طريق الشعب
شهدت محافظات بغداد وبابل والبصرة وميسان وواسط، امس الاحد، تظاهرات شعبية غاضبة، ضد تردي وتدهور التيار الكهربائي، بالتزامن مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة، مهددين بالتصعيد في حال تجاهل مطالبهم.
ولقي متظاهر بصري، مصرعه، واصيب ثلاثة اخرون، بنيرات قوات امنية، اثناء تظاهرة نظموها شمالي البصرة، للمطالبة بوظائف وتوفير الخدمات الاساسية من الكهرباء والماء.
احتجاج في بغداد
في بغداد، خرج العشرات من مواطني، منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، في تظاهرة شعبية، ضد زيادة ساعات القطع المبرمج، والتدهور المتصاعد للكهرباء. وشهدت التظاهرة اجراءات امنية متشددة، وقالت وكالة "الفرات نيوز" ان احد مصوريها احتجزته قوة امنية، اثناء تغطيته التظاهرة.
غضب في البصرة
وفي البصرة، أزمة الكهرباء تشعل غضب سكان البصرة، حيث تظاهر المئات من سكان منطقة كرمة علي، شمالي البصرة، في ساعة متأخرة من امس الاول السبت، احتجاجاً على استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.
واضرم المحتجون النيران في اطارات السيارات كما اغلقوا الطرق العامة.
وبعد ساعات شهدت منطقة باهلة التابعة لقضاء المدينة، شمالي البصرة، تظاهرة صباح امس الاحد، للمطالبة بوظائف واحتجاجا على ملوحة المياه وتردي التيار الكهربائي، وسجلت التظاهرة مصرع شخص واصابة 3 اخرين، بنيران قوات امنية كانت بالقرب من المتظاهرين.
مضايقات امنية
وقال جمعة الزيني، عضو مجلس محافظة البصرة، لـ"طريق الشعب"، "شهدت أمس (الاحد) منطقة شمال البصرة توترات امنية، على اثر قيام الاهالي بتظاهرة قرب احد حقول النفط غرب القرنة، للمطالبة بالتعيين وكذلك بتوفير التيار الكهربائي والخدمات وحل مشكلة ملوحة المياه، وهذه مطالب مشروعة"، مبينا ان "تظاهرة أمس (الاحد) تعرضت الى مضايقات امنية، بحجج ان هذه التظاهرة عملت على منع المنتسبين من الدخول الى الحقل النفطي ومزاولة عملهم، ولكن بعد الاستفسار ان هذا الادعاء لا صحة له".
قوة مفرطة
واردف الزيني، "تعرضت هذه التظاهرة الى تعامل غير صحيح من قبل القوات الامنية حيث عملوا على استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين مما ادى الى اصابة ثلاث متظاهرين واستشهاد واحد. فبدلا من ان تعمل القوات الامنية، على حماية المتظاهرين الذي يمارسون حقهم المشروع عمدت الى استخدام العنف والرصاص الحي لتفريقهم".
الوضع متأزم
واضاف "اثر هذا الحادث تطورت الاوضاع، اذ اصبح الوضع متأزما، بعد ان دخلت القوات الامنية وقيادة العمليات والشرطة بين السكان بناقلاتهم (سيارات الهمر) وايضا التحليق بالطائرات فوق هذه المناطق مما استفز السكان وارعبهم".
ونبه الزيني، الى انه "على اثر هذا التطور عقد لقاء في مجلس محافظة البصرة حضره عدد من الاعضاء ومحافظ البصرة وتم دعوة بعض القيادات الامنية للحضور للاستفسار عن ملابسات الحادث"، لافتا الى ان "كل الروايات التي نقلت اكدت ان المواطنين كانوا عُزّلا ولم يستخدموا سوى الحجارة بعد التعرض لهم، اما القوات الامنية فقط استخدمت الرصاص الحي، واختلف الموقف حول مصدر النيران".
الدعوة الى التهدئة
ومضى عضو مجلس محافظة البصرة، قائلا ان "مجلس محافظة البصرة توصل الى اهمية العمل على التهدئة في المنطقة، وارسل وفدا مكونا من السيد المحافظ وبعض من اعضاء المجلس في المناطق ورئيس المجلس وكالة الى مكان الحادث من اجل حل الامور، وتجنيب ابنائها الضرر وبما يحقق المطالب وهذه اولا، اما ثانيا فقد تم تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الحادث بكل تفاصيلها، اضافة الى دعوة القيادات الامنية الى المجلس، واصدار بيان يتضمن تحميل المسؤولية الى الجهة التي اطلقت النيران"، مشيرا الى ان المجلس "رفض التعامل بالرصاص الحي مع المتظاهرين حتى لو كان التظاهر بدون ترخيص، وكذلك تعويض المتضررين من الجرحى واعطاء حقوق الشهيد".
واستدرك، "من حق الاجهزة الامنية حماية المنشأة ولكن ليس بطريقة استخدام الرصاص ضد المواطنين وانما بطريقة التفاوض والنقاش واشاعة ثقافة حقوق الانسان في وسط القوات الامنية"، داعيا "قيادة العمليات الى ان تتصرف بحكمة ومسؤولية بالتعامل مع المتظاهرين واحترام حرية التعبير".
تظاهرة في ميسان
وفي ميسان، خرج العشرات من المواطنين في قضاء المجر الكبير بمحافظة واسط، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي.
ورفع المتظاهرون لافتات حملوا فيها وزارة الكهرباء والحكومة المحلية مسؤولية تردي هذا القطاع، مهددين بالاستمرار في تظاهراتهم في حال لم يتحسن واقع الكهرباء.
اعتصام في واسط
كما تظاهر العشرات من المواطنين في واسط، احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في المحافظة ايضا.
وشجب المتظاهرون، التخفيض المتصاعد لساعات التجهيز، محملين وزارة الكهرباء والحكومة المحلية مسؤولية ذلك. وباشر متظاهرو محافظة واسط المحتجون على تردي الطاقة الكهربائية في المحافظة، الأحد، بنصب سرادق الاعتصام قرب دائرة كهرباء المحافظة، ملوحين بقطع الرابط بين بغداد وواسط في حال استمرار تردي الكهرباء.
يذكر ان عددا من المحافظات العراقية شهدت خلال الايام القليلة الماضية تظاهرات تطالب بتحسين واقع الكهرباء الذي وصفوه بالسيئ.
"اليوم الثالث"
وفي بابل، قال مراسلنا في بابل، محمد صادق، انه لليوم الثالث على التوالي خرج المئات من مواطني قضاء المحاويل، في تظاهرة كبرى امام مبنى مجلس القضاء احتجاجا على تردي واقع الكهرباء، مطالبين الحكومة والجهات المعنية في وزارة الكهرباء بتحسين واقع الكهرباء نحو الافضل بسبب التردي القاتل في التزويد بالطاقة الكهربائية حيث تصل ساعات القطع في بعض الاماكن الى ست ساعات متواصلة مع عدم استقرار التيار في ساعتي التشغيل.
وذكر المتظاهر، عباس جاسم، أن "دائرة كهرباء المحاويل وضعت جهازا لتقليل الفولتية وللقطع العشوائي غير المبرمج، تماشيا مع شركة خصخصة الكهرباء".
وطالب المتظاهرون برفع هذا الجهاز، مهددين بالتصعيد في الايام المقبلة، قد يصل الى الاعتصام وقطع الطريق الرابط بين بابل وبغداد، اذا تم تجاهل مطالبهم.