الجسام، حيّا، متجددا، ومتحديا، ومضيئا الدروب من أجل الوطن الحر والشعب السعيد. ولعل من ساطع الدلالة أن نتذكرَ هنا ما قاله ناجي شوكت، وزير الداخلية في العهد الملكي، حين وجد عام 1935 منشورا للحزب الشيوعي في بداية تأسيسه على طاولته: «هذا المنشور أخطر من ثورة سوق الشيوخ».
وفي تاريخ حزبنا أمثلةٌ ملهمة، وفي مسيرته تسطع نجوم الآلاف من الشهداء: يوسف سلمان يوسف (فهد)، زكي بسيم (حازم)، حسين محمد الشبيبي (صارم)، سلام عادل، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، محمد حسين أبو العيس، عبد الرحيم شريف، حسن عوينة، عدنان البراك، عبد الجبار وهبي، جلال الأوقاتي، كاظم الجاسم، ستار خضير، عايدة ياسين، ثائرة بطرس، موناليزا أمين، نزار ناجي يوسف، عميدة عذيبي، وضاح عبد الأمير (سعدون)، هادي صالح، كامل شياع، وحيدر القبطان...
لقد توهّم المستبدون، على الدوام، أنهم قادرون على اقتلاع جذور شجرة الشيوعية في العراق، والقضاء على حزب فهد – سلام عادل. وما كان بمقدورهم أن يروا حقيقة أن حزبا انبثق من روح الشعب، ولهيب المعارك الكفاحية، ومعاناة الملايين المريرة من الظلم والاستغلال، وعبّر عن المصالح الوطنية للبلاد، واجترح المآثر الثورية، أن حزبا كهذا هو الذي وضع التأريخُ بيده رايةَ الكفاح من أجل التغيير الاجتماعي وبناء الحياة الجديدة التي يكون فيها الإنسان ُقيمة عليا.
الحضورُ الكريم
إن بلادَنا اليوم تمرُّ بمخاضاتٍ عسيرة وتواجه تحديات جمة، لعل في مقدمتها أهميةَ وضرورة التخلي عن نهج المحاصصة وإعادة بناء الدولة العراقية على أسس المواطنة، وبما يوفرُّ الفرص المتكافئة للعراقيين جميعا،
وانتهاج سياسةٍ اقتصادية – اجتماعية ومالية ونقدية جديدة أساسُها التوظيف السليم لموارد البلد وتحقيق تنمية مستدامة تفتح فضاءاتٍ أرحب لخطوات جادة، للحد من نسب البطالة والفقر وتوفير الخِدْمات الأساسية وتحقيق التقدم والرفاه.
ونحن نرى أن لا تنميةَ حقيقية ولا استقرارَ ولا امانَ للمواطنين من دون استعادة هيبة الدولة وقدرة مؤسساتها على انفاذ القانون على الجميع، ومن دون حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الدستورية، واتخاذ إجراءات فعلية للحد من الفساد المستشري. وهذا يتطلب أيضا، من بين أمور أخرى، العملَ الجاد على مكافحة البيروقراطية وتخليصِ مؤسسات الدولة من الفاسدين والفاشلين، واسنادِ الوظيفة العامة الى ذوي القدرة والكفاءة والنزاهة، بعيدا عن التخادم المحاصصاتي والتوظيف الزبائني.
إنّ تجربة السنوات السابقة لم تزكِ المنهج المتبع حاليا في إدارة الدولة وبنائها، وظهر جليا عجزُ المتنفذين عن تقديمِ حلولٍ للأزمة البنيوية التي تعصف تداعياتُها ببلدِنا وشعبنا، لذا وضعتْ موضوعة التغيير الشامل على جدول العمل، وتحقيقه يتطلب إقامة تحالف واسع، سياسي وشعبي، من التيار الديمقراطي، والقوى المدنية والديمقراطية، ومن الوطنيين، ومختلف الفاعليات السياسية والاجتماعية، لفرض إرادة الشعب في التغيير والسير على طريق بناء الدولة المدنية والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.
وهذا ما يعمل حزبُنا على تحقيقه، مع الآخرين، عبر مختلفِ اشكال النضال والعمل، وتفعيلِ الضغط الشعبي والجماهيري المعوّل عليه أساسا في تحقيق التغيير المنشود.
وفي هذه المناسبة، وكما كنا، نجددُّ موقفَنا الثابت في دعم نضال الشعب الفلسطيني، ونطالبُ بوقف العدوان الصهيوني ومجازره الوحشية وحرب الإبادة الحماعية القذرة فورا، وتمكين شعبِ الجبارين من إقامة دولته الوطنية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس. ونطالبُ الحكومةَ العراقية، ومختلفَ فئات شعبِنا وقواه السياسية بالمزيد من الدعم والاسناد، المتعدد الأشكال، لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله المفعم بالتضحيات الجسام.
الأخوات والأخوة، الأصدقاء والرفاق الأعزاء
يشهدُ عالمُنا اليومَ أزمات وتوترات وحروبا محلية متعددة، وهي تتواصل مسببةً دمارا وخرابا وخسائرَ بشرية متعاظمة، وتهديدا متزايدَ الخطورة للسلم والأمن العالميين، من دون أفقٍ واضح لحلولٍ سياسية، بل تجري تغذيتُها وإمدادُ أطرافِها بالمال والسلاح خدمة لمصالح القوى العظمى ومشاريعِها في الهيمنة على مقدراتِ الشعوب، كما كشفت الأزمة المالية
والاقتصادية لعام 2008 غير المسبوقة منذ ثلاثينات القرن الماضي، والتي هزت أركانَ النظام الرأسمالي العالمي، عن فشل السياسات الليبرالية الجديدة وتناقضاتِها وما ينتجُ عنها من تعميقٍ للهوّة في الدخل والثروة على صعيد كل بلد، وما يصاحبُ ذلك من فقر وصعوباتٍ في الأحوال المعيشية لأقسام واسعة من المجتمع، وكذلك الفجوة المتزايدة ما بين بلدان المركز والأطراف في النظام الاقتصادي العالمي الذي تسيّره مبادئ وقواعد نهج الليبرالية الجديدة التي تتولى اعتمادَها وتطبيقَها المنظمات الاقتصادية والمالية الدولية؛ صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرها.
وفي هذه الظروفِ العالمية المضطربة والمحمّلة بالمخاطر والمعاناة للشعوب، نجددُ دعمَنا وتضامننا وانحيازنا الى نضال شعوب المنطقة والعالم من اجل الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد والسلم الوطيد.
أيها الحضورُ الأعزاء
تسعون عاما، مفعمة بالتجارب والمحن والتحديات والآمال، مرّت ودربُ النضال المجيد مايزال ممتدا أمامَنا، وفيه نغذّ المسير صوب غاياتنا الساميات.إن هذا الاحتفال مناسبةٌ أخرى لتجديد العهد، بعزيمة الشيوعيين المعهودة وتصميمهم، على أن نمضي الى أمام، نحو آفاق أرحب، ونشق الطريقَ نحو غدِ بلادِنا الوضاء، ونعيد النظر بأفكارِنا وخطانا بالروح
الانتقادية التي رسّخها معلمونا الأوائل، مستندين إلى خبرة التاريخ، ومنهجنا الفكري والنظري العلمي لتحليل وفهم الواقع المتغير، ومتمثلين الدروس البليغة من تجاربنا.
وكما نجح حزبنا على مر تاريخه المجيد، بفضل نضال الشيوعيين والشيوعيات وأصدقائهم ومناصريهم، وثباتهم واصرارهم في تجاوز العقبات والصعوبات، فإن تحديات الحاضر الفكرية والسياسية والتنظيمية تشكل محفزا للحزب ومناضليه لاستنهاض قواه ومضاعفة الجهود لتوثيق الصلات بالجماهير بما يعزز مكانته ودوره في الحياة السياسية في التأثير على مسارات تطور البلاد اللاحقة.
شكرا لكم، وعهدا لشعبنا على أن تبقى رايتُنا خفاقةً في سماء العراق من أجل مستقبله المضيء.
والسلام عليكم
* القاها الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب
أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أمس الأول، المهرجان الخامس للشهيد الخالد الرفيق حسين أحمد الموسوي (سلام عادل). وفي أجواء احتفائية وبحضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي وعدد من الرفاق في قيادة الحزب وضيوف من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية وجمع غفير من الرفاق والاصدقاء، انطلقت فعاليات المهرجان الخطابي الفني على قاعة نقابة المعلمين العراقيين في النجف التي اكتظت بالحاضرين.
تحية الى أرواح الشهداء
وبدأ المهرجان بالاستماع الى النشيد الوطني العراقي ومن ثم الوقوف دقيقة صمت تكريما لأرواح شهداء العراق والحركة الوطنية.
وتحدث عريف الحفل الرفيق عبد السادة البصري عن الجريمة التي ارتكبها المجرمون قبل واحد وستين عاما عندما عذبوا الرفيق سلام عادل، وقتلوه وارتكبوا افظع الأعمال الوحشية بحق المناضلين واختطفوا الوطن والقوا باحقادهم على ثورة 14 تموز الفتية التي قدمت الكثير من المنجزات، وكانت بداية الطريق نحو الازدهار لولا انهار الدماء التي سفكت من أجل إجهاضها وتدمير البلاد.
ووجه البصري التحايا وكلمات الشكر والتقدير الى نساء العالم والعراقيات على وجه الخصوص، بمناسبة الثامن من آذار اليوم العالمي للمرأة، مبينا دور النساء الثمين وكفاحهن وسعيهن الى ايجاد وطن آمن ومستقبل مزدهر وحياة كريمة.
كلمة الحزب الشيوعي
وبعد كلمة الحزب التي القاها الرفيق فاروق فياض عضو المكتب السياسي، قدّم الاستاذ نجاح سميسم التهنئة الى الشيوعيين بمناسبة اقامة المهرجان الخامس للشهيد الأسطورة سلام عادل، والقى كلمة اللجنة العليا للتيار الديمقراطي والأمانة العامة للتيار الديمقراطي الاجتماعي، والمنشورة في مكان آخر على هذه الصفحة.
قصائد عن بطولات الشهيد
وبعد الكلمات الخطابية بدأت فقرة الشعر مع قصيدة الشاعر عام الوطيفي ألقاها على مسامع الحاضرين، أعقبتها اجواء احتفائية واهازيج وتصفيق حار من الحاضرين.
ومن محافظة البصرة، ألقى الشاعر بلال عباس قصيدة عن المناسبة.
كلمة عن حياة الاسطورة سلام عادل
من جانبه، قدّم الدكتور باقر الكرباسي، كلمة عن حياة الشهيد الاسطورة سلام عادل، سلّط فيها الضوء على محطات هامة من حياة الشهيد على المستوى الاجتماعي والسياسي.
وتناول الكرباسي العديد من التفاصيل خلال كلمته المنشورة في مكان آخر على هذه الصفحة.
فقرات فنية متنوعة
واستمر الحفل في فقراته المتعددة، حيث اعتلى المنصة الرحالة البصري عبد المنعم الديراوي، ليتحدث إلى الحاضرين عن رحلاته حول العالم وزيارته الى القبائل والمناطق التي لم يصلها غيره من قبل، مبينا مجموعة من القيم الانسانية التي وجدها لدى أمم وشعوب وقبائل أخرى بعيدة، والمعاناة التي تلحق بالإنسانية، والتي تستحق الوقوف عندها وتسليط الضوء عليها.
وفي فقرة الرسم الحر قام الفنان الشاب محمد الرسام برسم صورة الرفيق الشهيد سلام عادل، فيما أهداها عند اكتمال الى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وسط تصفيق حار واعجاب من الحاضرين بجمالية اللوحة وروعة تنفيذها.
وفي آخر الفقرات الفنية، قدّم الفنان جعفر حمزة، وصلات غنائية لتأتي بعدها في الختام كلمة قدمتها الرفيقة ملاذ الخطيب، حيّت فيها النساء بيومهن العالمي 8 آذار.
هذا وحضر المهرجان الى جانب الرفيق رائد فهمي اعضاء قيادة الحزب الرفاق: بسام محي، د. صبحي الجميلي، فاروق فياض، سهاد الخطيب، حجاز بهية، بهجت الجنابي ومحمود سعدون وميعاد القصير.
وسط حضور حاشد، غصت به قاعة صلاح الدين في فندق فلسطين ببغداد، أقام الحزب الشيوعي العراقي حفلاً جماهيريا، للاحتفاء بمرور تسعين عاماً على تأسيسه.
حضر الحفل شخصيات رسمية وممثلو قوى سياسية ونواب وسفراء ومناضلون رواد ومثقفون وناشطون وممثلون عن النقابات والاتحادات والحركات الاجتماعية وجموع غفيرة من رفاق الحزب ومناصريه ومؤيدي، ومن شبيبته.
ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني، وبعدها وقف الجميع دقيقة صمت تكريما لشهداء العراق والحركة الوطنية، ثم أعلن عريفا الحفل منال جبار ومحمود سعدون بدء فعاليات الحفل حيث ارتقى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي المنصة لألقاء كلمة اللجنة المركزية للحزب في المناسبة والتي دعت إلى تعزيز التضامن والتعاون بين جميع القوى الديمقراطية والتقدمية والوطنية، لمواجهة الهيمنة والاستبداد والفساد والطائفية والإرهاب والتدخل الخارجي.
وأكد فهمي على أن الحزب الشيوعي العراقي سيواصل نضاله من أجل بناء عراق جديد يحقق آمال وتطلعات الشعب العراقي في الحرية والكرامة والرفاهية.
تلاها كلمة قوى التغيير الديمقراطية التي ألقاها الدكتور علي الرفيعي أشار فيها إلى ضرورة وحدة القوى الوطنية والديمقراطية في مواجهة منظومة المحاصصة والفساد.
وبعدها جاءت كلمة السفارة الفلسطينية التي ألقاها نائب السفير الفلسطيني السيد جهاد القدرة الذي أشاد بدور الحزب الشيوعي العراقي ومواقفه المشرفة في مساندة الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، معرجا على معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل الصهيونية.
ثم جاءت كلمة السفارة الصينية في العراق، القاها القائم بأعمال السفارة السيد شو، وبعدها القى السيد زهير ضياء الدين كلمة التيار الديمقراطي العراقي التي أكد فيها على ضرورة استمرار النضال في سبيل تحقيق طموحات وآمال الشعب العراقي في حياة حرة وكريمة.
وبعد ذلك، قدم الشاعر عمر السراي كلمة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق التي ألهبت حماس الحاضرين، والختام كان كلمة لعوائل شهداء انتفاضة تشرين التي شددت على ضرورة كشف الجناة الحقيقيين ومحاسبتهم وعدم تسويف مطالب المنتفضين، مؤكدة أن الجرائم لا تسقط بالتقادم.
وطافت مجموعة من الشابات والشباب حاملة «صينية العيد» في ارجاء القاعة المكتظة على انغام اغنية «مكبعة ورحت امشي يمه».
ووسط تصفيق متواصل اعتلى المنصة الشاعر الكبير موفق محمد حيث قدم قصيدته «المدرسة التي يتوسطها الكمان»، بعدها جاء دور الشاعر الكبير حمزة الحلفي حيث قدم قصائد عن الحزب والناس.
وفي القسم الفني قدمت فرقة ينابيع باقة من الأغاني تغنت فيها بالحزب والشعب والوطن.
وكان ختام الحفل مسكاً، بعد أن قدمت الفنانة بيدر البصري مجموعة من الاغاني قوبلت باستحسان الحضور وتفاعلهم معها.
تحتفل قوى الخير والتقدم والسلام في بلادنا والعالم، غداً الثامن من آذار، بيوم المرأة العالمي، عيد النضال من أجل الحقوق العادلة والمشروعة وفي مقدمتها ضمان المساواة التامة مع الرجل، ولاسيما في مجال فرص العمل والأجور والحقوق. عيد الكفاح لتفعيل المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة، والتي لم تتعد حتى الآن حاجز 13.5 بالمائة ويوم السعي لتنشيط دور النساء في الحياة الثقافية والاجتماعية، ومعالجة آثار التخلف الاجتماعي على المرأة والأسرة، وإعلاء كل القيم التحررية والتقدمية في تراث شعبنا الأخلاقي، والعمل على بناء مجتمع انساني راقٍ وزاهٍ بقيم الحرية والعدالة. يوم الكفاح للخلاص من السلبية والاستسلام للتمييز والقهر والعنف والقمع، ولمحاولات قنونته وإضفاء الشرعية المزيفة عليه، خاصة بعد تعرض 60 في المائة من العراقيات للعنف النفسي والجسدي، وإحجام 88 بالمائة منهن عن التصريح بذلك خوفاً وحرجاً. يوم النضال ضد تزويج القاصرات وضمان حق الصغيرات بالتمتع بطفولتهن وبتأمين تطورهن الدراسي والتربوي، ومن أجل بناء عوائل ناجحة وسعيدة ترفد المجتمع بكل ما هو مفيد لتنميته. يوم العمل للقضاء على الأمية الأبجدية والثقافية في صفوف النساء والتي تقّدر اليوم بأكثر من 60 في المائة.
إن حزبنا الشيوعي العراقي، الذي تبنى بشكل مبرمج قضية المرأة باعتبارها قضية ديمقراطية بامتياز، وتصدى لأية نظرة ترى فيها إنساناً قاصراً وأولى حقها في المساواة داخل العائلة وفي المجتمع اهتماماً خاصاً وخاض كفاحاً عنيداً لتحقيق ذلك منذ ولادته قبل تسعة عقود، يتقدم للمرأة العراقية ولنساء العالم أجمع بالتهاني في عيدهن المجيد، ويؤكد على مواصلة نضاله لتمكين المرأة من القيام بدورها في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وفي مراكز صنع القرار وتثبيت ذلك في نصوص قانونية واضحة وإلغاء أية تشريعات تنتقص منها. كما يواصل دفاعه عن قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 المعدّل، ويسعى لتفعيل التشريعات والإجراءات التي تمنع الاتجار بالنساء والتشهير بهن وترهيبهن، وكذلك لضمان الالتزام بجميع المواثيق الدولية المتعلقة بحماية حقوق المرأة والطفل.
كما يدعو حزبنا في هذا العيد الوطني والأممي، لحماية الطفولة ورعايتها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية قدراتها ومواهبها، ومنع عمالة الأطفال والاتجار بهم وحظر جميع أشكال الاستغلال التي تمارس بحقهم، وتأمين الضمان الصحي والاجتماعي والتعليم الإلزامي للأطفال، وتوفير دور الحضانة ورياض الأطفال، خاصة لأطفال الأمهات العاملات في مواقع عملهن.
إننا ندرك بأن التغيير الشامل نحو مجتمع ديمقراطي، تسوده الحرية ويعاد فيه توزيع الثروة بشكل عادل، ويتخلص فيه البشر من كل أشكال الاستغلال والاستعباد، هو السبيل الضامن لكافة حقوق النساء، والذي سيجعل من الثامن من آذار عيداً بهيجاً للجميع.
عاش الثامن من آذار
تحية إجلال لكل من ضحى وما يزال من أجل حقوق المرأة العراقية وكرامتها.
المجد للواتي استشهدن من أجل تحقيق ذلك ومنهن شهيدات حزبنا الباسلات.